
شكلت القراءة أو القراءات الغربية التأصيلية للقرآن في العقود الأربعة الأخيرة، إذن، انسداداتٍ تحول دون الفهم أو الإفهام. وهي لن تنتهي بالطبع ما دامت غير مفيدة وغير معقولة أحياناً، ما دامت توظيفاتُها حاضرةً ومستمرة. بيد أنّ الذي أراه أنّ القراءة الأُخرى التي ازدهرت وما تزال، وقد يكون لها مستقبل، هي القراءة المقارنة. والقراءةُ المقارنة تزعم أنها لا تنطلق من مقولةٍ مسبقةٍ، كما أنها لا تفترضُ نتائج معينة. وهذا غير صحيحٍ في الواقع. لكنني سأحتكمُ في شأنها إلى ما احتكمْتُ فيه بشأن القراءة التأصيليةوهو: مدى الإعانة على فهمٍ أفضل أو آخَر للقرآن.
وإذا كانت القراءةُ التأصيلية قد أفادت كثيراً من بحوث وتطورات دراسات العهدين القديم والجديد؛ فإنّ القراءة المقارنة، تفيد أكثر بكثيرٍ أيضاً من معطيات ونتائج دراسات النص واللسانيات الحديثة والمعاصِرة.