مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

وقفة علمية مع تلاميذ الشيخ ماء العينين بفاس

مقدمة تعريفية: 

   ظل شمال المغرب مرتبطا بجنوبه منذ الفتح الإسلامي عموما، ومع قدوم آل البيت النبوي خصوصا، حيث يتجسد ذلك في صفحات مشرقة من تاريخه سياسيا واجتماعيا وثقافيا. وقد فشلت المخططات الاستعمارية بفضل الروابط القوية التي ظلت قائمة بين سلاطين الدولة المغربية عموما والدولة العلوية خصوصا وبين الرعية. ويشهد التاريخ أن  هؤلاء السلاطين أبلوا كل البلاء الحسن في الدفاع عن وحدة الوطن وتحقيق تنميته. مما كسر باستمرار مؤامرات أعداء المغرب الذين تظل وصمات عار في جبين هؤلاء الأعداء ومن يؤازرهم. وسيجرون باستمرار ذيول العار ويجرعون مرارة  الهزائم.

   وكما هو معلوم تعتبر الثقافة التي يشكل تاجها العلماء وراعيها هم السلاطين من معايير جس نبض الوحدة الوطنية، ومن مقاييس تجسيد هوية المغرب الحضارية المميزة دوليا. وقد ظلت الصلات الثقافية  قائمة ومستمرة بين العلماء المغاربة في شمال المغرب وجنوبه في عدة مظاهر مما يتطلب بحثا علميا مستقلا بذاته. ومثال ذلك يذكر عبد السلام ابن سودة أن العلامة ماء العينين ابن محمد العتيق ابن الشيخ ماء العينين نزل ضيفا عليه بمقر سكناه بفاس واطلع على نفائس خزانته الأحمدية [1].

   وبالنسبة لبيت قصيد هذا البحث فكما هو معلوم يعتبر الشيخ أبو عبد الله محمد مصطفى ماء العينين ابن الشيخ محمد فاضل الشنجيطي الحسني الإدريسي رحمه الله أحد أبناء هذا الوطن الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهو المجاهد الصوفي  والعلامة  الموسوعي. ولقد تخرج على يديه تلاميذ من جل أنحاء المغرب[2]. و أصبحوا بدورهم من فحول العلماء. ويهتم هذا البحث بذكر نماذج منهم فالشيخ ماء العينين ظل طيلة نصف قرن، يتردد على سلاطين الدولة المغربية الشريفة لتجديد البيعة، والتشاور معهم في مختلف القضايا التي تهم الوطن، وبلغت زياراته لهم  14 زيارة، منها: 8 زيارة جرت في مراكش، وزيارتان بمكناس. وثلاثة زيارات بفاس، ومن بين هذه الثلاثة الأخيرة  زيارة تمت في شهر رجب سنة 1324/غشت 1906. وأكرم وفادته بهذه المدينة رسميا، فضلا عن تعظيمه من قبل العلماء و أهلها. وأقيم له بها حفل كبير كما تحدث عن ذلك العلامة عبد السلام ابن سودة. وأسس بالعاصمة الروحية  للمملكة المغربية بدعم كلي من الدولة العلوية الشريفة زاوية  كانت تلقى بها الدروس العلمية المتنوعة، وتلقن بها أوراد الطريقة القادرية. وكانت توجد بها مكتبة نفيسة. وجعل مقدما عليها تلميذه العلامة المشارك العامل بعلمه الصالح  أحمد بن محمد أنفال الملقب الشمس بن عبد المختار الحاجي المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1342/1924. ونجد من بين تلامذته بهذه الزاوية: العلامة الشيخ محمد بن اليمني الناصري، والعلامة الشيخ محمد ابن الحبيب الأمغاري، والعلامة الشيخ أحمد بن محمد العمراني.[3]

رسالة من السلطان المولى الحسن الأول  إلى الشيخ ماء العينين

السلطان محمد الخامس طيب الله تراه رفقة ابن الشيخ ماء العينين رحمه الله (الشيخ محمد الأغطف)

 

     وساهمت هذه الزواية – كبقية الزوايا السنية المغربية المنوه بها- في خدمة الثقافة والهوية، علاوة على نشر القيم والمثل العليا [4]. ولا تزال توجد هذه الزاوية وهي معظمة. وهي توجد بدرب السراج في زقاق يربط بين حي البطحاء وحي الطالعة الصغرى. ومن بين أبرز المدفونين بها كما وقفت عليه  أخيرا أحد أبناء الشيخ ماء العينين، ونقش بشاهد قبره ما نصه:{الحمد لله وحده، اللهم صل على سيدنا محمد، هذا ضريح الشريف العالم الولي الشيخ حسن بن الغوث الفرد العالم الشيخ ماء العينين المتوفى في 11 شوال عام 1294}. ويوافق هذا التاريخ ميلاديا 19 أكتوبر 1877. وتبقى هذه الزاوية من الوثائق الذهبية حول مغربية الصحراء.

      وبالنسبة لتجليات هذا العرض فنجد عدة تلاميذ للشيخ ماء العينين بفاس. وقد أجازهم. ويذكر العلامة الشيخ عبد الحفيظ الفاسي عن ظاهرة إجازة علماء زاروا فاس مدة وجيزة لنخبة مثقفة ومنهم شيخه ماء العينين: “رأينا أناسا دخلوا لفاس مدة قصيرة، فاستجازهم الناس ورووا عنه. وبقي ذكرهم مخلدا في الدفاتر[5]. وفي هذا الإطار يقول المرحوم العلامة محمد المختار السوسي: {…ناهيك ممن كان معه عشرة آلاف لا هم لهم إلا الدراسة، ذكورا وإناثا، ثم لما نزل سوس  يوم هاجر تزنيت ملأت كتبه خزائن سوس وتلاميذه وتلميذاته كل أرجائه…}[6].

زاوية  الشيخ ماء العينين  بمدينة تيزنيت

زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة سمارة

 

وهكذا نجد من بين هؤلاء التلاميذ ما يلي:

          1.محمد العتيك بن محمد فاضل الشنكيطي: هناك نذرة المعلومات عن ترجمته. وهو الفقيه  الشريف البركة المنيف، ذو الأدب الظاهر والنسك الباهر أبو عبد الله سيدي محمد المدعو العتيك، ابن محمد فاضل الشنكيطي الحوضي منشئا، والساقية الحمراء موطنا. وذكر محمد الكتاني في سلوة الأنفاس تلمذته على الشيخ ماء العينين. وكان له إلمام بالفقه والأدب ومشاركة في بعض العلوم وشهر بصلاحه. وجاء أجله  بفاس  في عام 1310/ (1892-1893)، وبرهنت مراسيم جنازته على سمو مكانته، حيث حضرها أعيان الحضرة السلطانية بجانب عامة الناس وخاصتهم، ودفن بالزاوية المنسوبة للشيخ الأكبر والغوث الأشهر سلطان الأولياء وقطب دائرة الأصفياء أبي محمد سيدي عبد القادر بن موسى الجيلاني …[7].

          2.عبد السلام بن رزوق العرائشي: هو العالم العلامة الصالح الدراكة، ينتمي لسلالة ابن زروق بالعرائش، وهم من أولاد يحيى، وهي فرقة بني جبارة الكائنة في  قبيلة بني غمارة وبني حسان، وقد ترجم صاحب كتاب (الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى) العلامة المؤرخ أحمد الناصري لبعض أقاربه. وقيل ولد عام 1258/(1841-1842). وقيل في حدود سنة 1265هـ/ (1848-1849م).

     ورحل إلى فاس سنة 1283هـ/(1866-1867م) فأخذ العلوم بها عن أبي العباس أحمد بناني وأبي عيسى ابن سودة وأبي عبد الله جنون وغيرهم كثير. وأجازه أبو عبد الله جنون إجازة عامة، والطاهر بن عبد الكبير الفاسي بمرويات محمد صالح الرضوي البخاري، والشيخ ماء العينين بأوراد وأحزاب ووظائف الشاذلية وتلقى عنه أيضا الطريقة  الناصرية، وأخذ دلائل الخيرات عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد السوسي، وأخذ الطرقة الناصرية أيضا عن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الناصري، وأخذها أخيرا سنة 1324هـ / (1906-1907م) عن الشيخ الصالح المعمر أبي سالم عبد الله المغراوي المراكشي، وكان قد تجاوز المائة وعشرين سنة، عن الشيخ أبي الحسن علي بن يوسف الناصري والد الشيخ أبي بكر. ونجد من إجازاته إجازة عامة للعلامة الشيخ عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي في 3 رجب سنة 1328هـ/12 يوليوز 1910م بمدينة العرائش.

    وكان عالما مشاركا في عدة علوم  كالفقه والحديث، وماهرا في التنجيم والتعديل، وميالا إلى التصوف، وكثير الأذكار  والأوراد مع التقشف والقناعة، ومشتغلا بما يعنيه وما هو مكلف به من التوقيت بمنار الجامع بالعرائش. وقد أثنى عليه  العلماء وذكروا علمه وفضله. وتوفي ببلده سنة 1328/1910. قيل في متم شهر شوال/3 نونبر1910م وقيل منتصف الشهر الموالي ذو القعدة/ 18نونبر 1910م [8].

          3.محمد القادري: هو أبو عبد الله محمد فتحا بن أبي القاسم الشريف القادري الحسني العالم العلامة المشارك المحقق. وقد ولد في ذي القعدة الحرام عام 1259هـ/(نونبر- دجنبر1843م). وتتلمذ على يد والده وعلى مجموعة من  فحول العلماء، كأبي العباس المرنيسي، وأبي عيسى ابن سودة، وسميه ابن الحاج، وأبي العباس بناني، وأبي عبد الله القاضي العلوي، وأبي محمد عبد الله البكراوي، وأبي مروان عبد الملك العلوي، وأبي العباس السريفي العلمي… 

    وأبرز مقروءاته عليهم في فهرسته المنشورة، وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين بسنده. وأورد في هذه الفهرسة قصيدة من نظم العلامة السالف الذكر بمقدمة هذا العرض أحمد بن الشمس وتقع في 47 بيتا، وتتعلق بسند الشيخ ماء العينين فيما يتعلق بالطريقة القادرية. ويقول ضمن هذا النظم ما نصه:

        حتى هداني إلى قطـب الـورى ومـن به إمام صار مـن ورا
       أستاذنا الأجل مــاء العينـين غيث البـرى غزالة الكونيــن [9]

      وقد كان عالما •عارفا من أهل النظر والبحث، وقائما على المسائل مشاركا في كثير من الفنون. ودرس الفقه والأصلين والكلام. وكان ممن انتهت إليه الرئاسة العلمية في عصره، وكان راضيا بالقليل. وتعاطى الإفتاء. ودعي لتولي القضاء فامتنع لشدة ورعه. ولما زار ضريح المولى إدريس الأول بزرهون احترم به وتمت الاستجابة لرغبته.

    وجاء أجله بعدما صلى صلاة العصر يوم الأربعاء 13 رجب الفرد الحرام عام 1331هـ/15 أبريل 1918م، ودفن بروضة الصقليين داخل باب العجيسة  بفاس بعد الصلاة عليه صلاة المغرب بجامع القرويين. وأثنى عليه رحمه الله بعد وفاته جماعة من العلماء، ومنهم تلاميذته كالقاضي محمد بن أحمد العلوي، ومحمد بن الحسن الحجوي، والحسن بن محمد الزرهوني، وأحمد بن المامون البلغيثي، ومحمد بن أحمد ابن الحاج السلمي. وبالنسبة لإنتاجه الفكري فقد شرح وألف عدة مؤلفات في عدة علوم  نقلية وعقلية ونجد منها ما يلي:

• البستان السني في النسب الحسني والحسيني

• حاشية على الأربعين النووية

• حاشية على شرح كنون على الشمائل

• حاشيته الكبرى على شرح الشيخ الطيب ابن كيران على توحيد  المرشد المعين في جزئين

• حاشية على شرح الشيخ جسوس على الشمائل

• حاشية على شرح الأزهري على البردة

• حاشية على الأربعين النووية ودفع العتاب والملام عمن قال العمل بالحديث الضعيف حرام. (طبعت بمطبعة محمد أفندي مصطفى سنة 1307هـ)

• ختمتين للمختصر (طبعت إحداهما بفاس الطبعة الأخيرة سنة 1308هـ)

• تأليف في كراهة القبض في الصلاة

• فهرسة بعنوان إتحاف أهل الهداية بما لي من الأسانيد والروايات.نشرت بدار ابن حزم في بيروت سنة 1424/ 2004 [10]

          4.المهدي الوزاني: هو أبو عيسى ابن محمد بن محمد العمراني الوزاني. ويرجع أصل سلفه إلى مصمودة إحدى قبائل غمارة. وهم ينتسبون للنسب الشريف من فرع الشرفاء العمرانيين، ويعرفون بأولاد أمقشار. وولد المترجم بمدينة وزان سنة 1266/(1849- 1850)، ثم انتقل إلى مدينة فاس من أجل نهل العلوم. فاتخذها دارا وموطنا.

      ونجد من شيوخه ببلاده أحمد بن حسون العمراني، ومحمد الصواف، ومحمد الغنضور. ونجد من شيوخه بفاس  عمر ابن سودة وصالح التادلي وجعفر الكتاني و عبد الملك العلوي والشيخ ماء العينين كما ذكر بفهرسته.

     ويعد المترجم من أشهر علماء المغرب ومن أئمة الفقه به. وكان مشاركا في كثير من العلوم، وعارفا بالنوازل الوقتية وأحكام المعاملات. وكان مرجوعا إليه فيها من سائر أقطار المغرب. وألف فيها المؤلفات العظيمة وتناقل الناس صدى علمه حتى بلغ أقصى السودان الغربي، فضلا عن الجزائر وتونس. وكان دؤوبا على نشر العلم تأليفا وتدريسا [11]. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء فاتح صفر الخير عام 1342هـ/13 شتنبر 1922م. وذكر عبد الحفيظ الفاسي أنه دفن بعد زوال اليوم المذكور بروضة جده أبي المحاسن يوسف الفاسي خارج باب الفتوح في فاس. بينما ذكر عبد السلام ابن سودة أنه حضر جنازته وأنه دفن بروضة الشاميين بالقباب خارج باب الفتوح. وقد أثنى عليه جماعة من العلماء ومنهم تلاميذته الذين تذكر مصادر ترجمته أن عددهم هو كثير، ونجد من بينهم محمد الطيب النيفر الذي ألف في فضائل هذا الشيخ [12]. وبالنسبة لإنتاجه الفكري نجده شرح وألف عدة مؤلفات في علوم  نقلية وعقلية منها ما يلي:

• كتاب  النوازل الكبرى في عشرة أجزاء

• كتاب النوازل الصغرى  في أربعة أجزاء

• شرح  على العمل الفاسي

• حاشية على الشيخ  محمد التاودي ابن سودة على  تحفة ابن عاصم

• حاشية على شرح المرشد لميارة

• حاشية على شرح السوداني على الأجرومية

• حاشية على المكودي على الألفية

• حاشية على شرح الجد علي الطرفة في اصطلاح الحديث

• تأليف في إباحة ثوب الخز للرجال

• تأليف في الرد على الإمام محمد عبده في مسألة منع التوسل إلى الله بالأولياء والأنبياء عليمهم الصلاة والسلام

• تآليف في كراهة القبض في الصلاة

• تأليف في الفرق بين الطلاق البين والطلاق الرجعي

• بغية  الطالب الراغب القاصد في إباحة صلاة العيدين في المساجد

• فهرسة نشرت في المطبعة الحجرية الفاسية وكذلك من قبل  دار ابن حزم في بيروت [13]

           5: أحمد ابن الخياط: هو الإمام العلامة النظار المحدث الأصولي الفقيه المعمر أحمد بن محمد بن عمر  الزكاري  الحسني الشهير بابن الخياط، شيخ الجماعة  ورئيس المجلس العلمي بفاس في عصره.

      ولقد ولد في منتصف شعبان سنة 1252هـ/26 نونبر1836م. وكان علما من أعلام مشيخة حاضرة فاس وصدرا من صدور علماء المغرب، وكان بدون منازع إماما في الأصلين والفقه والفرائض، ومتبحرا في النوازل الوقتية، وبصيرا بمعانيها، وعارفا بعللها وأحكامها، ومرجوعا إليه في كثير من مهماتها، ومشاركا في عدة علوم  كالحديث والتفسير والعربية والمعاني والبيان والقراءات…، وكان قوي الإدراك وجيد الفهم، وسديد النظر، و مثابرا على تلقين العلم، ودؤوبا على نشره تأليفا وتدريسا. وكان صدرا حاضرا في مجالس الشورى ومعظما عند الولاة.

    أخذ العلوم عن فحول من العلماء كأبي عبد الله محمد صادق بن الهاشمي العلوي دفين مراكش، وأبي العباس أحمد بن أحمد بناني كلا، و أبي عبد الله محمد بن المدني جنون وأبي سالم عبد الله البكراوي، وأبي العباس أحمد بن محمد بن الحاج، وصالح بن المعطي السوسي المدعو التادلي، وأبي القاسم القادري. وقد بين مقروءاته عليهم في فهارسه الثلاث.

     وبالنسبة للشيوخ الذين أجازوه فنجد منهم المولى محمد الصادق العلوي، وصالح التادلي، ومحمد بناني المراكشي وأحمد ابن الحاج. كما أجازه الشيخ ماء العينين، وسمع منه الكثير من العلوم، وأذن له بتلقين ورد السادات النقشبندية وغيره من سائر أوراد الشيوخ رضي الله عنهم كما يذكر ذلك في فهرسته الصغرى. وفي هذا المضمار نجد مما يصفه به ما نصه:(…الشيخ العلامة  الإمام الحبر البحر النحرير الهمام شيخ الشيوخ الرباني العارف بالله…كهف الضعفاء مأوى الغرباء …)[14].

    وأخذ الطريقة الناصرية عن محمد بن أبي بكر الناصري، وأخذ الطريقة الدرقاوية عن ابي مالك عبد الواحد بناني، وأخذ دلائل الخيرات عن أبي إسحاق إبراهيم السوسي. ومن عجيب خبره أنه لما عمر ضعفت ذاكرته حتى صار لا يعرف أولاده ويسأل عنه إذا دخلوا عليه، فإذا حضرت الصلاة أو ذكر العلم حضر ذهنه ورجعت إليه ذاكرته، فكان يؤدي الصلاة بفرائضها وسننها، ويتذاكر في العلوم مستحضرا لمسائلها ولقواعدها. وتوفي رحمه الله يوم الاثنين 12 رمضان سنة 1343هـ/8 أبريل1924م، ودفن بروضة في حي الرميلة في عدوة فاس الأندلس…، وأثنى عليه جماعة كبيرة من العلماء ومنهم تلاميذته كأحمد الزرهوني وعبد الحفيظ الفاسي و محمد بن الحسن الحجوي. وبالنسبة لإنتاجه  الفكري  فقد ألف وشرح أزيد من مائة كتاب في علوم  نقلية وعقلية، ونجد منها ما يلي:

• حاشية على شرح الجدابي السعادة محمد بن عبد القادر الفاسي في المصطلح

• حاشية على شرح الخرشي على فرائض المختصر

• تجريدة للمسائل العلمية التي اشتملت عليها طبقات السبكي

• تأليف في العقائد على مذهب المتكلمين ، وهو ما يدل على طول باعه وشدة تدقيقه وتحقيقه

• رسالة منشورة في موقعي على الرابط: attarikh.tk

• رفع اللجاج والشقاق عن حكم البينونة في الطلاق عند الإطلاق

• ثلاث فهارس [15]

          6.محمد الكتاني: هو العلامة التقي أبو عبد الله ابن جعفر الإدريسي الحسني الكتاني، ولد سنة 1274ه /(1857-1858م) بفاس، وقرأ القرآن وحفظ أهم المتون ثم شرع في نهل العلوم في جامع القرويين والزاوية الكتانية بالقطانين بفاس، ثم درس على أئمة العلوم وفحول أساتذة عصره كوالده شيخ الجماعة جعفر بن إدريس الكتاني، وأحمد بن أحمد بناني، و محمد بن عبد الرحمان العلوي المدغري، ومحمد بن عبد الواحد التاودي ابن سودة المري، وعبد الملك بن أحمد السجلماسي. وتخرج عليهم في علوم الفقه والحديث والتصوف والأصول والنحو واللغة والتصريف والتوحيد والمصطلح والمنطق والعروض والبلاغة…[16].

      كما لقي أجل شيوخ التربية والعلم في المغرب والمشرق وأخذ عنهم وأجازوه بالطرق الصوفية والأذكار والأوراد. وكان من بين أبرزهم الشيخ ماء العينين. ونجد مما يذكره الكتاني في حق هذا الشيخ:{لقيته رحمه الله داخل فاس وخارجها مرارا وتبركت به واستنفذت منه. وكنت قبل استجزته كتابة فأجازني بها قائلا في مكتوبه:” ولك الإذن فيما شئت من كتب وأوراد وأدعية وأحزاب فإن في نعت البدايات وفاتق الرتق، يعني: من من كتبه ما يشبع ويكفي وأجزناك في ذلك كله ويأتيك إن شاء الله ما تحبه بالتمام وعلى المحبة والسلام…}.

    ويضيف الكتاني قائلا: {ثم بعد ملاقاته أجازني أيضا لفظا إجازة عامة، وأذنني في طريقتهم القادرية المعروفة، وفي الإسم الأعظم عربيا وعجميا وحضني على العربي، وقال:”لأنه لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم”[17]. ويذكر كذلك أنه أخذ عنه الطريقة القادرية بسنده عن آبائه إلى الشيخ أحمد زروق الفاسي بسنده إلى الشيخ المولى عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه [18].

    وقد وصف العلامة أحمد الرهوني شيخه العلامة محمد الكتاني بقوله: {هو من الرجال العظام الذين لا تفي الدفاتر العديدة بترجمتهم لما اجتمع فيه من شرف النسب وكرم الحسب والعلم والأدب والزهد والورع والمشاركة في جميع العلوم وتحرير المنطوق منها والمفهوم…، والفناء في محبة الله ورسوله وآل بيته الكرام وأولياء الله العظام” وقال أيضا :”سيدنا الشيخ بحر المسائل الصعبة كلها وذلك على طريق الاجتهاد…”. وقد حباه الله من التواضع والانصاف القسط الوافر حيث كان يتنازل لاقل الطلبة وينصت لارائهم ويسترسل في البحث حتى يتبين الحق…}.

       وكان قد زار الحرمين الشريفين مرتين في سنة 1325هـ/1907م، وفي سنة 1345هـ/1926م. ومنها انتقل إلى الشام سنة 1336هـ/1917م. وخلال زيارته للمشرق ألقى عدة دروس علمية. والتقى الأخيار والعلماء من أهلها…، واستجاز جماعة منهم كما أجاز منهم الكثير. وعاد إلى فاس سنة 1345هـ/1926م. [19].

    وتوفي رحمه الله يوم 15 رمضان 1345هـ /20 مارس 1926م بمنزله بحي سبع لويات، ودفن أولا بروضة الشرفاء الكتانيين عند مصلى باب الفتوح. وصلى عليه شيخ الجماعة العلامة أحمد بن الجيلاني. وكان جنازته عظيمة حضرها العام والخاص كما شهد بذلك مقربوه ومعاصروه. وفي هذا الصدد ذكر تلميذه العلامة عبد السلام ابن سودة أنه بلغ عدد الحاضرين لجنازته بدون مبالغة حوالي 50 ألف مشيعا مما لم يره طول عمره [20].

    ونقل أهله جثمانه إلى مقر دفن آخر. ويقول صاحب منطق الأواني أنه عند فتح قبره الأول: {فاحت روائح المسك والطيب…،ولم تؤثر فيه الأرض شيئا…}  [21] . ودفن المرة الثانية بزاوية توجد بحي الصفاح في عدوة فاس الاندلس ليلا في محفل رهيب حضره عشرات الآلاف يوم الاثنين متم ربيع الثاني عام 1347/ 15 أكتوبر 1928.

    وبالنسبة لإنتاجه الفكري فقد ألف وشرح أزيد من ستين كتابا في علوم نقلية وعقلية منها على سبيل الذكر لا الحصر:

• الإجازة الأيوبية  في ذكر مشيخة العلم والأسانيد والطرق الصوفية

• الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر محاسن قطب المغرب وتاج مدينة فاس

• إسعاف الراغب  الشائق بخبر ولادة خير الأنبياء وسيد الخلائق

• سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس

• اليمن والإسعاد بولادة خير العباد

• نيل المنى وغاية السؤل بذكر معراج النبي المختار الرسول صلى الله عليه وسلم

• الورد الشريف

  ونجد التنويه به من قبل جل العلماء ومنهم تلامذته كما هو الشأن بالنسبة  لعبد السلام ابن سودة ،ومحمد مخلوف التونسي.

          7. محمد بن إدريس القادري: هو العلامة الشيخ المطلع النحرير محمد بن إدريس بن محمد القادري الحسني، ولد سنة1291هـ/(1874-1875م). أخذ العلوم عن جماعة من فحول العلماء منهم الشيخ قاسم القادري الحسني، والشيخ أحمد ابن الخياط الزكاري، والشيخ جعفر بن إدريس الكتاني والشيخ عبد الهادي بن أحمد الصقلي، والشيخ ماء العينين. وأجازه الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهان نزيل دمشق الشام إجازة عامة وغيره من علماء المشرق، كما أجازه محمد بن عبد الرحمان البريبري، وأجازه بالطريقة الدرقاوية محمد بن الأعرج عن الشيخ العربي الدرقاوي بسنده، وأجازه بالطريقة القادرية الشيخ التهامي بن محمد الحداوي الشاوي وغيرهم من الشيوخ.

   و كان محافظا على العلم حريصا على تدريسه وتلقينه وحفظه بمسقط رأسه الجديدة حيث ناهزت مؤلفاته 50 كتابا. وقد توفي رحمه الله يوم الأحد 8 ربيع الثاني سنة 1350هـ/23 غشت 1931م، ودفن بزاوية القادريين بالجديدة.

     وبالنسبة لإنتاجه الفكري فقد ألف وشرح  عدة مؤلفات في علوم نقلية وعقلية ذكرها في آخر تآليفه الذي سماه “إزالة الدهش والواله في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له” وهو مطبوع بمصر سنة 1330هـ/ (1911 -1912م).  ونذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر:

• الأحاديث المستطابة في بعض ما ورد في فضل الدعاء وشروط الإجابة

• فتوح الغيب في ترجمة أبي مدين شعيب

• الالماع بما يتعلق بشيء من مسالة الرقص والسماع

• الالهامات المنامية بالفيوضات الالاهية

• الدرر المبتهجة في شرح قصيدة المنفرجة

• استجلاب الامداد بذكر اداب الاوراد

• القول الراقي في حل ما اشكل من الفية وشرح الحافظ العراقي

• بلوغ الرضا بشرح الدرة البيضا

• تحريك كامن الاشواق الى معرفة بعض كرامات قطب العراق.

• الحلل السندسية الى طلب الاذن في الطريقة المحمدية القادرية.[22]

          8.أحمد العمراني: هو العلامة المشارك المدرس المحدث النحرير أحمد بن محمد الخضر بن الفضيل بن عمران الحسني الجوطي العمراني، ولد في ربيع الأخير سنة 1297هـ/ (مارس/أبريل 1880م).

    أخذ العلوم عن جماعة من الشيوخ في جميع ربوع المملكة المغربية: فبفاس تتلمذ على يد شيوخ أجلاء نذكر منهم  بفاس الشيخ الكامل بن محمد الأمراني الحسني والشيخ محمد بن ادريس القادري والشيخ محمد بن محمد زويتن والشيخ الهاشمي الزرهوني. وفي مراكش أخذ عن الشيخ محمد المحجوب المراكشي والشيخ محمد أمان بن عبد السلام بوستة صاحب كتاب الصلوات على منوال الذخيرة، كما أجازه إجازة شفاهية في صحيح البخاري الشيخ فتح الله بناني. وأخذ عن الشيخ عبد الواحد الكتاني ووالد الشيخ محمد الكتاني، كما أخذ عن الشيخ ماء العينين وانتفع به كثيرا. وأخذ عن والد شيخه العلامة الشيخ أحمد الهيبة وعن خليفته بزاوية فاس الشيخ أحمد الشمس. كما تلقى الطريقة الدرقاوية عن الشيخ المفضل العلمي نزيل جبل الحبيب بناحية تطوان، والطريقة التجانية عن الشيخ امحمد كنون، والطريقة الكنتية عن الشيخ محمد بن احمد الغياتي، والوزانية عن الشيخ محمد بن علال الوزاني. وخالط غيرهم من الشيوخ والعلماء الأجلاء. وتوفي بفاس رحمه الله في 3 ذي القعدة سنة 1370هـ/ 6 غشت 1951م. ودفن بضريح الشيخ امحمد ابن الفقيه بالمدارج السفلى بحومة العيون. وله عدة تآليف في موضوعات مختلفة منها فهرست في سفر وسط، وتآليف عن أسرته. [23]

      وبالنسبة لإنتاجه الفكري فقد ألف وشرح عدة مؤلفات في علوم نقلية وعقلية تبرز ثقافته الموسوعية، نذكر منها حسب ما جاء في آخر فهرسته ما يلي:

• التنبيه والإعلام فيما ثبت في شهور العام

• ترغيب العباد فيما  ينفع في يوم المعاد

• تأليف في اصطلاح الحديث

• تأليف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

• تأليف في آل البيت النبوي 

• شرح عقيدة الشيخ ماء العينين كبير وصغير

• الزهر الفائح في الكلام على الذبائح

• الجواهر الحسان في عد شعب الإيمان

• بلوغ السعود والتهاني في ختمة رسالة أبي زيد القيرواني

• تحفة الأتقياء في تراجم بعض المشهورين من العلماء والأولياء ـ مؤلف لم يتممه رحمه الله ـ [24]

          9.محمد حَدُو العراقي: هو العلامة ابن عبد الله الحسيني. نجد من شيوخه: الشيخ  محمد بن رشيد العراقي، والشيخ المهدي بن رشيد العراقي، والشيخ أحمد بن الخياط والشيخ أحمد بن الجيلاني الأمغاري، والشيخ عبد الله الفضيلي، وكذلك نهل العلوم العقلية والنقلية مباشرة من الشيخ أبي شعيب الدكالي والشيخ ماء العينين بفاس. وكان كريما جوادا، يحب مجالس العلم والعلماء ويستصيغ الجلوس إليها والتمتع بحديثها، كما كان غيورا على وطنه ومشجعا الوطنيين المغاربة، ومعينا لهم ماديا وأدبيا عن طريق السر تصدر للعدالة فكان بها مثال النزاهة والشرف والإخلاص، كان يقصد فيها لأنه كانت له اليد الطولى رحمه الله في قوانينها وشعابها. وتوفي رحمة الله عليه سنة 1371هـ/(1951-1952 م). [25]

          10.عبد الحفيظ الفاسي: هو العلامة ابن محمد  الطاهر الفاسي، نجد من اجداده العلامة والصوفي الكبير  أبي المحاسن يوسف بن محمد القصري الأندلسي. وانتقل أجداده من القصر الكبير إلى فاس في أواسط القرن 9هـ/15م. وولد عبد الحفيظ بهذه المدينة الأخيرة سنة 1296هـ /1879م. وأخذ العلوم عن فحول من العلماء بالمغرب وخارجه  وذكر في كتابه “معجم الشيوخ” منهم 113 شيخا، ومنهم الشيخ أحمد بن مبارك الصحراوي ومحمد المختار السوسي والشيخ ماء العينين ومحمد بن جعفر الكتاني وعبد الرحمان بن الطيب الدرقاوي وأحمد ابن الخياط الذي ورد نص إجازته له في الفهرسة الكبرى لابن الخياط نفسه [26]. وتولى القضاء. وكان كريما يطعم الصادر والوارد. ولا ينقلب جليسه إلا بانشراح وفوائد[27]. وكان مشاركا في علوم كثيرة، ومستحضرا للتواريخ القديمة والنوادر اللطيفة استحضارا عجيبا [28] وهو أديب بارع، وكاتب مبدع، ومحدث ثقة، حيث خدم علم الحديث والرواية واعتنى بذلك وألف فيه.

   و توفي رحمه الله في صباح يوم الأحد 24 رمضان عام 1383هـ/ 9يبراير 1964م، ودفن بمقبرة شالة بالرباط قرب  قبر جده عبد الكبير المدفون. وأثنى عليه الكثير من تلامذته ونموذجهم العلامة عبد المجيد الفاسي الذي أجازه إجازة عامة وهي مطبوعة في كتابه المسمى:” الإسعاد  بمهمة الإسناد”[29]. وكذلك العلامة عبد السلام ابن سودة في كتابه سل النصال، وذكر هذا الأخير أنه أجازه، وأنه كانت له خزانة نفيسة.

