مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

تَارِيخُ بِنَاءِ القَرَوِيِّين وآثَارِهَا القَدِيمَةِ وَبَعْضِ مَشَاهِيرِ عُلَمَائِهَا

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 88
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2021
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

تَارِيخُ بِنَاءِ القَرَوِيِّين وآثَارِهَا القَدِيمَةِ وَبَعْضِ مَشَاهِيرِ عُلَمَائِهَا،

تأليف: الشيخ عَبْدُ الحَفِيظ بن محمد الطّاهِر الفِهْرِي الفَاسِي ( 1296 ـ 1383هـ/ 1879 ـ 1964م)،

تقديم وتحقيق: د. أنس وكّاك.

سلسلة: كتاب مجلة مرآة التراث 7

يُعَدُّ جامع القرويين مفخرة من مفاخر مدينة فاس العامرة، حيث أضحت لعطائه وفضله، عاصمة العلم بالمملكة المغربية الشريفة، وقبلة الطلبة والمشايخ من أرجاء المعمور، ويعود الفضل في تشييد صرح هذا الجامع المبارك الذي يُعتبر أقدم جامعة علمية في العالم الإسلامي، إلى السيدة الفاضلة أمّ القاسم فاطمة بنت محمد الفِهْريِّ القَيْروانيِّ، وقد كان الشروع  في بنائه، في غرّة شهر رمضان المعظم سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وبعد أن اكتمل بناؤه استمرت العناية بترميمه وتوسيعه، وتجديد سُرُجِه ومصابيحه، وتعزيز صَحْنِه ببعض المرافق، مثل بناء الخصة، والعنزة، وتظليله بمظلات من قماش الكتان في زمن الصيف؛ لا سيما وأن جملة من الدروس كانت تلقى في هذا الصحن الصَّبيح، ومن أبرزها، مجلس الحافظ المحدث أبي عبدالله بن رُشيد الفهري (ت721ﻫ)، في شرح صحيح البخاري، ومجلس الإمام اللغوي أبي المكارم منديل بن محمد الصنهاجى(ت772ﻫ) في شرح المقامات الحريرية، وإلى حادثة طريفة وقعت بهذا المجلس أشار العلامة الأديب أبومحمد عبيدالله بن أبي القاسم الثعالبي الفاسي (ت787ﻫ)؛ إذ قال: «كنت بمجلس شيخنا الأستاذ أبي عبدالله محمد المدعو بمنديل بن الفقيه الأستاذ الشهير أبي عبدالله محمد عرف بابن آجروم الفاسي ♫ تعالى بجامع القرويين من فاس عمّره الله بالذكر وحرسها، وهو يدرس مقامات الحريري بين العشاءين بصحن الجامع، وذلك في فصل الصيف؛ فمرت بنا لفظة الصدع، فتكلم الأستاذ ر♫ تعالى على معناها، ثم سأله سائل عن معنى الآية الكريمة، فقال مجيبا له: هذه الآية هي مستعارة محسوس لمعقول كأنه سبحانه وتعالى يقول لنبيه عليه السلام: يا محمد شق ليل الكفر والغواية بنور التوحيد والهداية شقا لا يلتئم، كما أن الزجاج إذا شقّ لا يلتئم، وكان صبحية من زجاج معلقة فوق رؤوسنا فجاءت ريح فألصقتها إلى سارية فتكسرت، فعجبنا لموافقة ما كنا فيه، ثم أطرق الأستاذ هنية فقال بيتا وقتها، وكان سريع النظم فأنشد على البديهة:

ولما ضربنا في بيان استعارة  ... مثالاً بصدع الحق صدعَ زُجاج

أرتْنا عياناً صدعَها الرِّيحُ إذ غدت ... تَكْسِر في الجدران كلَّ سراج

ومن الجدير بالذكر، أن المجالس العلمية في مختلف العلوم والفنون، لم تنقطع بأروقة هذا الجامع المبارك، فظل على الدوام شاهدا على ازدهار الحركة العلمية والفكرية بالربوع المغربية، فلا يكاد يذكر عالم من علماء المغرب، إلاّ وتجده قد شدّ الرحال إلى جامع القرويين للنّهل من ينابيع علمائه الفياضة.

وأمام أَلَقِِِ هذا الجامع، الذي يُعَدُّ معلمة خالدة من المعالم الحضارية بالمغرب؛ اتّجه جمع من العلماء والمؤرخين إلى تدوين تاريخ بنائه، وتسجيل مآثره، وتعداد كبار العلماء الذين اشتهروا بالتدريس في أرجائه، ومنهم العلامة الفقيه المحدث المؤرخ  أبو الفضل، عبدالحفيظ بن الشيخ محمد الطاهر بن عبد الكبير الفهري الفاسي(ت1383ﻫ/1964م) في تقييده الموسوم بتاريخ بناء القرويين وآثارها القديمة، وبعض مشاهير علمائها،  الذي عرض فيه نبذة موجزة عن تاريخ بناء القرويين، وما اشتملت عليه بنايته من الآثار والمرافق، ثم عرَّف بمشاهير الخطباء الذين تعاقبوا على صعود منبره في الجمع والأعياد، وختم بذكر جملة من كبار العلماء الذين تخرجوا به، ودرّسوا فيه، منبها إلى ضرورة إكرام أهل العلم، وصَرْف ما يجب لهم ولطلبتهم من الحقوق في بيت مال المسلمين، أو من  الأحباس.

ومما يجب التنويه به، أن هذا التقييد المفيد، كان ضمن مشمولات رفوف خزانة العلامة علال الفاسي ♫ بالرباط، التي آلت إليها جملة من التآليف والأوضاع التي وُجدت في تركة العلامة عبدالحفيظ الفاسي؛ إلى أن عثر عليه الأستاذ المحقق المدقق الدكتور أنس وكاك ـ عضو الرابطة المحمدية للعلماء ـ فتولى ـ جزاه الله خيرا ـ نفض الغبار عنه، بدراسته وتحقيقه وفق المناهج العلمية المرعية في نشر النصوص، ثم وقع عليه الاختيار ليندرج ضمن «سلسلة كتاب مجلة مرآة التراث»، التي يصدرها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء.

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق