صدر للأكشاك العدد الخامس عشر لأسبوعية "منبر الرابطة" الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء، مخصصا ملفا عن السلوك المدني ودور كل من التربية ووسائل الإعلام والاتصال في ترشيده.

وجاءت افتتاحية فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي، تحت عنوان "كشجرة طيبة"، متضمنة تعريفا شافيا لمفهوم السلوك المدني، مفاده، أن هذا الأخير نحت مصطلحي يعني أن الإنسان وجب أن يتصرف في مجتمعه وفق جملة حوافز ودوافع تصورية وتربوية، ومعايير وضوابط قيمية وقانونية.

وأوضح فضيلة الأمين العام، أن السلوك المدني ثمرة تنبثق من شجرة من الجهود، شجرة تربتها المرجعية التمثلية والأخلاقية الواضحة، الممنهجة، الراشدة، وجذعها القوانين والتشريعات الوظيفية العادلة، وفروعها المشاريع المجتمعية المجمع عليها، والتي يولد الانخراط الجماعي فيها تواطؤا إيجابيا بين أفراد المجتمع الواحد، ويولد غيرة مشتركة عن كل ذرة من ذراته، مشيرا إلى أن نسيج هذه الشجرة الخلوي، هو التواصل الناجع والدائم الذي يوضح ويقرب، ويعمق كل المكونات السالفة الذكر.

وأكد الدكتور أحمد عبادي، أن مجتمعنا مدعو اليوم بإلحاح وأكثر من أي وقت مضى إلى بلورة، وتعميق وتحسين أدائه بخصوص كل الأبعاد السالفة الذكر، حتى يشتد عود شجرة السلوك المدني، وتنضج ثمراتها في كل أرجائه، فتكون بحق شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها (إبراهيم الآية 24 25).

وتضمن العدد أيضا رسالة ملكية، كان جلالة الملك، محمد السادس قد رفعها بتاريخ 24 ماي 2007 إلى المشاركين في الندوة الوطنية حول موضوع "المدرسة والسلوك المدني"، كما تضمن موضوعا حول دور وسائل الإعلام والاتصال في ترشيد السلوك المدني، أكد من خلاله كاتبه أن لوسائل الإعلام بكافة أشكالها وأنواعها مكانة خاصة في حياة المواطنين، بحيث باتت تساهم بقوة ليس فقط في تحديد علاقة الفرد بالمحيط الذي يتواجد فيه، ولكن أيضا في تشكيل المواقف وآراء المجتمع اتجاه مختلف الملفات والقضايا التي تواجه الأمة.

وتطرقت أبواب ملحق المغرب السني في العدد إلى المواضيع التالية، العقيدة الأشعرية وسؤال التنمية، الفكر المقاصدي عند الإمام مالك والبعد الأخلاقي في تصوف الجنيد البغدادي.

ونقرأ للدكتور عبدالقادر بطار، أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، موضوعا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أشار من خلاله إلى أن الدعوة إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، خصوصا في هذا الظرف من تاريخ أمتنا، ينبغي أن يكون احتفالا في مستوى صاحب الذكرى، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، في تمثل الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة، والقدوة الطيبة، والسلوك الحميد، والتدين الصحيح.

كما نجد في هذا العدد موضوعا للباحثة نادية الشرقاوي، موضوعا حول دور النساء في الإصلاح في عصر الرسالة، أكدت فيه أن دور النساء في ذلك العهد لم يكن محصورا في المحيط الداخلي وهو الأسرة، بل تعداه إلى المحيط الخارجي وهو المجتمع.   

إضافة إلى أعمدة الكتاب والباحثين عبد الصمد غازي، عبد السلام طويل، ومحمد المنتار، وجمال بامي، ومنتصر حمادة.

                                                             تحميل العدد 15 من الجريدة (2.68 ميجابايت)