يَا سَاقِيَ الْقَلْبِ، إِنَّ الْقَلْبَ مَجْرُوحُ /// وَطَيرُهُ فِي سَمَاءِ الرُّوحِ مَذْبوحُ.
مَكْسُورُ كُلِّ جَنَاحٍ كَانَ يَأْمُلُهُ /// لاَ الدَّمْعُ يجْدِي، وَهَذَا الصَّوْتُ مَبْحُوحُ.
مُعَلَّقٌ فِي الزُّجاجِ صَوْتهُ أَبداً /// لَهٌ طَنِينٌ كَطَنِّ الخَوْفِ مَسْفُوحُ.
مِنْ أَرْبعِينَ وَسَبْعٍ، قَدْ يعَدِّدُها، /// وَالرُّوحُ فِي وَلهٍ. هَلْ تَسْقُطُ الرُّوحُ؟.
فَاسْقِ الْهَوَى كَأْسَهُ الْمُرَّ الَّتِي جُمِعَتْ /// قَطْرَاتُهَا قَبْلَ قَوْلِ الحقِّ: يَا نُوحُ!.
وَارْكَبْ فَإِنّي رَأَيتُ الفُلْكَ مُنْجِيَةً /// دَهْراً، وَدَهْراً تُسَمِّي سَقْطَهَا الرِّيحُ.
وَارْكَبْ ـ بِإِذْنِ الإِلَهِ ـ المَوْجَ أَحْصِنَةً /// وَأَسْرِجِ البَحْرَ، إِنَّ البَحْرَ تَسْبِيحُ.
بَرِئْتُ مِنْ ظَهْرِ يمٍّ لَيْسَ يَحْمِلُنِي /// إِلَى الأَحِبَّةِ، طَوْعاً، وَهْوَ مَقْرُوحُ.
أَشُدُّهُ مِنْ قُرُونِ المَوْجِ مُرْتَبِكاً /// وَالمَوْجُ يبْكِي كَمَا تبْكِي التَّمَاسِيحُ.
أَلوِي قُرُوناً، كَمَا عَهِدْتُ، مُهْلِكَةً /// وَفي يَدِي صَارِمٌ كالوَرْدِ مَنْضُوحُ.
سَكَبْتُ مِنْ أَعْيُنِ المَوْجِ التِي دَمِعَتْ /// كَأْساً، وَأَيقَنْتُ أَنَّ الكَأْسَ ممْنُوحُ.
وَمِلْتُ، فِي غَفْلَةٍ مِنَ الزَّمَانِ، كَمَا /// يمِيلُ رَكْبٌ عَلَى الأَنضَاءِ مَطْرُوحُ.
عَلى سُطُورِ الكِتَابِ المُرِّ أَقْرَؤُهَا /// سَطْراً فَسَطْراً، وَكُلُّ الطِّرْسِ مَمْسُوحُ.
رَحِمْتُ مَنْ لاَ يرَى مِثْلِي مُخَالسَةً /// هَذِي السُّطُورَ، وَبعْضُ السَّتْرِ مَفْضُوحُ.
عَذَرْتُ مِنْ أَلفِ عَامٍ كُلَّ مَنْ سَكَتُوا /// وَالعُذْرُ باقٍ، وَهَذَا الصَّمْتُ تَصْرِيحُ.
كَأَنَّ ظَبْياً عَلَى الأَرْكَانِ يَرْمُقُنِي /// وَفي يَدِي التَّمْرُ وَالقَيْصُومُ وَالشِّيحُ.
حَلَفْتُ بِالظَّبْيِ سَانِحاً، عَلَى ثقَةٍ /// أَنَّ التَّيَمُّنَ مَقْبُولٌ وَمَمْدُوحُ.
أَنيَ رَأَيتُ ظِبَاءَ الْكَوْنِ تَصْدُقُنِي /// هَذَا الحَدِيثَ، وَبعْضُ الصِّدْقِ تَجْرِيحُ.
فَاكْتُمْ عَلَيْنَا فَإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرٌ /// إِذَا كَتَمْنَا وَهَزَّتنَا التَّبَارِيحُ.
تطوان: الأحد 8 ماي 2011 م.