مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

الجامع لسُبُل الخيرات والمُوصل إلى أعلى الدَّرجات ممَّا وُجد في الصّحيحين والدّقائق المرويات

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 1106
  • عدد المجلدات: 2
  • الإيداع القانوني:2023MO1209
  • ردمك:978-9920-563-23-9
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:1444/2023
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

 

كتاب: الجامع لسُبُل الخيرات والمُوصل إلى أعلى الدَّرجات ممَّا وُجد في الصّحيحين والدّقائق المرويات

تأليف: الفقيه الإمام الواعظ الزاهد المُجاور أبي الحسين يحيى بن نجاح بن القلّاس القرطبي(ت422هـ)

تقديم وتحقيق: د. طارق طاطمي

سلسلة: نوادر التراث (43)

إن فنّ الوعظ والتذكير من الفنون التي اهتمّ بها علماء الإسلام في مختلف العصور؛ بل يُعَدُّ من جملة العلوم التي أوردها أبو الخير أحمد بن مصطفى طاشْكُبْري زَادَهْ(ت968هـ) في كتابه: «مفتاح السعادة ومصباح السيادة»؛ حيث قال♫ مُبَيِّنا موضوع هذا العلم: «كان في العصر الأول يُطلق على التكلم في علم الآخرة، والتذكير بالموت، والتنبيه على عُيُوب النفس وآفات النَّفْسِ، والأعمال، وخَوَاطِر الشيطان ووجه الحذر منها، ويُذَكّر بآلاء الله سبحانه ونعمائه، وتقصير العبد في شكره، ويُعَرِّفُ حَقَارَة الدنيا وعُيُوبَهَا وتَصَرُّمِهَا وَقِلَّةِ عهدها، وَخَطَرِ الآخرة وأهوالها»، وقال العلامة الواعظ أبو الفَرَج ابن الجَوْزِي(ت597هـ): «رَأَيْتُ الاشتغال بالفقه وسماع الحديث، لا يَكَادُ يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يُمْزَجَ بالرقائق، والنظر في سِيَر السلف الصالحين، فأمّا مُجَرَّدُ العلم بالحلال والحرام، فليس له كبير عمل في رِقَّة القلب؛ وإنما تَرِقُّ القُلُوب بذكر رَقَائق الأحاديث، وأخبار السلف الصالحين».

وقد كان للمغاربة منذ القديم عناية خاصة بفنّ الوعظ والتذكير؛ انطلاقا من جَلْبِ أشهر المؤلفات الوعظية من المشرق، وروايتها وإقرائها؛ ففي القرن الثالث للهجرة جَلَبَ بَقِيّ بن مَخْلَد القُرْطُبِي(ت276هـ) كتاب شيخه أحمد بن إبراهيم الدّورقي البغدادي(ت246هـ‍) في زُهْدِ ابن سيرين، وأيوب، ووُهَيْب بن الوَرْد، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان الخَوَّاص. وجَلَبَ قاسم بن أصبغ البَيَّاني(ت340هـ) كتاب: «الرَّقَائِق»، لعبد الله بن المُبَارك المَرْوَزي(ت181هـ). وأدخل القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مُفَرِّج القرطبي(ت348هـ) جملة من تصانيف
الحارث بن أسد المحاسبي(ت243هـ) إلى الأندلس، وأشهرها كتاب: «الرِّعَايَة لحُقُوق الله عزّ وجلّ»، وكتاب: «الزُّهْد»، وكتاب: «الحُبّ لله تعالى ومراتب أهله».

واعتنى الرّحالون المغاربة منذ عهد مُبَكِّر، باستجلاب أهم التآليف الوعظية التي صنفها الإمام الواعظ أبو بكر ابن أبي الدنيا البغدادي(ت281هـ)، والإمام المحدث الزاهد أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرّي المُجَاور(ت360هـ)، والإمام الصوفي أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السُّلَمي النيسابوري(ت412هـ)، والإمام الواعظ أبوبكر محمد بن علي الغازي المُطَّوِّعِي النيسابوري المجاور(كان حيّا سنة 435هـ)  والإمام الصوفي أبو القاسم عبد الكريم بن هَوَازن القشيري(ت465هـ).

ومنذ القرن الثالث للهجرة، ارتاد علماء الأندلس آفاق التصنيف في هذا الفن؛ فصنفوا الكثير من التصانيف الحفيلة الجليلة؛ منها: كتاب: «أشراط السّاعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار»، لأبي مروان عبد الملك بن حَبِيب السُّلَمِي القُرْطُبي(ت238هـ)، وكتاب: «العبّاد والعوابد»؛ لأبي عبد الله محمد بن وضّاح المَرْوَاني القرطبي(ت286هـ)، وكتاب: «الاستبصار في الزهد»، لأبي عمر أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العَبْسِي الإشبيلي(ت379هـ)، وكتاب: «المَوَاعِيد المُنْتَجَزَة من الله تعالى في كتابه لرسوله ﷺ وللمؤمنين»، لأبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأَصِيلي(ت392هـ)، وكتاب: «حَيَاة القلوب في الرّقائق والزهد»، لأبي عبدالله محمد بن عبد الله ابن أبي زَمَنِين الإِلْبِيرِي(ت399هـ)، وكتاب: «الابتهاج بمحبة الله تعالى»، للقاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مُغِيث القُرْطُبي(ت429هـ)، وكتاب: «الدَّلِيل إلى طاعة الجليل فيما تَنْطَوِي عليه الجوانح، وَتُبَاشِرُه بالعمل الجوارح»، لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المَعَافِرِي الطَّلَمَنْكي المقرئ(ت429هـ)، وكتاب: «سَنَنُ الصّالحين وَسُنَنُ العَابِدين»؛ لأبي الوليد سُلَيْمَان بن خَلَف البَاجِي(ت474هـ)، وغيرها كثير.

ومن أهم النَّفَائس والذخائر العلمية الأندلسية، التي وصلت إلينا ولله الحمد في فنّ الوعظ والتذكير، هذا الكتاب الذي طُبع ضمن منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، الموسوم بكتاب: «الجامعُ لسُبُلِ الخَيْراتِ، والمُوصِلُ إلى أعلَى الدَّرجَات، ممّا وُجد في الصَّحيحين والدَّقائق المَرْويات»، للإمام الفقيه الواعظ الزاهد المُجاور أبي الحسين يحيى بن نَجَاح القرطبي الأموي المالكي، الشهير بابن القلّاس(ت422هـ)، وتتجلى قيمته في جلالة مؤلفه، وغزارة فوائده، واستحسان العلماء له، وتلقيهم له بالقبول، وانتشاره بأيدي الناس، قال أبوطالب المَرْوَاني(ت516هـ): «كان يَحْيَى بن نَجَاح من أئمة المسلمين في العلم والزّهد والورع... وله تأليف حسن، وهو المسمى بكتاب سُبُل الخيرات؛ كتاب شريف في معناه، لم يُؤلَّف في المواعظ والذكر مثله»، وقال أبو القاسم ابن بَشْكُوَال(ت578هـ): «كان ابن نَجَاح مِن أهل العلم والورع والزهد، وهو مُؤَلِّفُ كتاب سُبُل الخيرات؛ في الوصايا والمواعظ والزهد والرقائق، وهو كثير بأيدي الناس»، ومن فضائل هذا الكتاب أن مؤلفه الإمام القلاس قد حدّث به بالمسجد الحرام بمكة المشرفة إبان مجاورته بها، وَنَاوَلَه لتلميذه الإمام أبي محمد عبد الله بن سعيد الأموي الشَّنْتَجَالِي المُجَاور(ت436هـ) الذي حمله إلى الأندلس، وأذاعه بها، ومن طريقه رواه ابن خير الإشبيلي، وابن رُشَيْد السبتي.

وهذا الكتاب جامع كاسمه لسُبُلِ الخير، شامل مُوعَب بالفضائل والآداب المُوصِلة إلى أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة؛ قسّمه مؤلفه إلى 175 بابا؛ تحتوي على  3850 نصّا، تناول في معظمها ما جاء في الذكر والرّقائق والزهد والآداب والوصايا والمواعظ، وخصّص بعض الأبواب لموضوعات تتصل بأصول الدين والأحكام والتفسير والسير والمناقب؛ مُسْتَدِلاًّ بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار الموقوفة والمقطوعة، وأقوال البُلَغاء والحُكَماء والشعراء.

واعتبارا لقيمة هذا العِلْق الثمين في التراث الوعظي الأندلسي، فقد قرّر مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، إدراجه ضمن سلسلة ذخائر التراث التي يسهر على إصدارها، بعد إتمام تحقيقه الذي استغرق بضع سنوات، وَيَعُود الفضل في تحقيقه وإبرازه إلى عالم النشر؛ للأستاذ الدكتور طارق طاطمي حفظه الله، الذي ثابر كثيرا، وبذل جهودا طيبة تستحق التنويه والإشادة؛ انطلاقا من تتبعه لنسخ الكتاب الخطية المتفرقة في مختلف الخزائن الوطنية والدولية، فاستطاع ـ ولله الحمد ـ الحصول على عشر نسخ خطية، كان لها الأثر الكبير في استكناه روايات الكتاب، وتحديد منهج تحقيقه، ثم ما تَلاَ جمع النسخ من أعمال النسخ والمقابلة، وخدمة الكتاب بعزو الآيات والأحاديث النبوية، وضبط النصوص المروية من أحاديث وآثار وحِكَم وأشعار، وتوثيق النقول بإحالتها إلى مصادرها، وانتهاء بدراسة الكتاب ووضع فهارسه، وذلك بتوجيه وتشجيع من رئيس المركز، العالم المحقّق البحّاثة المدقق الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الجيلاني، حفظه الله، وتعاون مُثْمِر من الباحثين والباحثات العاملين بملحقة المركز بالدار البيضاء.

فهرس موضوعات الكتاب

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق