الكتاب: خَيرُ البِشَرِ بخَير البَشر صلى الله عليه وسلم.

 المؤلف: أبو عبد الله محمد بن محمد بن ظَفر الصقلي(ت567هـ).

 ضبط وتحقيق: لطيفة شوكري وخديجة أَبوري، منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء-الرباط، سلسلة نوادر التراث(3)، الطبعة الأولى: 1429هـ/2008م، في مجلد متوسط يتكون من (332 صفحة).

ملخص الكتاب:

 تسابق العلماء إلى الكتابة في السيرة النبوية على اختلاف موضوعاتها وتشعب مباحثها، فمنهم من كتب في سرد أحداث السيرة، ومنهم من جعل كتابه خاصا بالشمائل المحمدية، ومنهم من كتب في الدلائل والمعجزات، ومنهم من أفرد التصنيف في المغازي والسرايا وغير ذلك من أنماط التصنيف.
والكتاب الذي بين أيدينا خير البشر بخير البشر يتناول موضوعا آخر قلّ من أفرده بالتأليف هو البشارات بمبعثه صلى الله عليه وسلم، وهو الموضوع الذي يطرقه هذا الكتاب، ومن يطالع هذا الموضوع في أهم مصادر السيرة النبوية العامة أو في كتب الدلائل والمعجزات وإثبات النبوة سيصل إلى أن هذا الكتاب مصدر مهم في بابه، جدير بالاهتمام والعناية، حري بالتحقيق والنشر. ويعتبر مصنف هذا الكتاب أحد أبرز علماء القرن السادس الهجري، وهو العلامة المفسر الفقيه الأديب البارع محمد بن عبدالله بن محمد بن ظفر المكي الصقلي المالكي (ت567هـ)، اشتهر بكثرة رحلاته وتطوافه؛ إذ تنقل بين صقلية وإفريقية ومصر والشام، وأخذ عن كبار شيوخ عصره من أمثال أبي بكر الطرطوشي وأبي بكر ابن العربي وأبي الطاهر السلفي، وشهد له الناس بالعلم والفضل وذكروه بالورع والصلاح والزهد.
وفي هذا الكتاب نجد ابن ظفر يسلك سبيل الاستقراء في تتبع البشارات المقدمة بين يدي مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من خلال عنايته بإيراد ما جاء من البشارات في الكتب السماوية السالفة، وما جاء منها على ألسنة الأحبار، وما جاء منها عن الكهان، وما جاء منها عن الجان. والذي يطالع هذا الكتاب سيكتشف مدى سعة معرفة المؤلف وتنوع ثقافته فهو ينقل نصوصا من التوراة والإنجيل ويورد ترجمات مختلفة للنص الواحد ويستطيع تأويلها، وفيه أيضا ينقل كثيرا من الأخبار النادرة والحكايات الماتعة. مع ما تميز به الكتاب من رصانة أسلوب ومتانة عبارة، وما حفل به من الشروحات المفيدة والتعليقات النافعة.
وزاد هذا الكتاب قيمة صدوره محققا مقابلا على خمس نسخ خطية توجد بخزائن شتى تقع في بلدان مختلفة بإسبانيا وفرنسا وإرلندا والسعودية.