مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

المتشابه في أسماء نقلة الحديث من الرجال والنساء

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 670
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2019
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

المتشابه في أسماء نقلة الحديث من الرجال والنساء،

للقاضي أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي المعروف بابن الفرضي (ت403هـ)،

تحقيق وتقديم: د. جمال القديم.

سلسلة: نوادر التراث 35

بذل علماء الحديث مُهَجَهُم في رواية حديث رسول الله ﷺ، وحفظه، وتوجّه النقاد منهم إلى تنقيته وغربلته، وتمييز صحيحه من سقيمه، وأسَّسوا لهذا الغرض علوما كثيرة، من أهمها علم الرجال؛ الذي يبحث في تاريخ الرواة وتراجمهم، ومعرفة أسمائهم، وأنسابهم، وكناهم، وألقابهم، وشيوخهم، وتلاميذهم، وتواريخ ولادتهم ووفياتهم، ومعرفة الضعفاء المجروحين من الثقات العدول الضابطين، وإنَّ من أدقّ فروع هذا العلم، معرفة المتشابه من أسماء الرواة والمحدثين، وأنسابهم وألقابهم وكناهم، ويُسَمَّى أيضا علم المؤتلف والمختلف، وهو علم دقيق يهدف إلى تمييز أسماء الأعلام ودفع الاشتباه الحاصل فيها؛ سواء من جهة الرَّسم أو اللّفظ، وضبط ما يُشكل منها خوفا من الالتباس في تعيينها، أو وقوع التصحيف فيها، ولذلك حثّ العلماء قديما على العناية بهذا الفن، ونَبَّهوا إلى أنَّ مَلَكَةَ المُحَدِّث لا تكتمل إلا بمعرفته، وحَذَّرُوا من الجهل به، فقد أُثر عن - شيخ الإمام البخاري - الإمام الناقد علي بن عبد الله المديني (ت234ﻫ) رحمه الله أنه قال: «أشدّ التصحيف؛ التصحيف في أسماء الرجال»، وقال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النَّجِيرَمِي(عاش في القرن الثالث للهجرة): «أَوْلَى الأشياء بالضّبط أسماء الناس؛ لأنه لا يدخله القياس، ولا قبله شيء يَدُلُّ عليه، ولا بعده شيء يَدُلُّ عليه».

واستشعارًا لأهميته؛ صرف كبار المحدثين إليه عنايتهم، وصنّفوا فيه مصنفات كثيرة؛ أشهرها «تصحيفات المحدثين»، لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت382ﻫ)، و«المؤتلف والمختلف»، لإمام النقاد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني(ت385ﻫ)، و«المؤتلف والمختلف»، و«مشتبه النسبة»، كلاهما لتلميذه الحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي(ت409ﻫ)، و«تلخيص المتشابه في الرسم وحـمـاية مـا أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم»، للحافظ أبي بكر
أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي(ت463ﻫ)، و«الإكمـال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسمـاء والكنى والأنساب» لتلميذه الأميـر أبي نصر علي بن هبة الله الشهير بابن مـاكولا (ت475ﻫ)، وهو أوسعها، وكتاب «تقييد المهمل وتمييز المشكل»، للحافظ أبي علي الحسين بن محمد الغسَّاني الجيَّاني(ت498ﻫ)، وهو في ضبط أسماء رجال الصحيحين، ومن آخر المؤلفات المحرّرة في هذا الفن؛ كتاب «توضيح المشتبه»، لعلامة الشام؛ الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي(ت842ﻫ)، وكتاب «تبصير المنتبه»، لخاتمة الحفاظ؛ الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(ت852ﻫ).

ومن أساطين المحدثين الأندلسيين الذين أَسْدَوْا خدمة كبيرة لهذا الفنّ - من فنون الحديث النبوي - الحافظ المحدث والمؤرخ أبو الوليد عبد الله بن يوسف الأزدي القرطبي الشهير بابن الفرضي(ت403ﻫ)؛ إذ صنّف في ذلك تصنيفين حافلين؛ عَوَّل عليهما من جاء بعده، أحدهما: كتاب «مشتبه النسبة»، ولا يُعرف عنه سوى نقول مبثوثة على حواشي نسخة خطية من كتاب الإكمال لابن ماكولا؛ محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة، وأخرى متفرقة في بعض المصادر، والتصنيف الآخر: كتاب «المتشابه في أسماء نَقلة الحديث من الرجال والنساء»، وصلنا منه السفر الثاني من خلال نسخته الوحيدة المحفوظة بمكتبة جامعة كاليفورنيا، وكان قد وقف عليها، وشرع في تحقيقها - قبل عشرين عاما - فضيلة الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الجيلاني - رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء ـ ثم لم يُكتب له التفرغ لإتمام عمله؛ فعَهِدَ بذلك إلى فضيلة الدكتور جمال القديم - الباحث بالمركز -  فتولى تحقيق النصّ والتعليق عليه، وإصلاح غلطه، وضبط تراجمه، وتوثيق نقوله، وتخريج أحاديثه، سالكا في ذلك المنهج الأمثل، والسَّبيل الأقوم، حتى استوى الكتاب على الصورة التي هو عليها الآن.

ومن نافلة القول؛ أن هذا الكتاب له قيمة كبيرة بين كتب الفن؛ إذ لا تخفى مكانة صاحبه أبي الوليد ابن الفرضي؛ الذي وصفه مؤرخ الأندلس أبو مروان ابن حيان بقوله: «لم يُرَ مثله في قرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال»، وقيمة كتابه تبرز في استيعابه لتراجم لا تكاد تجدها في مصدر سواه، كما تبرز في اشتماله على تراجم كثير من الرُّوَاة الأندلسيين الذين أهملتهم كتب التراجم، ومن مزايا الكتاب أيضا؛ اعتماد مصنفه على مصنفات مفقودة؛ مثل تصانيف شيخه ابن مُفَرِّج، وتصانيف ابن السَّكن، وابن الجارود، والباوَرْدي، وغيرهم.

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق