استكتاب ملف العدد المزدوج 13-14 لمجلة: “قوت القلوب”

التأسيس الأخلاقي لعلم المقاصد
من المؤكد أن عناية علماء الإسلام بالمقاصد الشرعية برزت كاتجاه يسعى إلى بلورة رؤية شمولية للنظر في النصوص الشرعية، وفق منطق يربط العلل الحُكمية بالمقاصد الحِكمية، كما يُدرج الأحكام الجزئية ضمن مقاربة تكاملية، من منطلق نسقية مشدودة بين الظاهر والباطن، بين القيمة والفعل، على اعتبار أن علم المقاصد؛ عبارة عن معان أخلاقية، يتم بموجبها إحداث تناسب بين الإرادة الأمرية المعبَّر عنها بالأحكام الشرعية، وبين إرادة الامتثال التي تقتضي من المكلف توجيه أفعاله الإرادية بما يتطابق مع الخطاب الشرعي، فنكون إذا أمام معان أخلاقية صريحة، هي جملة ما يدعو إليه علم المقاصد.
ولقد برزت جهود أهل التصوف قديما في إثراء مجال المقاصد الروحية، كما هو الشأن بالنسبة للحكيم الترمذي، مرورا بالإمام الغزالي، والعز بن عبد السلام، كان لها الاثر الفعال في بلورة المشروع المقاصدي عند الإمام الشاطبي؛ فإذا كان حجة الإسلام بمشروعه الصوفي قد عمل على وصل الجوانب العملية التي يشتغل فيها الفقيه، والمعاني الخُلقية التي هي مجال عمل الصوفي، فإن الشاطبي عمل على استثمار هذه الجهود التي فتحها حجة الإسلام لتأسيس علم مقاصد الشريعة، فقد عُني الفقهاء بتحرير الحدود والأحكام الجزئية التي هي مظان التنازع والمشاحة والأخذ بالحظوظ الخاصة.... فهذا النمط هو ما كان مجال اجتهاد الفقهاء، وإياه تحروا، وأما ما سوى ذلك مما هو من أصول مكارم الأخلاق فعلا وتركا فلم يفصلوا فيه، ثم يحدد صاحب الموافقات أولئك الذين اهتموا بهذا النوع من الأحكام، فيقول: وعلى هذا القسم عَوَّل من شهر من أهل التصوف وبذلك سادوا غيرهم ممن لم يبلغ مبالغهم في الاتصاف بأوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
على هذا الأساس فإن الإمام الشاطبي، يكون قد استثمر جهود الإمام الغزالي على الخصوص في مجال تشبعه الأخلاقي، الذي كان "إحياء علوم الدين" أحد أبرز الكتب التي أظهرت وجهه التكاملي، والذي حاول من خلاله أن يعيد الاعتبار للقيم الأخلاقية داخل الممارسة الفقهية، بتتبعه -أي الشاطبي- لهذه الإرهاصات التي تعد المبادئ الأولى لإنشاء "علم أخلاقي" اصطلح عليه: "علم المقاصد"، علما أن تأثير الغزالي لم ينحصر في مستوى واحد، فهو شامل لعدة مستويات، تبدأ من مستوى تلقي هذا العلم عن الغزالي من طرف علماء الغرب الإسلامي الذين حجوا إلى المشرق، إلى مستوى انتقال فكره التأصيلي عبر مؤلفاته المنقولة للغرب الإسلامي، إلى مستوى الاهتمام بهذه المؤلفات تدريسا وشرحا واختصارا، إلى مستوى تمثل الآراء التأصيلية الغزالية والتفاعل مع فكره التأصيلي وخصوصا فكره المقاصدي، لإبراز علم جديد لم يعرف المشرق إلا إرهاصاته، وأخيرا إلى مستوى خلق نوع من العلاقة التوترية مع آراء الغزالي التأصيلية في إطار جدل أصولي لا يمكن إغفال أهميته.
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، وسعيا منها لإبراز إشكالية المقاصد الأخلاقية، يُسعد مجلة "قوت القلوب" أن تطرح موضوع "التأسيس الأخلاقي لعلم المقاصد" على محك التداول المعرفي.
ضوابط النشر: – أن يستوفي البحث الشروط العلمية والموضوعية، وأن يتسم بسلامة المنهج. – أن لا يكون جزءا من بحث سابق، أو رسالة جامعية، وألا يكون قد سبق نشره. – أن يتم العزو إلى صفحات المصادر في الحاشية لا في درج الكلام، وأن تختص الصفحة الأخيرة بترقيم للحواشي. – أن يقدم اسم الكتاب على اسم مؤلفه إن في الحواشي أو ثَبتِ المصادر. – يلزمُ في تحقيق المخطوطات الإخلاص لمنهج تحقيق النصوص وتوثيقها، وإرفاق البحث بصور من النسخ الخطية المعتمدة. – أن لا يتجاوز البحث 25 صفحة، وألا يقل عن 15 صفحة. – يُرسل البحث، مطبوعا مصححا، إلى إدارة المجلة في نسختين إلكترونيتين، إحداهما على ( Word) وأخرى (Pdf). – يلزم كتابة البحوث بخط (Traditional arabic) قياس 16 للأصل، و14 للحواشي. – أن يقدم الباحث بين يدي بحثه، توصيفا قاصدا لمضامينه في نحو مائة كلمة. – أن يرفق البحث بنبذة وجيزة عن سيرة الباحث العلمية ودرجته وعنوانه وصورة حديثة له. – أن يجري الباحث عند إرجاع البحث إليه، تعديلات المحكمين المقترحة.
ملاحظات: – تخضع المواد المقدمة للتحكيم على نحو سري، لا يلتفت إلى أي بحث لم يستوفِ الشروط المطلوبة. – لا ترد البحوث المرسلة إلى أصحابها، نشرت أم لم تنشر. – ترتب البحوث باعتبارات فنية صِرفة.
عنوان المراسلات:
مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة
البريد الإلكتروني:info.aljounaid@gmail.com
الهاتف : 01-70-69-36-05