مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

يَــا سَــاقِـــيَ الْـــقَـــلْــــبِ

يَــا سَــاقِـــيَ الْـــقَـــلْــــبِ، إِنَّ الْـــقَـــلْـــبَ مَـــجْــــــــــــــــــرُوحُ
                                                                      وَطَـيـْـــــــــــرُهُ فِـي سَــــمَــــــــاءِ الــرُّوحِ مَـــــذْبــُــــــــــــــــوحُ.
مَـكْــسُــورُ كُـــــلِّ جَـــنَـــــــــــــــــــــــــاحٍ كَـــانَ يَـــأْمُــلُـــــــــهُ
                                                                  لاَ الــدَّمْــــعُ يــُجْــدِي، وَهَـــذَا الـصَّــــوْتُ مَـبْــــحُـــــــــــــوحُ.
مُــــعَـــلَّـــقٌ فِـــي الــزُّجــَــــاجِ صَـــــوْتــُــــــــهُ أَبــــَـــــــــداً
                                                                لَــــهٌ طَــــنِــــيــــــنٌ كَــــطَــــــنِّ الـْــخَــــــوْفِ مَـــسْــــفُــــــــــوحُ.

يَا سَاقِيَ الْقَلْبِ، إِنَّ الْقَلْبَ مَجْرُوحُ  ///   وَطَيرُهُ فِي سَمَاءِ الرُّوحِ مَذْبوحُ.

مَكْسُورُ كُلِّ جَنَاحٍ كَانَ يَأْمُلُهُ ///  لاَ الدَّمْعُ يجْدِي، وَهَذَا الصَّوْتُ مَبْحُوحُ.

مُعَلَّقٌ فِي الزُّجاجِ صَوْتهُ أَبداً ///  لَهٌ طَنِينٌ كَطَنِّ الخَوْفِ مَسْفُوحُ.

مِنْ أَرْبعِينَ وَسَبْعٍ، قَدْ يعَدِّدُها، ///  وَالرُّوحُ فِي وَلهٍ. هَلْ تَسْقُطُ الرُّوحُ؟.

فَاسْقِ الْهَوَى كَأْسَهُ الْمُرَّ الَّتِي جُمِعَتْ  ///  قَطْرَاتُهَا قَبْلَ قَوْلِ الحقِّ: يَا نُوحُ!.

وَارْكَبْ فَإِنّي رَأَيتُ الفُلْكَ مُنْجِيَةً  ///  دَهْراً، وَدَهْراً تُسَمِّي سَقْطَهَا الرِّيحُ.

وَارْكَبْ ـ بِإِذْنِ الإِلَهِ ـ المَوْجَ أَحْصِنَةً  ///  وَأَسْرِجِ البَحْرَ، إِنَّ البَحْرَ تَسْبِيحُ.

بَرِئْتُ مِنْ ظَهْرِ يمٍّ لَيْسَ يَحْمِلُنِي  ///  إِلَى الأَحِبَّةِ، طَوْعاً، وَهْوَ مَقْرُوحُ.

أَشُدُّهُ مِنْ قُرُونِ المَوْجِ مُرْتَبِكاً  ///   وَالمَوْجُ يبْكِي كَمَا تبْكِي التَّمَاسِيحُ.

أَلوِي قُرُوناً، كَمَا عَهِدْتُ، مُهْلِكَةً  ///  وَفي يَدِي صَارِمٌ كالوَرْدِ مَنْضُوحُ.

سَكَبْتُ مِنْ أَعْيُنِ المَوْجِ التِي دَمِعَتْ  ///  كَأْساً، وَأَيقَنْتُ أَنَّ الكَأْسَ ممْنُوحُ.

وَمِلْتُ، فِي غَفْلَةٍ مِنَ الزَّمَانِ، كَمَا  ///  يمِيلُ رَكْبٌ عَلَى الأَنضَاءِ مَطْرُوحُ.

عَلى سُطُورِ الكِتَابِ المُرِّ أَقْرَؤُهَا  ///  سَطْراً فَسَطْراً، وَكُلُّ الطِّرْسِ مَمْسُوحُ.

رَحِمْتُ مَنْ لاَ يرَى مِثْلِي مُخَالسَةً /// هَذِي السُّطُورَ، وَبعْضُ السَّتْرِ مَفْضُوحُ.

عَذَرْتُ مِنْ أَلفِ عَامٍ كُلَّ مَنْ سَكَتُوا  ///  وَالعُذْرُ باقٍ، وَهَذَا الصَّمْتُ تَصْرِيحُ.

كَأَنَّ ظَبْياً عَلَى الأَرْكَانِ يَرْمُقُنِي  ///   وَفي يَدِي التَّمْرُ وَالقَيْصُومُ وَالشِّيحُ.

حَلَفْتُ بِالظَّبْيِ سَانِحاً، عَلَى ثقَةٍ  ///  أَنَّ التَّيَمُّنَ مَقْبُولٌ وَمَمْدُوحُ.

أَنيَ رَأَيتُ ظِبَاءَ الْكَوْنِ تَصْدُقُنِي  ///  هَذَا الحَدِيثَ، وَبعْضُ الصِّدْقِ تَجْرِيحُ.

فَاكْتُمْ عَلَيْنَا فَإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرٌ /// إِذَا كَتَمْنَا وَهَزَّتنَا التَّبَارِيحُ.

 

تطوان: الأحد 8 ماي 2011 م.

الدكتور محمد الحافظ الروسي

  • رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق