صدر عن مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة بوجدة، كتاب: « البعد الجمالي في التجربة الصوفية عند الشيخ محمد الحراق (ت1261هـ)» للدكتورة سناء بن سُلطن، ضمن سلسلة مباحث السلوك، (11) .

     يقارب هذا الكتاب إبراز وجه من أوجه جمالية الدين الحنيف؛ وذلك أنه عمل يستجيب لاحتياج معرفي روحي راهن تستدعيه، من جهة، أسئلة زمننا الحاضر كما تطرحها التوجهات المادية والاستهلاكية، التي باتت تطوق الإنسان المعاصر، الذي أصبح معرضا بشكل لم يسبق من قبل لقصف إشهار السوق وطوفان المعلومات الذي يزج به في أشكال من الارتباك المعنوي والروحي والأخلاقي، من هنا تأتي أهمية هذا العمل وأضرابه في إظهار جمالية الإسلام، والتعريف بسمو روحانيته، دفعا لمختلف أشكال الالتباس التي أصبحت تطال اليوم صورة هذا الدين الرباني، الذي حمل أنواره للعالمين نينا صلى الله عليه وسلم.

     ضمن هذا المسعى يأتي نشر هذا الكتاب نموذجا رفيعا للجمالية الصوفية، كما تبلورت في أبعادها الإنسانية والعرفانية والأخلاقية والتربوية والأدبية والفنية. ولوضع هذه التجربة في سياقها المعرفي الجمالي، فقد تضمن البحث عرضا مفصلا لتطور مفهوم الجمال ونظرياته، في الفلسفة الغربية والثقافة العربية الإسلامية، وكذا عند كبار أعلام الصوفية وذلك بسطا لمهاد معرفي متكامل المناحي، تمت على أساسه مقاربة خصوصية التجربة الصوفية الجمالية عند الشيخ الحراق.