مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

الإجادةُ والإحكام والإفادة للحُكّام في شرح الياقوتة الألفية الموضوعة في الأحكام

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 944
  • عدد المجلدات: 2
  • الإيداع القانوني:2023MO1214
  • ردمك:978-9920-563-24-6
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:1444/2023
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

كتاب: الإجادة والإحكام والإفادة للحكام في شرح الياقوتة الألفية الموضوعة في الأحكام.

تأليف: القاضي أبو بكر محمد بن محمد بن منظور القيسي المالقي(ت بعد 816هـ)

دراسة وتحقيق: د. جمال القديم

سلسلة: نوادر التراث (44)

لمَّا كان علم القضاء من أَجَلِّ العلوم قدرا، وأرفعها شأنا، وأشرفها ذكرا، إذ به تُحفَظ الحقوق، وتُحْقَن الدِّماء، وتُصَانُ الأبضاع، وبه يُحقَّقُ ما يَحرُم ويُبَاح من المعاملات، فقد خصَّه العلماء بالعناية، وصرفوا جهدهم لتقرير فصوله، وتحرير أصوله، فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا الفنِّ، اجتهد مؤلفوها في التأصيل لعلم القضاء، ففصَّلوا القول في صفات القاضي، وشروط توليته، وحدود اختصاصاته، وكيفية نظره في الدعاوى، وطرق الإثبات والشهود، وغير ذلك، وبيَّنوا جملة من الأحكام في القضايا التي يكثُر فيها النِّزاع بين النَّاس، مثل مسائل الأنكحة، والمعاملات، والجنايات، وغيرها، وأغلب من تولَّى هذه المهمَّة هم القضاة أنفسهم، وقد يعرض بعض المؤلفين في هذا الباب قضايا ونوازل، ممَّا عُرض عليه في مجلس قضائه.

وقد تميَّز علماء الغرب الإسلامي عامَّة، وأهل الأندلس منهم خاصَّة بوفرة التأليف في هذا العلم، ومن أشهر مؤلفاتهم فيه:«منتخب الأحكام»، لأبي عبد الله
محمد بن أبي زَمَنِين(ت399هـ)، وكتاب «المُقنع في مسائل الأحكام»، لأبي أيوب سليمان بن بطَّال البَطَلْيُوسي(ت402 ﻫ)، وكتاب «الإعلام بنوازل الأحكام»، للقاضي أبي الأصبغ عيسى بن سَهل القرطبي(ت486هـ)، وغيرها.

ثم انتقلت حركة التأليف في هذا العلم، من طور التأصيل، إلى طور آخر طغى فيه الجانب التعليمي، وكان المقصود فيه تقريب مسائل فنِّ القضاء، وتيسير استيعابها بالنسبة للطلبة؛ فبرزت الكثير من المختصرات، وظهرت مجموعة من المنظومات العلمية، بعضُها مستوعب لأصول هذا العلم، وبعضها مختصر، وصار عليها المُعتَمَد في مجالس القضاء وحلقات الدَّرس، وأقبل النَّاس عليها بالحفظ والشَّرح، ومن أهمها: «تحفة الحكام في نُكت العقود والأحكام»، لقاضي الجماعة أبي بكر محمد بن محمد بن عاصم الغرناطي(ت829 ﻫ)، التي سارت بذكرها الركبان، وأقبل الناس عليها بالدرس والشرح والبيان، و«لامية الزَّقَّاق»، لناظمها أبي الحسن علي بن قاسم الزَّقَّاق الفاسي(ت912هـ)، ولقيت هي الأخرى من العناية والاهتمام ما حظيت به نظيرتها ـ من قبل ـ من التحشية والشرح والتدريس.

ثم ظهرت منظومات أخرى، اقتصرت على ما جَرَى به العمل لدى القضاة والحكام، مثل «نظم العمل الفاسي»، لعبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي(ت1069هـ)، و«معتمد الحكام من اختلاف علماء الأحكام»، لمحمد بن أبي قاسم السِّجلماسي الرِّباطي(ت1214هـ)، و«ياقوتة الحكَّام في مسائل القضاء والأحكام»، للسلطان عبد الحفيظ العلوي(ت1356)، وغيرها من الأراجيز الموضوعة في هذا العلم.

ومن أجمع المنظومات العلمية في أحكام القضاء أرجوزة «الياقوتة الألفيَّة في الأحكام القاضَويَّة»، للعلاَّمة القاضي الأديب النَّاظم النَّاثر الفقيه أبي إسحاق
إبراهيم بن عبد الله الغرناطي المعروف بابن الحاج النُّمَيري(ت786ﻫ)، وهي من أجمع ما وُضِع في هذا العلم تُضَاهي «تحفة الحكام» لابن عاصم الذي يُعدُّ ابن الحاج من جملة شيوخه.

ومن عجَبٍ أنَّ منظومة ابن الحاج طَوَاهَا النِّسيان، ولم تشتهر بين النَّاس، كما اشتهرت منظومة «تحفة الحكام» لتلميذه ابن عاصم.

وقد ادّخر الله لمنظومة ابن الحاج أحد تلاميذه النُّجباء، وهو القاضي أبو بكر محمد بن محمد بن منظور القيسي المالَقي(توفي بعد سنة 816ﻫ)، فوضع عليها شرحا حافلا، سماه: «الإجادة والإحكام والإفادة للحُكَّام في شرح الياقوتة الألفيَّة الموضوعة في الأحكام»، كشف فيه عن معانيها، وبيَّن أحكامها ومضامينها، وجلَّى فيه دُرَرها، ومُخَبَّآتها، سَلَكَ فيه مسلك التَّوسُّط، فلا هو من المطوَّلات المُمِلَّة، ولا من المختصرات المُخِلَّة، بل آخِذٌ بين ذلك بحَبْلٍ مَتِين.

وقد انبرى لإبراز هذا الشَّرح الدكتور جمال القديم ـ الباحث المؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التُّراث بالرَّابطة المحمَّدية للعلماء ـ فتولَّى حفظه الله، دراسته وتحقيقه في إطار أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، تحت إشراف ومتابعة فضيلة الدكتور محمد بوطربوش، واجتهد في التعريف بالمنظومة وناظمها، وكشف عن تقدُّمها في النَّظم على «تحفة الحكام» لابن عاصم، بل واستفادة ابن عاصم منها، وذلك من خلال المقارنة بينهما، وبَيَّن أسباب عدم اشتهارها وذُيُوعها، كما قام بالتعريف بشارحها العلامة ابن منظور المالَقي القيسي، وشرحه عليها من خلال بيان أهميته وقيمته العلمية، ومنهج صاحبه فيه، وعقد موازنة بين هذا الشرح وشرح أبي يحيى ابن عاصم  ـ الذي كان معاصرا لابن منظور ـ على «تحفة الحكام» لوالده، وكشف عن أوجه الائتلاف والاختلاف بينهما، إلى غير ذلك من المباحث المهمَّة في هذه الدراسة.

أما نصُّ الشَّـرح فقد بَذَلَ الباحث جزاه الله خيرًا وُسْـعَه واستنفد طاقته في ضبطه والتعليق عليه، وتوثيق نقوله، وتخريج أحاديثه، إلى غير ذلك مما يخدم النَّص ويُقرِّب معانيه، كما اجتهد في ضبط أبيات المنظومة، حيث قام بتجريدها من هذا الشَّرح، وإلحاقها بآخر الكتاب خدمة لمن أراد الوقوف على نـصِّها مستقلاًّ عن شرحها.

Science

‫3 تعليقات

    1. داخل المغرب يمكنك التواصل مع مكتبة دار الأمان بالرباط، وخارجه يمكنك التواصل مع دار ابن حزم ببيروت أو وكلائها بمختلف البلدان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق