
لا ريب أن إقامة الحكم الإسلامي المستلهم للمعيارية القرآنية والهدي النبوي في الشورى والعدل والمساواة، والحرية والتعارف والتعاقد، والشرعية، والكرامة الإنسانية، وكفالة الحقوق والحريات.. وفق الوسع والاجتهاد يظل هدفا يرنو إليه المسلمون وفق منهج سنتي ومنطق مقاصدي مالي راشد يحرص على مراعاة ترتيب الأولويات، يأخذ بالأسباب ويؤسس البناء لبنة لبنة؛ بشروطه وقواعده ومقوماته، في انفتاح قاصد على الكسب الإنساني في تدبير الشأن العام تنظيما وتدبيرا .. بداية بالدائرة الأصغر فالأكبر فالأشمل؛ وطنيا وإقليميا ودوليا .
إذ لا يمكن إعلان دولة الخلافة الإسلامية الجامعة والمجسدة الوحدة المسلمين وكرامتهم وعزتهم ومنعتهم وتقدمهم الحضاري دون تملك المقومات الأساسية للمجتمعات والتنظيمات الحديثة علما وتكنولوجية، وعمرانا، وثقافة وفعالية إنتاجية واقتصادية، وتنظيما مؤسسيا ديمقراطيا.. في ذهول صارخ عن منطق التاريخ وفلسفته في التغيير والإصلاح والتجديد والاجتهاد والبناء.