الرابطة المحمدية للعلماء

90 ماليا يبدأون تكوينا بالمغرب في إطار مبادرة تكوين 500 إمام

بدأت أمس الاثنين بالرباط الإجراءات الأولية لتكوين الفوج الأول من الأئمة الماليين، الذي يضم تسعين شابا، وذلك في إطار المبادرة الملكية المتعلقة بتكوين 500 إمام لفائدة جمهورية مالي.

وفي هذا الصدد استقبل السيدان أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتيرنو أمادو عمر هاس ديالو، الوزير المالي المنتدب في الشؤون الدينية، هذه المجموعة الأولى التي التحقت بالمغرب لمباشرة هذا التكوين الممتد على سنتين. وتم خلال الاستقبال إطلاع المجموعة على نوعية برامج التكوين، مع تقديم توجيهات عملية حتى تمر هذه العملية في أحسن الظروف.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعلن في خطابه خلال حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا، عن قرار المملكة المغربية الاستجابة لطلب رئاسة جمهورية مالي، المتمثل في تكوين 500 إمام لفائدة هذا البلد، في خمس دورات مدة كل دورة سنتان. وقد جاء اختيار هؤلاء الشباب من قبل السلطات المالية المكلفة بالشؤون الدينية، وباستشارة خبرة مغربية، وتم اعتماد معايير الاختيار الذي جرت جلساته في الأيام العشر الأخيرة من شهر أكتوبر، بشكل مطابق لما يجري به العمل في المغرب (مستوى اللغة العربية / درجة حفظ القرآن الكريم / الإلمام بالثقافة الشرعية)، وفضلا عن ذلك، عمل المسؤولون في مالي على مراعاة مجوعة من المعايير المحلية.

وعلى المستوى اللوجيستيكي، تجري أشغال تهيئة مركز للتكوين والإيواء بحي الرياض في الرباط، لاحتضان هذه العملية، وفي انتظار ذلك تم استقبال هؤلاء الشباب في إقامة مؤقتة مع مباشرة تكوينهم بقاعة المحاضرات التابعة للمجلس العلمي المحلي بالرباط.

وسيجري تكوين الأئمة الماليين بالرباط بصفة مؤقتة، ذلك أن تعليمات جلالة الملك تقضي ببناء مقر لهذا التكوين والتكوينات المشابهة، في مدينة فاس في أقرب وقت ممكن.

وبخصوص المضمون العلمي للتكوين، أوضح أحمد التوفيق في كلمة بالمناسبة، أن الوزارة حضرت بصدده مشروع برنامج أبلغته للجانب المالي، ووافق عليه، مشيرا إلى أن هذا التكوين يركز على دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، والضروري من العلوم الشرعية، واللغة العربية، ومهام الإمامة وشروطها في سياق الثوابت الدينية في جمهورية مالي، ومن جملتها التدريب على أساليب التبليغ باللغات المستعملة في مالي.

كما يتضمن هذا البرنامج - يضيف الوزير- دروسا في تاريخ مالي وجغرافيتها ومؤسساتها، بالإضافة إلى تاريخ الإسلام والعالم، ودروسا في حقوق الإنسان، والصحة العقلية والإعلام وحساب الفلك، وهذا يستدعي حضورا بيداغوجيا بتأطير من مالي.

ومن جهته قال الوزير المالي، إنه من المتوقع تكوين الأئمة الماليين الـ500 في ظرف ست سنوات، مؤكدا أن هذه العملية لقيت صدى شعبيا واسعا في مالي، ووقعا عميقا في مجموع بلدان إفريقيا الغربية، باعتبارها عملية تعاون غير مسبوقة، وفي السياق ذاته أعرب مجموعة من الشباب الماليين المستفيدين من التكوين، في تصريحات صحافية، عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة الكريمة، مذكرين في الوقت ذاته بالعلاقات العريقة التي تجمع المملكة المغربية بمالي.

وأضافوا أن هذا التكوين سيساعدهم على تعميق رؤيتهم لقيم الإسلام السمحة المبنية على الوسطية والتسامح، وهو ما يؤهلهم للقيام بمهامهم على أحسن وجه خلال عودتهم لبلدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق