وحدة المملكة المغربية علم وعمران

الزاوية الحراقية

بدرب والزهراء، و (والزهراء) هذا هو أحمد بن يحيى الأندلسي من الوجهاء وأهل الحل والعقد أيام كان الرباط جمهورية يحكم نفسه بنفسه أواخر الدولة السعدية، وبيته من أنبل البيوتات الرباطية، تتلمذ على يد جمهور من علماء الرباط كأبي الوليد التجموعتي، ولازم الشيخ العكاري واستجازه فأجازه بتاريخ 21 رمضان عام 1108 هـ (ونص الإجازة موجود بكتاب الاغتباط بتراجم أعلام الرباط لمحمد بوجندار).
ومن مآثره بالرباط المدرسة الموجودة داخل الدرب المعروف درب والزهرا، وهي مدرسة لطيفة تشتمل على عدة بيوت وميضأة، ومسجد ومنارة صغيرة، وكانت مدرسة حرة تنافس المدارس الاستعمارية أثناء العشرينات من القرن كإنقاذ للنشئ من الميوعة والتفرنس، وأصبح يطلق عليها أخيرا اسم الزاوية الحراقية نسبة للشيخ العلامة العارف بالله أبي عبد الله محمد الحراق(ت 21 شعبان 1261 هـ)، وكان يجتمع بها المنتسبون للزاوية للقيام بوظائف الذكر، وربما درست فيها بعض العلوم الدينية[1]. وقد دفن بالزاوية الصالح سيدي أحمد بن عاشر الحداد (لقبا)(المتوفى في ثاني ربيع الثاني عام 1326 هـ)، وهوغير ابن عاشر السلوي.
وبزنقة وازهرة توجد دار المؤرخ بوجندار التي أصبحت ناديا منذ أن شلت رجلاه يحضرها كثير من العلماء والدباء وطلبة العلم[2].
وكان مقدم الطريقة الحراقية الحاج بوشعيب الجزولي (ت 1327هـ) (الاغتباط، ص: 262) من كبار الموسيقيين والمداحين وهذا مظهر من إسهام الزاوية الحراقية في كل من الرباط وتطوان في الإبداع الموسيقي [3].
——–
[1] ورقات في أولياء الرباط ومساجده وزواياه لعبد الله الجراري، ص69-70.
[2] موسوعة الرباط ج2،ص440.
[3] موسوعة الرباط ج1،ص.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق