
الحلقة الحادي و العشرون : سيدي محمد الحفيان الشرقاوي
العلامة الأستاذ المقرئ، المشارك الفاضل، سيدي محمد المدعو الحفيان، آل الشيخ الكبير، والقطب الشهير، سيدي محمد الشرقي العمري رحمه الله تعالى ورضي الله عنه، رحل من بلده في طلب العلم إلى مراكش، فأخذ القراءات وأحكامها عن ابن عمه الولي الصالح الأستاذ المبرز سيدي محمد بن عبد السلام الشرقي، دفين روضة القطب الأكبر سيدي محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه، وسمع شيئا من الحديث، ثم رحل إلى فاس فأقام بها مدة، وقرأ بها على غير واحد من مشايخها... [1].
وجاء في كتاب الإغتباط لبوجندار: " كان رحمه الله من أهل أواسط المائة الثالثة بعد الألف، وممن انتهت إليهم الرياسة في علوم التجويد والقراءات، وبه يتصل سندي للقرآن العظيم من طريق شيخنا أبي السعود الكتاني عن العلامة سلا، الفقيه السيد عبد الله بن خضراء السلوي، عن الشيخين الأستاذين السلويين أبي عبد الله محمد بن الجيلاني الشرقاوي، وأبي محمد عبد السلام الحصيني، كلاهما عن صاحب الترجمة، إلا أن الفقيه السيد عبد الله المذكور صرح بعدم وقوفه على سند المترجم، وفي البغية للولي الصالح سيجي العربي بن سائح عن ذكر ترجمته أنه أخذ القراءات وأحكامها عن ابن عمه الولي الصالح الزاهد الورع، الأستاذ المبرز سيدي محمد بن عبد السلام الشرقي، دفين روضة القطب الأكبر، سيدي محمد بن سلمان الجزولي، وكان أخذه عنه بمراكش لما ارتحل من بلده إليها بقصد قراءة العلم، قال في البغية: وسمع بها شيئا من الحديث ثم رحل إلى فاس، فأقام بها مدة وقرأ بها على غير واحد من مشايخها، وفي هذه المدة لقي الشيخ رضي الله عنه وأخذ عنه ورده وصحبه، وانتفع بصحبته نفعا ظاهرا [2].
وممن أخذ عن المترجم، الأستاذ البركة السيد عبد السلام بن المخفي الحصيني، قرأ عليه القاضي سيدي الحاج عبد الله بن خضراء بقراءة أبي عمرو بن العلا، ثم بالقراءات السبع، وكان ذا باع في علم القراءات، عارفا بالرسم والضبط والنحو… [3]
وكانت وفاة هذا السيد المذكور برباط الفتح ليلة الجمعة العاشر من رمضان سنة 1256هـ، ودفن بالزاوية المعطوية ضجيع والديه المرحومين رحمهم الله تعالى بمنه وكرمه، وكان من الخاصة من أصحاب سيدنا أحمد التيجاني الحسني، هو ووالده السيد الشرقي المذكور، وكانت له المحبة العظيمة والمودة الجسيمة في كل من له قرب من الشيخ، وكان يلهج بالشيخ دائما بأخباره ويحكي ما شاهده من مناقبه وأسراره، ويحض على محبته بأقواله وأفعاله، ويذكر ما عاينه من غريب كراماته ومن أحواله [4].
و جاء في كتاب إتحاف المطالع: "وفي ليلة الجمعة العاشر من رمضان عام خمسة وسبعين ومائتين وألف توفي محمد دعي الحفيان الشرقاوي الرباطي، إليه انتهت رياسة علم التجويد والقراءات في وقته بالرباط، توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطوية" [5].
[1] - الإعلام بمن حل من مراكش وأغمات من الأعلام (1/188) الطبعة الثانية المطبعة الملكية الرباط.
[2] - الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 364 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.
[3] - الإعلام بمن حل من مراكش وأغمات من الأعلام (1/188) الطبعة الثانية المطبعة الملكية الرباط.
[4] - الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 364 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.
[5] - أنظر إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة.