الإكليل في تفضيل النخيل لأبي الحسن البناهي المالقي(حوالي794هـ)
- نوع الإصدار: كتب
- عنوان فرعي:
- سلسلة: [collection]
- موضوع العدد:
- العدد:
- الكاتب: [katib]
- المحقق: [mohakik]
- عدد الصفحات: 500
- عدد المجلدات:
- الإيداع القانوني:
- ردمك:
- ردمد:
- الطبعة1
- تاريخ الإصدار:2015
- اللغة: [languages_used]
- العلم: [science]
- عدد التنزيلات0
- الناشر:[publisher]
- عدد الملفات0
الكتاب: الإكْليلُ في تَفْضيل النَّخيل.
المؤلف: أبو الحسن علي بن عبدالله الجذامي البُنَّاهي المالقي(توفي حوالي 794هـ).
دراسة وتحقيق: د. عبد الرحمن الهِيبَاوِي، منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء-الرباط، سلسلة نوادر التراث (23)، الطبعة الأولى: 1436هـ/2015م، في مجلد كبير يتكون من (500 صفحة).
ملخص الكتاب:
من السمات البارزة التي تميّز بها علماء الأندلس انكبابهم على علوم اللغة واللسان، وبراعتهم في فنون البيان والفصاحة؛ فنادرا ما تجد فقيها أو محدثا؛ إلا وله مشاركة في مجال الشعر والأدب، بل إن جملة من كبار فقهاء الأندلس بلغوا في ذلك شأوا عاليا؛ كما هو شأن صاحب هذا الكتاب ـ الذي نزفه إلى عموم القراء والمهتمين ـ القاضي الفقيه الخطيب المؤرخ أبو الحسن علي بن عبدالله الجذامي البُنَّاهي المالقي المتوفى حوالي سنة794هـ ، صاحب الكتاب الشهير الموسوم بـ: ((المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا))، فهذا العَلَم الفذّ وإن برع في الحديث والفقه والتاريخ، وتقلّد أعلى المناصب المرتبطة بالخطابة والقضاء؛ إلا أن ذلك لم يمنعه من خوض لُجَج الفنون اللغوية والأدبية.
ومن آثاره الدّالة على نبوغه في هذا الباب، مقامته النخلية، التي بَعَثَ بها حين كان يعتلي منصب القضاء بغرناطة، إلى صديقه الوزير لسان الدين ابن الخطيب، وهي محاورة أدبية ماتعة أجراها على لساني نَخْلَةٍ وكَرْمَة؛ ومقصوده الشفاعة لأحد الكتاب الذين أُبْعِدُوا عن الخدمة في الديوان السلطاني، بعد أن تقدّم به العمر، وضعُف عن أداء بعض مهامه الموكلة إليه؛ مما صرف الأنظار عنه، واسْتُعِيضَ عنه بغيره؛ وقد صرّح القاضي أبو الحسن أنه أنشأ مقامته جوابا عن سؤال تكرّر لديه في ذلك ممن لزمه إسعافه، ولم يسعه خلافه ـ على حدّ تعبيره ـ وبما أن الكاتب المشار إليه كان ينتمي إلى أسرة أنصارية عريقة، فقد رَمَزَ القاضي إليه بالنَّخْلَة إشارة إلى أصله، وتنبيها إلى مكانته، بينما رمز لخصومه بالكَرْمَة، ومضمون المحاورة دفاعٌ عن الكاتب، وإبرازٌ لمناقبه، وإنكارٌ لما تعرّض له من هجران وتضييع، في قالب أدبي فائق، وأسلوب عذب رائق؛ عَمَدَ فيه إلى استعمال الرمز بدل التصريح، ورَامَ فيه شَحْذَ القَرِيحَة، ومَزْجَ الفُكَاهَة بالنَّصِيحة، ولما اطّلع ابن الخطيب على المقامة، استحسنها وبادر بالجواب عنها؛ مُنَوِّهاً بصاحبه أبي الحسن، وما تضمنته مقامته من جميل الإيحاء والكناية، ومُقِرًّا له بأفضلية النخلة وتقدمها؛ إلا أنه نفى أن يكون الكاتب قد وَرِثَ خِلاَلَ النّخيل وتحلّى بها، وأنّه كثيرا ما يتخلّف الوارث عن لَحَاقِ أصله؛ إلى أن قال: ((...فما كل نسب يُرْعى، ولا كلُّ ولدٍ يرث أباه شرعا، وربما أنكر الأصل فرعا، وما كالسعدان كل مرعى، وفي التفرقة بين نُوحٍ وسَلِيلِه؛ ما يتكفّل لهذا القبول بتعليله)). واسترسل ابن الخطيب في جوابه مُبينا لصاحبه أبي الحسن ما خَفِيَ من أمر الكاتب، والأسباب الداعية لإبعاده وصرفه، ولعلّ قصة هذا الكاتب، كانت من أهم أسباب النفور الذي حصل بين الوزير والقاضي، بعد طول صحبة ومودة.
وقد أثارت هذه المقامة اهتمام أدباء ذلك العصر، فقيّد أحدهم بحاشيتها جملة انتقادات على بعض عباراتها، وبلغ ذلك القاضي أبا الحسن؛ فأفرد هذا الكتاب ـ الذي بين أيدينا ـ للدفاع عن مقامته، ودَحْضِ الانتقادات الموجهة إليه، وسماه: ((الإكليل في تفضيل النخيل))، فهو من جهة شرح لمقامته النخلية، ومن جهة أخرى كتاب في النقد الأدبي، وبالنظر في مضمونه نجده قد أورد نصّ المقامة النخلية، ثم أعقبها بإيراد المقاطع موضع الاعتراض فشرحها شرحا شافيا؛ موردا نصّ كلام المعترض، ومُفندا له بالأدلة القاطعة، ومُبينا جهله بمعاني كلام العرب، أو بعض الأحكام الشرعية، أو الحقائق التاريخية، ولم يمنعه الانتصار لمقامته من سلوك سبيل الإنصاف؛ فهو أحيانا يعترف بصحة النقد إن بدا له صوابه، أما منهجه في الشرح؛ فهو يتتبع الكلمة في السياق الذي وردت فيه، ويستطرد في إيراد الشواهد، من أشعار العرب، ونصوص القرآن والحديث، ويعتني بإيراد الأخبار التاريخية، والحكايات الأدبية، فاستحقّ بذلك ثناء الأدباء عليه، ومن ذلك قول أحدهم:
هذا الكتابُ الذي رَاقَت مَفَاخِرُه ... في الفضل والعلم بالآداب والنَّسَبِ
يُبدي لناظره من حُسْنِه حِكَماً ... فًاقًت عن الدُّرِّ والعِقْيَان والذّهَبِ
سمّاه صاحبه: الإكليل ألَّفَه ... في فضل نخلتهم عن كرمة العنبِ
ونظرا لقيمتها الأدبية الرفيعة، حظيت المقامة النخلية باهتمام عدد من الباحثين المعاصرين؛ أقدمهم المستشرق الألماني ماركس جوزيف مولر(ت1874م)، الذي نشرها سنة 1866م ضمن كتابه: ((مساهمات العرب المغاربة))، بينما مَكَثَ شرحها ((كتاب الإكليل في تفضيل النخيل)) حَبِيس رفوف الخزائن، ينتظر من ينفض عنه غبار النسيان، فتصدّى لتحقيقه فضيلة الدكتور عبد الرحمن الهيباوي، بالاعتماد على أربع نسخ خطية، فأجاد وأفاد في التعريف بالكتاب ومؤلفه، وأتقن في ضبط نصّ المقامة وشرحها، واجتهد كثيرا في أعمال التوثيق والتخريج والتعليق والفهرسة؛ فكان عمله هذا جديرا بالتنويه والإشادة، وباختياره ليكون أحد إصدارات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء.