دمعةُ وَفاءٍ [في حق المحقق الكبير الدكتور محمد المفتاح رحمه الله تعالى] (ت:1441هـ/2019م)

لِيَبْكِ التُّرَاثُ الْمَغْرِبِيُّ وَيَلْطِمَا /// بِمَوْتِكَ خَدَّيْهِ وَوَيْحٌ وَهَيَّمَا
لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْعِلْمُ وَالْجِدُّ، وَلْيَنُحْ /// عَلَيكَ الْعَرُوضِيُّونَ كُلُّهُمُ دَمَا
وَلَيْسَ عَلَى مَنْ شَقَّ فِيكَ جُيُوبَهُ /// مَلَامٌ، وَلَمْ يَقْرِفْ جُنَاحًا وَمَأْثَمَا
مُحَمَّدٌ الْمِفْتَاحُ مِفْتَاحُ كُلِّ مَا /// يُرَى مُغْلَقًا بَيْنَ الْمَسَائِلِ مُبْهَمَا
مُحَمَّدٌ الْمِفْتَاحُ مَنْ قَلَّ مِثْلُهُ /// تَرَاهُ إِذَا لَاقَيْتَهُ مُتَبَسِّمَا
أَبُو مُؤْنِسٍ مَنْ أُنْسُهُ الْكُتْبُ وَاللُّغَى /// رَوَى كُلَّ مَزْبُورٍ وَأَسْدَى وَأَلْحَمَا
يُطَوِّفُ فِي أَطْلَالِهَا مُتَسَائِلًا /// فَسَلْ أُمَّ أَوْفَى عَنْهُ فَالْمُتَثَلِّمَا
وَسَلْ عَنْهُ دَارًا بِالْجِوَاءِ، فَلَمْ يَدَعْ /// أَبُو الْفَتْحِ فِيهَا مَنْزِلًا مُتَرَدِّمَا
فَمَنْ لِلْمَخَاطِيطِ الَّتِي مَسَّهَا الْبِلَى /// إِذَا ازْوَرَّ عَنْهَا كُلُّ حَبْرٍ وَأَحْجَمَا
وَمَنْ لِلْمَعَانِي الْمُعْضِلَاتِ وَمَنْ إِذَا /// تَكْعَكْعَ أَهْلُ النَّقْدِ عَنْهُنَّ أَقْدَمَا
وَمَنْ لِلْمَبَانِي الْمُشْكِلَاتِ، وَمَنْ وَمَنْ /// يُعَالِجُهَا وَاللَّيْلُ أَدْجَى وَأَظْلَمَا
وَمَنْ لِلشَّبَابِ النَّابِهِينَ وَمَنْ لِذِي /// ظَمَاءٍ، يُرَوِّيهِ الزُّلَالَ مُكَرَّمَا
أَثَارَ الْأَسَى فِي كُلِّ قَلْبٍ نَعِيُّهُ /// وَهَاجَ الْوَرَى طُرًّا مُحِلًّا وَمُحْرِمَا
وَأَضْحَتْ نُجُومُ الْمَكْرُمَاتِ أَوَافِلًا /// وَأَمْسَى الْفَصِيحُ الْكِلِّمَانِيُّ أَبْكَمَا
لِمِثْلِكَ فَلْتُنْشَدْ قَصِيدَةُ عَبْدَةٍ /// وَلَاسِيَّمَا بَيْتٌٍ أَغَارَ وَأَتْهَمَا
«فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ وَاحِدٍ /// وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا»
سَقَى اللهُ قَبْرًا ضَمَّ جِسْمَكَ وَابِلًا /// وَلَا زَالَ يَذْكُو الدَّهْرَ مِسْكًا وَعَنْدَمَا
وَلَا زَالَ مِنْ آثَارِكُمْ يَسْتَقِي الْوَرَى /// وَرَوْضَتُكَ الْفَيْحَاءُ أَبْهَى وَأَفْخَمَا