مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

الأربعون حديثاً المختارة في فضل الحج الزيارة

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 278
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2021
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0
  • الأَرْبَعُونَ حَدِيثاً المُخْتَارَة في فَضْلِ الحَجِّ وَالزِّيَارَةِ
  • ومعه: «المُقَدِّمة المُحْسِبَة المُحْتَسِبَة بتَوْصِية ذوي الخِرَق المُنْتَسِبَة»،
  • و«أَسْنَى المَنَائح في أَسْمَى المَدائح»،
  • و«قصيدة نُونِية إلى بعض الإخوان»،
  • تأليف: الإمام الحافظ جمال الدين أبو بكر محمد بن يوسف ابن مَسْدي الأَزْدِي الغَرْنَاطِي الأندلسي المُجَاور(ت663هـ)،
  • دراسة وتحقيق: طارق طاطمي. (لطائف التراث 8)

من أشهر أنماط التصنيف التي اعتنى بها علماء الحديث، الأجزاء التي تضم أربعين حديثا مرويا عن النبي ﷺ عملا بالحديث المشهور على الألسنة: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها، بعثه الله فقيها، وكنتُ له يوم القيامة شافعاً وشهيداً»، فمنهم من اختار إيراد أربعين حديثا في باب معين من أحاديث الأحكام أو الآداب، ومنهم من رام جمع أربعين حديثا من العوالي أو الغرائب، أو مروية عن أربعين صحابيا، أو في أربعين بلدا، إلى غير ذلك من مقاصدهم اللطيفة الطريفة.

ومن أشهر الكتب الأندلسية المصنفة في هذا اللون من التصنيف، التي تداولها العلماء بالرواية، ونالت شهرة واسعة، هذا الكتاب الذي نزفه إلى محبي حديث رسول الله ﷺ المسمّى: «الأَرْبَعِينَ حَدِيثًا المُختارَة، في فَضْل الحج والزيارة، للشيخ الإمام المسند الحافظ المحدث الفقيه المقرئ المُجوّد الخطيب الأديب الرحال المجاور أبي بكر محمد بن يوسف الأزدى المهلبى الغرناطي الأندلسي، المعروف بابن مَسْدِي (ت 663هـ)، ومؤلفه معدود ضمن صفوة المحدثين الذين أنجبتهم الأندلس، ذكروا أن عدد شيوخه يصل إلى أربعة آلاف شيخ، وناهيك بهذه المشيخة الوافرة دليلا على سعة رواية هذا الإمام، وعنايته بحمل العلم ومعرفة السنن، وقد كان الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد (ت 702هـ) يعظمه ويصفه بالحفظ، وعده الإمام الذهبي (ت 748هـ) من بحور العلم، وكبار الحفاظ، وبالجملة فهو معروف بالزهد والصلاح، موصوف بالمعرفة وحفظ الحديث، مقدم في علم الأسانيد والمتون، وهو أشهر من نار على علم، رحل إلى مكة وحج وجاور بها، إلى أن وافاه القدر المحتوم، فتوفي بها سنة 663هـ.

ولعل جواره بمكة وإمامته بالحرم، كان سببا في عنايته بترغيب الناس في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وبيان فضائله؛ إذ صنف فيه عددا من التصانيف؛ منها هذا الجزء الحديثي الماتع الذي بين فيه ثواب الحج وفضل زيارة المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومن كلامه المستعذب الجميل في طالعته؛ منبها إلى مكانة الحج في الإسلام، ومهيجا قلوب المؤمنين إلى المبادرة لأدائه: «فلا أَقْرَبَ منه في القربات شقة، ولا أَرْوَح منه على القلوب مَشَفَّة؛ دَعْوَةُ أبينا إبراهيم عليه السلام، وإحدى قواعد الإسلام والاستسلام، مُحْضَت فيه العبودية لله تعالى حالاً ومقالاً، وذلت الألسن والحوائج للأوامر الربانية امتثالاً، لم تَجُلْ فَكَرُ العقول في معناه، ولم تبرح مُسلّمة لأئِذَةٌ بمَغْنَاه، فلا أوضح من الحج في إقامة رسم العبودية حجة، ولا أسمح منه إلى التوحيد مَحَجَّة، فطوبى لمن قام الله تعالى بتلك الشعائر، وأقام سنا تلك المشاعر، فتعرف بعرفات عوارف القبول، وهبت عليه نفحات الزلفي بمزدلفة في مواسيم القبول، ونال رغائب المُنى، حين ألقى التفث بمنى ...».

وهذا الكتاب انتخبه ابن مسدي من كتابه الكبير الموسوم بالبشارة لما تضمنه من ثواب الحج والزيارة، وضمنه أربعين حديثاً بالسند المتصل إلى رسول الله ﷺ، موزعة على أربعين بابا، تحت كل باب حديث مسند ،واحد أو أكثر، وذكر الطرق واختلاف الروايات، وإيراد المتابعات والشواهد، ثم تذييل الأحاديث بالتخريج، وبيان العلل، والجرح والتعديل، مع فوائد ونكت نفيسة في الحديث واللغة والتاريخ.

وذُيّل العمل بملحقين، ذُكر في أولهما جملة من الأحاديث المستدركة على النسخة الخطية، وفي الملحق الثاني ثلاثة نصوص نفيسة من أوضاع الحافظ ابن مسدي، ملتقطة من بعض المصادر، أولها: المُقدمة المُحْسِبة المحتسبة بتوصية ذوي الخرق المنتسبة، وهي رسالة وجيزة تشتمل على وصايا ونصائح جليلة من ابن مسدي رحمه الله لمن تلقى عنه خرقة التشريف، ذكر فيها من ألبسه خرقة المتصوفة من المشايخ واتصال السند فيها إلى رسول الله ﷺ.

والنص الثاني القصيدة الدالية في مدح النبي ﷺ الموسومة بـ: «أسنى المنائح في أسمى المدائح»، وهي قصيدة حافلة تشتمل على (151) بيتا أنشدها ابن مَسْدِي عند زيارته وتسليمه على قبر رسول الله ﷺ، ومطلعها:

أورد ظماءك قد بلغت الموردا ... لن يحمد الإصدار من لا أَوْرَدَا

ألق العصا واشكر مغبات الهوى ... وانْزِل هديت فهذه نار الهُدَى

هذا الضريح المُستجار بظله ... هذي الرياض وذلكـم حوض الندى

وثَالِثُ النُّصوص الواردة في الملحق الثاني، التي خُتم بها الكتاب: قصيدة أخرى لابن مَسْدي تشتمل على (453) بيتا، كتب بها من الحرم الشريف إلى بعض إخوانه في الله تعالى، يُشَوِّقه فيها للمعاهد الشريفة، والمشاعر المنيفة، ومطلعها:

سـلا فـؤادك عن نعم ونعمان ... أم قد تعوّضْت جيرانا بجيران

هیهات من بعد نعمان وساكنه ... داراً بدار وسکانا بسكان

Science

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق