مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

الأحاديث الأفراد في شعبان التي حكم عليها الدار قطني بالتفرد من خلال كتاب أطراف الغرائب والأفراد للدار قطني للعلامة محمد بن طاهر المقدسي (507 هـ) “انتقاء وتخريج”.

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله وصحبه

تقديم:

يعتبر التفرد في رواية الحديث من أهم مباحث علم العلل، وهو أمر لا يدركه إلا من له فهم سليم، ودراية تامة، وخبرة واسعة ، بطرق الحديث، والتمييز بينها، بعد جمعها وفحصها والتدقيق فيها. وقد قام بعض المحدثين بجمع الأحاديث الأفراد والغرائب في كتاب مستقل؛ منهم : الحافظ الطبراني  (ت 360 هـ)[1]، والحافظ ابن شاهين (385 هـ)[2]،وللدار قطني أبي الحسن علي بن عمر  بن أحمد بن مهدي                     (ت 385 هـ) [3]كذلك كتابا موسوعيا في هذا الباب ؛ويعد من أهم موارد الأفراد كما قال ابن حجر: " من مظان الأحاديث الأفراد مسند أبي بكر البزار ، فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه ، وتبعه أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط ، ثم الدار قطني في كتاب الأفراد .. "[4].

جمع فيه مؤلفه  الروايات والأحاديث المعللة  ؛ سواء روي  من رواية راو واحد، تفرد فيه سندا، أو متنا، فيسوقها بإسناده، مبينا ما وقع فيها من التفرد،وموضحا فيه جوانب العلل والاختلاف؛ لكن للأسف لم يوجد منه على الصفة  التي وضعه عليها مؤلفه إلا أجزاء يسيرة : الجزء الثاني، والثالث، والرابع ،والسادس، والثالث والثمانون من الكتاب[5] ، ذكر فيها الأحاديث بغير ترتيب معين، منها الصحيح التي وقع فيها التفرد –وهو قليل-، ومنها الأفراد الضعيفة، وكذا الشديدة الضعف.وقد أثنى على كتابه هذا جلة من العلماء الأعلام؛  منهم العلامة الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ)؛ حيث قال: "كتاب في الأفراد في مائة جزء ولم يسبق إلى نظيره "[6] ، والحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ) قال: "كتاب الأفراد للدار قطني في مائة جزء، "[7] ، وغيرهما .

ولصعوبة الاستفادة منه قام بعض العلماء بترتيبه على الأطراف ؛ ومن هؤلاء العلامة الحافظ المقدسي المعروف بابن القيسراني (507 هـ)[8] ، وقد رتبه على مسانيد الصحابة؛ فيذكر طرف الحديث في مسند الصحابي الذي رواه، محذوفة الأسانيد، مع ذكر قول الدار قطني مختصرا  في بيان التفرد.

ومن الأحاديث الأفراد  التي تطرق إليها "أحاديث عن شهر شعبان" ، وهذا المقال سأنتقي فيه أربعة من هذه الأحاديث، وسيكون منهجي فيها الآتي:

أذكر موضعها في الجزء المطبوع من كتاب الأفراد للدار قطني ، مع الاعتماد على كتاب الأطراف للقيسراني، ثم أذكر حكم الدار قطني في الباب، ثم أخرجها  بذكر  بعض من أخرجها من العلماءالأعلام من تلك الطرق إن وجدت،وهذا أوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق والسداد:

المنتقى من الأحاديث الأفراد في شهر شعبان التي حكم عليها الدار قطني بالتفرد وتخريجها:

الحديث الأول:

"كان أكثر صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعبان . . . "الحديث .

قال الدار قطني: "غريب من حديث العلاء ، عن أبيه  ، تفرد به موسى بن عبيدة عنه، ولا يعلم حدث به غير سعيد بن سالم"[9].

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا السند وبهذا اللفظ؛ حسب ما وقفت عليه من المصادر، ولمتن هذا الحديث طريق آخر من حديث عائشة رضي الله عنها،وهو في الصحيحين بلفظ: "كان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان "[10] .

الحديث الثاني:

"إذا انتصف شعبان . . ." الحديث.

قال الدار قطني: "تفرد به أحمد بن محمد بن عمر، عن القعنبي، عن عبد الله بن عمر ،عن العلاء، ورواه عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن العلاء، وتفرد به أحمد بن محمد ابن عمر بن يونس، عن عبد الرزاق[11].

تخريجه من بعض مصنفات الحديث:

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان بن عيينة بلفظ:"إذا كان النصف من شعبان فأفطروا"[12] ، وابن أبي شيبة في مصنفه[13] ، وأحمد في مسنده[14]، كلاهما عن أبي العميس بلفظ "إذا كان النصف من شعبان ، فأمسكوا حتى يكون رمضان".

وأخرجه أبو داود[15]،  والترمذي[16] ، والبيهقي[17]، كلهم عن عبد العزيز بن محمد الداروردي، بلفظ: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"، وفي لفظ الترمذي: "إذا بقي نصف من" بدل "إذا انتصف"، وفي أحد لفظي البيهقي: "إذا مضى النصف من شعبان".

وأخرجه ابن حبان عن روح بن القاسم[18] بلفظ: "«إذا كان النصف من شعبان، فأفطروا حتى يجيء رمضان»".

وهؤلاء كلهم (سفيان بن عيينة، وأبو العميس، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وروح بن القاسم) من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة .. الحديث.

قال أبو داود: "وكان عبد الرحمن لا يحدث به،  قلت لأحمد: لم ؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان، وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه، قال أبو داود: هذا عندي ليس خلافه"[19].

 الحديث الثالث:

إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان النصف من شعبان فأفطروا ".

قال الدار قطني: تفرد به المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن مولى الحرقة[20]-وهو والد العلاء بن عبد الرحمن-.

تخريجه من بعض مصنفات الحديث

أخرجه ابن الأعرابي في معجمه عن إبراهيم بن يحيى[21]،والطبراني في معجمه الأوسط عن  المنكدر بن محمد [22]، كلاهما (إبراهيم بن يحيى ، والمنكدر بن محمد)عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة رضي الله عنه .  الحديث بمثله.

الحديث الرابع:

"لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرا أكثر صياما منه في شعبان".

قال الدار قطني: "تفرد به أبو بكر بن مصرف، عن زيد بن الحباب، عن مسعر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة عنها"[23].

 تخريجه من بعض مصنفات الحديث

أخرجه بنحوه الطبراني في معجمه الكبير من طريق قيس بن الربيع، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن عائشة وأم سلمة قالتا: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا سوى رمضان إلا شعبان .."[24].

ومن طريق أم سلمة وحدها دون ذكر عائشة أخرجه الترمذي في سننه[25]، والنسائي في سننه الكبرى[26]إلى سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن أم سلمة بلفظ: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان".

ثم قال:"حديث أم سلمة حديث حسن ،وقد روي هذا الحديث عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها..[27].وممن أخرجه: الإمام البخاري، والإمام مسلم في صحيحيهما[28]، وغيرهما.

 الخاتمة:

وصفوة القول فإن كتاب الأفراد للدار قطني يعد من أهم موارد الأحاديث الأفراد إما سندا، أو متنا ، والذي قام بترتيبه على الأطراف الحافظ المقدسي القيسراني ، وهذا الكتاب أبان عن قوة وجودة فهم الإمام الدار قطني رحمه الله، فهو إمام هذا الشأن بلا منازع، وحري بالعلماء الذين جاؤوا بعده أن يمدحوه وكتابه  بأعلى الصفات ، وأختم كلامي بما  قاله الحافظ ابن كثير عنه قال: "وكتاب الأفراد الذي لا يفهمه، فضلا عن أن ينظمه، إلا من هو من الحفاظ الأفراد، والأئمة النقاد، والجهابذة الجياد"[29] .

****************************

هوامش المقال:

[1]- من أشهر طبعاته كما هو معروف طبعة الرياض بتحقيق محمود الطحان ، صدر عن مكتبة المعارف بالرياض في طبعته الأولى سنة 1405 هـ - 1985 مـ، وطبعة دار الحرمين بتحقيق طارق بن عوض الله وعبد المحسن الحسيني نشرته دار الحرمين بالقاهرة 1415 هـ - 1995 مـ.

[2]- طبع الجزء الخامس منه بدار ابن الأثير الكويت ط1/ 1415 هـ- 19994 مـ.

[3]- من مصادر ترجمته : تاريخ بغداد (12 /34-40)، وفيات الأعيان (3 /297- 299)، سير أعلام النبلاء (16 /449- 461).

[4]- النكت على كتاب ابن الصلاح 2 / 708 .

[5]- وقد طبعت هذه الأجزاء مجموعة  في كتاب واحد بتعليق: جابر بن عبد الله السريع.

[6] - الباعث الحثيث (1/ 189).

[7] - المعجم المفهرس (ص: 228).

[8] - من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان (4 /287-288)،  سير أعلام النبلاء (19/ 361- 371)، تذكرة الحفاظ (4/ 1242-1245).

[9] - الأفراد (3 /75 - 76)، برقم: (38)، أطراف الغرائب والأفراد(5/ 216)، برقم: (5202).

[10] - أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 50)، كتاب :  الصوم، باب: صوم شعبان، برقم: (1969)، ومسلم في صحيحه (1 /513)، برقم: [(176) (1156)].

[11] - أطراف الغرائب والأفراد (5 /218)، برقم: (5209).

[12] - لم أقف عليه من طريق سفيان الثوري المذكور في المصنف، والذي وقفت عليه فيه سفيان بن عيينة انظر: مصنف عبد الرزاق (4/ 161)، برقم: (7325).

[13] - مصنف ابن أبي شيبة (4 /35)، برقم: (9111).

[14] - مسند أحمد (15 /441)، برقم: (9707).

[15] - سنن أبي داود (4 /23 - 24) كتاب الصوم، باب: كراهة ذلك، برقم: (2337).

[16] - سنن الترمذي(2/ 107)أبواب الصوم، ما جاء في كراهية الصوم في النصف الباقي من شعبان لحال رمضان، برقم: (738).

[17]- سنن البيهقي (4 /352-353)، كتاب: الصيام، باب: الخبر الذي ورد في النهي عن الصيام إذا انتصف شعبان برقمي: (7961)، (7962).

[18]- صحيح ابن حبان (8 /355-356)، كتاب: الصوم، فصل في صوم الدهر: ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد الأخبار، برقم: (3589).

[19] - سنن أبي داود (4/ 24) .

[20] - أطراف الغرائب والأفراد (5/ 219) برقم: (5213).

[21] -  معجم ابن الأعرابي (2/ 606-607)، برقم: (1198).

[22] -  المعجم الأوسط (2/ 264-  265)، برقم:( 1936).

[23] - أطراف الغرائب والأفراد (5/ 396-397)، برقم: (5847).

[24] - المعجم الكبير (23/ 256)، برقم: (528).

[25] -  سنن الترمذي (2/ 105)، برقم: (736).

[26] -  السنن الكبرى (3/ 175)، كتاب: الصيام، باب: صوم النبي بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين في ذلك، برقم: (2673).

[27] -  سنن الترمذي (2 /105)، أبواب الصوم ،باب: ما جاء في وصال شعبان برمضان، برقم: (736).

[28] - أخرجه البخاري في صحيحه (2 /50)، كتاب :  الصوم، باب: صوم شعبان، برقم: (1970)، ومسلم في صحيحه (1 /513)، كتاب: الصيام، باب: صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، واستحباب أن لا يخلى شهر عن صوم، برقم: (176/   1156).

[29] -  البداية والنهاية (12 /340).

*************************

لائحة المصادر والمراجع:

أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  للدار قطني. لأبي الفضل محمد طاهر بن علي المقدسي القيسراني. تحقيق: محمود محمد محمود حسن نصار- السيد يوسف دار الكتب العلمية بيروت . ط1/ 1419 هـ- 1998 مـ.

الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث. لابن كثير. شرح : العلامة أحمد محمد شكر – تعليق : ناصر الدين الألباني. حققه مع تتمة حواشيه: علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري الرياض السعودية. ط1/ 1417 هـ -                  1996 مـ.

البداية والنهاية. لأبي الفداء إسماعيل ابن كثير. حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه. إبراهيم الزيبق. راجعه: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط-  الدكتور بشار عواد معروف. ط2/ 1431 هـ- 2010 مـ.

تاريخ بغداد. لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي. دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية بيروت. ط2 /1425 هـ- 2004 مـ.

تذكرة الحفاظ. لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي. دار الكتب العلمية بيروت (د.ت).

الجامع الكبير. لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي. حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: د بشار عواد معروف. دار الغرب الإسلامي بيروت. ط 2/ 1998 مـ.

السنن. لأبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي . حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناؤوط- محمد كامل قرة بللي. دار الرسالة العالمية سوريا. ط1/ 1430 هـ- 2009مـ.

سير أعلام النبلاء (ج 16و ج 19). لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الطبراني. تحقيق: مجموعة من الباحثين. مؤسسة الرسالة بيروت . ط11/ 1417 هـ- 1996 مـ.

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان. لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي. مؤسسة الرسالة بيروت. ط2 / 1414 هـ- 1993 مـ.

كتاب الأفراد . لأبي الحسن علي بن عمر الدار قطني.تعليق: جابر بن عبد الله السريع. 1429 هـ.  (دون بيانات الناشر).

المسند (ج 15). لأحمد بن حنبل. تحقيق: مجموعة من الباحثين. مؤسسة الرسالة بيروت. ط1/ 1417 هـ- 1997 مـ. 

المصنف. لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني. عني بتحقيق نصوصه وتخريج أحاديثه والتعليق عليه: حبيب الرحمن الأعظمي. المكتب الإسلامي بيروت. ط1/ 1391 هـ- 1972 مـ.

المصنف. لأبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن أبي  شيبة. تقديم: سعد بن عبد الله آل حميد. تحقيق: حمد بن عبد الله الجمعة- محمد بن إبراهيم اللحيدان. مكتبة الرشد . ط1/ 1425 هـ- 2004 مـ.

معجم ابن الأعرابي. لأبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي. تحقيق وتخريج: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني. دار ابن الجوزي السعودية. ط1 /1418 هـ - 1997 مـ.

المعجم الأوسط. لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. تحقيق: أبو معاد طارق بن عوض الله بن محمد- أبو الفضل عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني. دار الحرمين مصر ط 1415 هـ- 1995 مـ.

المعجم الكبير. لأبي القاسم أحمد بن سليمان الطبراني.  تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي مكتبة ابن تيمية القاهرة (د.ت).

المعجم المفهرس، أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة. لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بن علي بن حجر العسقلاني. تحقيق: محمد شكور محمود الحاجي أمرير المياديني. مؤسسة الرسالة بيروت ط1/ 1418 هـ- 1998 مـ.

النكت على كتاب ابن الصلاح.لابن حجر العسقلاني . تحقيق ودراسة:  د ربيع                ابن هادي عمير . دار الراية الرياض. ط 1415 هـ - 1994 مـ.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان. حققه د إحسان عباس. دار صادر بيروت. (د. ت).

*راجع المقال: الباحث يوسف ازهار، والباحث  محمد إليولو

Science

دة. خديجة أبوري

  • أستاذة باحثة مؤهلة بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق