مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

الرحلة المغربية

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 445
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2021
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

الرحلة المغربية،

لأبي إسحاقَ إبراهيمُ بن عبدِ اللهِ النُّميريُّ الغَرْناطيُّ  المعروفُ بابنِ الحاجّ(ت 786ﻫ)،

استخرجها، وبيَّضها من مسودة بخط مقيِّدها، وضبطها، وخرَّج نصوصها، وعلّق عليها : الدكتور عبد القادر سعود.

سلسلة: نوادر التراث 41

إنه ممّا يثلج الصدور، ويبعث على الحبور؛ أنه من حين لآخر يطالعنا أحد الباحثين الأفاضل بذخيرة من الذخائر العلمية النفيسة، أو علق من الأعلاق الغميسة، بعد أن أُهيلَت عليها أتربةُ النِّسيان؛ إما لبُعد المُستقر، أو لسلوك شابَهُ التعسّف والحجر.

وكلما جدّ البحث، وكثر التنقيب، في الخزائن والدشوت؛ كلما خرجت تلك الذخائر والأعلاق من خدورها، وأَذِنَت للباحثين المحققين باستخراج دُرَرِهَا، وإبراز غُرَرِهَا، ومنها كتاب الرحلة المغربية، لفخر غرناطة وأديبها الشهير، العلامة المحدث الرحال أبي إسحاقَ إبراهيمُ بن عبدالله النُّميريُّ الغَرْناطيُّ  المعروفُ بابنِ الحاجّ(ت786ﻫ)؛ إذ احتفظت مكتبة دير الإسكوريال بقطعتين خطيتين منها، تتضمنان مجموع تقاييده وفوائده التي دونها في رحلته سنة 745هـ رفقة السلطان أبي الحسن المريني إلى عدد من الحواضر المغربية.

ويكتسي نشر القدر الموجود من هذه الرحلة أهمية قصوى؛ باعتبار المكانة العلمية الرفيعة التي كان يحتلها مُقيدها العلامة الرحال ابن الحاج النميري في القرن الثامن للهجرة؛ إذ دُعِيَ للعمل بالكتابة في دواوين سلطانية مختلفة، فعمل كاتبا ببلاط بني الأحمر النصريين بغرناطة، وعمل كذلك كاتبا بديوان أمراء بجاية، ثم استدعي للعمل كاتبا للسلطان أبي الحسن المريني بفاس، وبعده عمل أيضا للسلطان أبي عنان المريني، كما أنه شدّ الرحال إلى المشرق مرتين، فحج، ودخل القاهرة ومكة والمدينة ودمشق، وأخذ عن كبار العلماء الذين لقيهم في رحلته؛ من أمثال علم الدين القاسم بن محمد البِرْزَالي الإشبيلي(ت739هـ)، وأبي الحجاج جمال الدين يوسف بن عبدالرحمن المِزّي(ت744ﻫ) ، وأثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الغَرْناطي النحوي(ت745هـ)، وأبي عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي(ت748هـ)، وقد عرّف بهؤلاء الشيوخ، وقيّد ما تلقاه عنهم من مسموعات وفوائد في كتاب الرحلة المشرقية الذي وقف عليه العلامة المؤرخ الأديب أبو العباس المقري(ت1041هـ) واقتبس منه، وذكر أنه كان يمتلك نسخة منه بخط صاحبها، قال: ((وكان عندي بالمغرب مجلد من رحلته التي بخطه، وقد أتى فيه بالعجب العجاب)).

ثم عاد ابن الحاج النميري من رحلته المشرقية إلى المغرب والأندلس بعلم جمّ؛ وأدب رفيع، وكفى برحلته التي بين أيدينا شاهدا على علو كعبه في الفنون الأدبية والحديثية والتاريخية، ولا شك أن نشر هذه الرحلة، بما تضمنته من فوائد وتقاييد، سيسهم في إبراز نصوص حديثية، وتاريخية، وأدبية جديدة لجملة من العلماء والأدباء الذين عاشوا في القرن الثامن للهجرة، مما سيدفع بعض الباحثين المهتمين إلى إعادة النظر في تقييم الحركة العلمية والأدبية والثقافية في ذلك العصر.

إنّ نصّ هذه الرحلة لم يهتدِ إليه المحققون والدارسون إلا بعد النصف الأخير من القرن العشرين، فاعتنى به المستعرب الفرنسي ألفريد لويس دو برمار (Alfred Louis de Prémare)، في إطار رسالة ماجستير  بجامعة القاهرة سنة 1968م، تحت عنوان: مذكرات ابن الحاج النميري، ثم ترجم نصّ الرحلة إلى اللغة الفرنسية، وحصل  به عام 1978م على شهادة الدكتوراه من جامعة ليون الثانية بفرنسا، وعنوانها بالفرنسية:  Les Notes de Voyage D'ibrahim B.Al-Hadji An-Noumayri, en l'année 745.h/1344 ، ومنذ ذلك الحين بدأ الباحثون يتحيّنون الفرص للحصول على هذه الرحلة في نسختها المخطوطة؛ إما من أجل ترميم بعض التراجم التي انفرد ابن الحاج بذكرها، أو لإثبات بعض الأشعار التي تضمنتها الرحلة ولم ترد في غيرها.

وهكذا ظلّ الحال إلى أن اختار مركز الدراسات والأبحات وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء إدراجها ضمن منشوراته، وأسند مهمة ضبطها وإعدادها للنشر إلى الأستاذ المحقق الدكتور عبدالقادر سعود ـ الباحث بمركز الدراسات والأبحاث بالرابطة المحمدية للعلماء ـ فامتطى صهوة جوادها، وركب بحر تبييضها وضبطها، وشرح غريبها، وتوثيق نصوصها، بعد أن مدّه ـ رئيس المركز المذكور ـ الأستاذ الدكتور عبداللطيف الجيلاني حفظه الله وأجزل مثوبته، بالقطعتين الفريدتين من مسودة الرحلة بخط صاحبها ابن الحاج النميري؛ فنهض الدكتور عبدالقادر سعود بأعباء ضبط نصوص هذه الرحلة المباركة، وعانى كثيراً في فكّ ما اكتنفها من غوامض، واستكناه ما أحاط بها من طلاسم؛ إلى أن أظهرها غانية بحُلاَها، زاهية بمحاسنها، غنية بتحقيقاتها ونقولها.

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق