الرابطة المحمدية للعلماء تفتح ورش “خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها” في المجلس الأكاديمي الـ34

التأمت، السبت 19 أبريل الجاري، بالرباط، أشغال المجلس الأكاديمي الـ34 للرابطة المحمدية للعلماء، والتي تضمنت عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2024 والمصادقة عليهما، والتداول حول سير أعمال المؤسسة، بالإضافة إلى عرض برنامج عملها في مجال "خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها".
وفي كلمة افتتاحية لأشغال هذا المجلس، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن التركيز على برنامج عمل المؤسسة في مجال "خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها" يأتي في سياق الحاجة الملحة إلى تجديد النظر في طرق تعلم وتعليم العلوم الدينية.
وأشار الدكتور أحمد عبادي، الى أن الاشتغال على هذا البرنامج ينبغي أن يتم بما يتلاءم مع تحديات العصر، خاصة في ظل انتشار مظاهر الانجرافات الفكرية، وكثرة الوسائط والمتدخلين في الشأن الديني، وذلك تعزيزا للاختيارات الكبرى وخدمة لثوابت المملكة، عقيدة ومذهبا وسلوكا، وفقا لتوجيهات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
وفي هذا الصدد، تطرق فضيلة السيد الأمين العام الى جهود الرابطة المتعلقة بمهمتها الأساسية، والمتمثلة في الاشتغال بالعلم، وذلك بالنظر في المناهج وتعميق البحث في المضامين، وتدريب الباحثين والباحثات، وأيضا المواكبة لمناهج الإلقاء في كافة المحاضن العلمية.
وأبرز الدكتور أحمد عبادي بهذا الخصوص، دور الرابطة في إخراج المكنون من التراث العلمي في الغرب الإسلامي، لافتا إلى غنى هذا التراث، الذي اعتبره "غير معروف بما يكفي، رغم ما يحتويه من عناصر أصيلة قادرة على تقديم حلول واقتراحات لمعالجة كثير من الإشكالات المعاصرة".
وأكد فضيلة السيد الأمين العام أن الانتفاع الحقيقي بالعلوم يقتضي مراعاة شروط عدة، أبرزها أن يكون العلم أصيلا، وبأسانيد دقيقة، وأن يحافظ على عناصر الاستمرارية التي أسس لها الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلا عن كونه علما يسهم في إسعاد الناس ويخدم حياتهم.
من جانبها، تطرقت عضوة الرابطة المحمدية للعلماء، الدكتورة فريدة زمرد، الى أهمية مشروع تقريب منهجية العلوم الاسلامية إلى الباحثين والمختصين، مشيرة الى أن هذه العلوم متسعة وكثيرة الأنواع، بالإضافة إلى حجم التأليف الكبير فيها.
وتوقفت الدكتورة فريدة زمرد، في تصريح للصحافة، عن الحاجة خلال العصر الحالي إلى تقديم هذه العلوم وتقريبها الى جمهور المختصين والباحثين من كل الأطياف، مع التركيز على المنهجية التي بنيت بها هذه العلوم، وذلك بما ييسر الاستفادة منها على مستوى حجمها والتعامل مع مضمونها، مسجلة أن الرابطة شرعت بالفعل في هذا المسار.
هذا، و تضمن برنامج الدورة الحالية للمجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2024 والمصادقة عليهما، والتداول حول سير أعمال المؤسسة، بالإضافة إلى عرض برنامج عملها في مجال "خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها"، كما عرف الاجتماع تقديم عدة عروض، منها عرض حول الدليل الجامع بخصوص "المنهجية الفقهية في مؤلفات المذاهب الأربعة"، الذي يعتبر القسم الأول لعمل الرابطة في إطار مشروع "خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها"
جدير بالذكرة أن انعقاد هذا المجلس الأكاديمي الـ34 للرابطة، يأتي عملا بمقتضيات الظهير الشريف المؤسس والمنظم لها، وإسهاما في تثبيت دعائم الأمن الروحي للمملكة، وترسيخا لثوابت الهوية الدينية، وحماية للتدين بها من الانجرافات التي باتت تهدد الوسطية والاعتدال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.