    وبالنسبة لإنتاجه الفكري فقد ألف وشرح عدة مؤلفات في علوم نقلية وعقلية تعد غاية في الجودة والتحرير والدقة. وطبع منها ما يلي: 

• استنزال السكينة الرحمانية بالتحديث بالأربعين البلدية

• الإسعاد بمهمات الإسناد

• الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث والمسلسلات

• معجم الشيوخ المسمى برياض الجنة أو المدهش المطرب

ولا زال مخطوطا منها  ما يلي :

• الترجمان المعرب عن أشهر فروع الشاذلية بالمغرب

• أشهر مشاهير العائلات بالمغرب

• مجموعة من التراجم كتبها وعرف فيها بالشيوخ الذين أجازوا والده محمد الطاهر وجده عبد الكبير الفاسي

• سلسلة محاضرات القاها في نادي المسامرات في المدرسة العليا بالرباط سنة 1341هـ/1922م

ومن كتبه المجهولة المصير ما يلي:

• شذور العسجد في ذيل عناية أولي المجد

• روضة الجنات في ذكر شيخنا الوالد وأشياخه وما لهم من المناقب والحسنات

• خبايا الزوايا

رسالة في طائفة هداوة الموجودين في المغرب وأصلهم وأحوالهم [30]

           11.محمد الأمغاري: هو العلامة المشارك ابن الحبيب الأمغاري الحسني الفيلالي. من ذرية الشيخ مولاي عبد الله بن حسين دفين تامصلوحت حوز مدينة مراكش. ولد سنة 1295هـ/1878م. وكان له مريدين وتلامذة في سائر أرجاء المغرب عموما وفي  الصحراء المغربية خصوصا. ونهل العلوم بفاس واستقر بها مدة وأخذ العلوم عن أبرز شيوخها  وقتئذ كالشيخ قاسم القادري الحسني والشيخ عبد الله بن الشيخ إدريس الحسني البدراوي والشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط، والشيخ أحمد ابن الجيلالي الأمغاري. وكان هو السارد بين يديه في قراءة  كتاب مختصر الخليل كما أخذ علم التصوف على يد الشيخ الجليل محمد بن عبد الواحد الحلو الفاسي وعن الشيخ أحمد شمس، وعن الشيخ ماء العينين  الذي أذن له في سائر العلوم. كما تلقى أوراد الطريقة الدرقاوية عن الشيخ البدوي زويتن بسنده. واشتغل الشيخ محمد ابن الحبيب الأمغاري بتدريس العلوم وتصدر للمشيخة فنفع الله به الخلق علما وعملا. وقد تفرد في عصره بإلقاء دروس في علم التفسير بمسجد قصبة الأنوار في باب محروق بفاس، وجاء أجله رحمه الله في طريقه لأداء مناسك الحج المرة الثالثة في البليدة بالقطر الجزائري في يوم 23 ذي القعدة سنة 1391هـ/ 10يناير1972م، ثم نقل إلى زاويته بمدينة مكناس التي ووري جثمانه بها. وألف عدة مؤلفات ونظم عدة أشعار…[31].

خاتمة استنتاجية:

     وصفوة القول إن العلامة الشيخ ماء العينين رحمه الله قد أبلى كل البلاء الحسن في خدمة وطنه ومجتمعه، وتعددت مجالات مساهماته، منها الجانب الثقافي الذي  نجد من تجلياته من جهة مؤلفاته النافعة التي تجسد ثقافته الموسوعية التي سيظل معينها لا ينضب، وتفيد سواء الصوفية السنة أو الباحثين في عدة تخصصات إنسانية نظرا لكون ما ينفع الناس يمكث في الأرض، ومن جهة ثانية نجد تلامذته حيث إن قسما ضئيلا منهم هو بيت قصيد هذا العرض، وقد كان تلامذته الذين يمكن أن يشكلوا معجما مستقلا بذاته على شاكلته في الصلاح وخدمة الوطن والعطاء العلمي الزاخر. وتبقى زاوية ماء العينين بفاس وتلامذته بها وثيقة تاريخية كبيرة سواء عن مغربية الصحراء أو العلاقات الوطيدة والشاملة  التي ظلت قائمة بين شمال المغرب وجنوبه برعاية سلاطين الدولة العلوية الشريفة. ومن باب الفضول العلمي أتساءل عن مصير مكتبة الشيخ ماء العينين التي استولت عليها فرنسا بمدينة السمارة سنة 1913م.

     ومن باب الواجب أوجه خالص الدعاء للعاهل الكريم جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ووفقه الذي وصف الشيخ ماء العينين بـ”الرمز الشامخ”، وببذله نصره الله وأعزه كل المجهودات في الدفاح عن وحدة الوطن وحماية أراضيه وتحقيق التنمية الشاملة له. وتعد كل خطبه وثائق تاريخية نفيسة، ومنها خطبة ألقاها بمناسبة الذكرى 30 للمسيرة الخضراء، حيث يقول ضمنها:{…وقد شهدت أقاليمنا الصحراوية، بعد تصفية استعمارها سنة1975، تنمية شاملة، حولتها إلى مدن وحواضر، تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار، بفضل تضحيات جميع المغاربة، مدنيين وعسكريين. وبفعل التضامن الوطني القوي، فقد اندمجت فيما قطعته بلادنا من أشواط متقدمة، على درب التطور الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي كما وقفت بصمود، في مواجهة المؤامرات المكشوفة، لخصوم وحدتنا الترابية للنيل من مغربيتها.

   وبالرغم من مناوراتهم اليائسة، فإن المغرب، القوي بعدالة قضيته، وإجماعه حول عدم التفريط في شبر من صحرائه، قد ظل حريصا على التشبث بوشائج الأخوة وحسن الجوار، وانتهاج الحوار، والجنوح إلى السلم، والتحلي بالحكمة والتعقل .وإننا لمؤمنون بأن الأخذ بهذه الفضائل، هو السبيل القويم، للخروج من النفق الطويل لهذا النزاع المفتعل، إلى رحابة فضاء التعايش والوئام، الكفيل بتجسيد تطلعات الأجيال الصاعدة، إلى الوحدة وبناء مستقبل مغاربي مشترك….} [32]. والله ولي التوفيق.

الهوامش:


[1] انظر: سل النصال بالأشياخ وأهل الكمال (فهرس الشيوخ)، لعبد السلام ابن سودة، تحقيق:محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1417/ 1997، ص 166. وقد وردت ترجمة للشيخ ماء العيينين بن محمد العتيق المذكور في كتاب: “المعسول” لمحمد  المختار السوسي، ج4، ص294 .

[2] انظر: اتحاف المُطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، لعبد السلام ابن سودة، تحقيق: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1417 / 1997،ج1، ص385.

[3] انظر عن تلامذة الشيخ أحمد شمس بزاوية الشيخ ماء العينين بفاس:

• العلامة المشارك الشيخ أحمد بن محمد العمراني توفي يوم 3 ذي القعدة 1370هـ/ 6غشت 1951م. وسترد ترجمته بالتفصيل ضمن تلامذة الشيخ ماء العينين. وانظر المزيد عن ترجمته عند عبد السلام ابن سودة، سل النصال، ص145

• العلامة المشارك الشيخ سيدي محمد ابن الحبيب الأمغاري الحسني الفيلالي، توفي في 23 ذي القعدة سنة 1391هـ/ 10 يناير1972م. وسترد ترجمته بالتفصيل ضمن تلامذة الشيخ ماء العينين. وانظر المزيد عن ترجمته عند: عبد السلام بن سودة،سل النصال، ص212-213

• العلامة المشارك الشيخ محمد بن اليمني الناصري الرباطي ولد يوم الخميس 9 رجب سنة 1308 هـ/ 18 يبراير 1891م بمدينة الرباط، ثم رحل بعدها مع العلامة سيدي محمد بن جعفر الكتاني إلى المدينة المنورة. أخذ عن ثلة من العلماء  من المغرب ومن المشرق ومنهم من أجازه إجازة كتابية  كالشيخ أحمد شمس الشنجيطي، والشيخ أبي شعيب الدكالي، والشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، والشيخ العباس بن إبراهيم المراكشي صاحب كتاب الإعلام. له عدة مؤلفات منها: الأعلاق الغالية في الأخلاق العالية. وقد أجاز هو بدوره عدد من تلاميذه كالشيخ عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة. توفي  يوم  10 صفر عام 1391 هـ/29 مارس1971م بالمدينة المنورة، وأقيمت له بعد الأربعين من يوم وفاته ذكرى بجامع السنة بالرباط، حضرها العلماء والشرفاء والأعيان، وتليت فيها عدة سور من القرآن، والأمداح النبوية وألقيت بعض الكلمات في حقه، كما أصدر أخ الفقيد عددا خاصا من جريدة الشعب وزعه على الحاضرين به مقالات ونصوص حول ترجمة سيدي محمد بن اليمني الناصري رحمه الله وأعماله لإصلاح المجتمع الإسلامي. وانظر المزيد عن ترجمته عند: عبد السلام ابن سودة، سل النصال، ص211-212.

[4] بالنسبة لزيارة الشيخ ماء العينين المشار إليها انظر: عبد السلام ابن سودة، (إتحاف المطالع) ، م.س، ج1، ص 371. وانظر موقع أحد أبناء الشيخ ماء العينين  : http://www.cheikhmrabihrabo.com/taarif.htm

وعن مصادر ترجمة الشيخ ماء العينين أذكر على سبيل الذكر لا الحصر:

– الوسيط في أخبار أدباء شنقيط، لأحمد بن الأمين الشنقيطي، ص 365-368

– معجم الشيوخ، المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب، لعبد الحفيظ بن محمد بن الطاهر الفاسي، ص168-170

– الإعلام، للمراكشي، ج6 و ج7، ص 171-176.

– معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين، لابن زيدان، ج2، ص 246-248.

– إتحاف المطالع، لابن عبد السلام ابن سودة، ج1، ص385.

– سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس، لمحمد بن جعفر الكتاني، ج3.

– شجرة النور الزكية، لمحمد مخلوف، ص433.

– الأعلام، للزركلي، ج7، 243-244.

– معجم المطبوعات، للقيطوني، ص  195-198.

– معلمة المغرب، ج20، ص 6932-6933.

– المختار السوسي في الجزء الرابع من كتابه المعسول. وقد أفردت كتب تحدثت عن حياته وأخباره نذكر على سبيل الحصر لا الذكر:

–  قرة العينين في كرامات الشيخ ماء العينين، لابنه الشيخ مربيه ربه.

–  سحر البيان في شمائل الشيخ ماء العينين الحسان، لحفيده ماء العينين بن العتيق.

–  تجليات الفكر الصوفي والسلفي عند الشيخ ماء العينين، لمحمد الشيخ الطالب أخيار ماء العينين.

–  والشيخ ماء العينين وجهاده العلمي والوطني، لشبيهنا حمداتي ماء العينين.

–  مجمع البحرين في مناقب الشيخ ماء العينين،لمحمد العاقب بن مايابى.

–  أحمد الشمس الحاجي في خاتمة كتابه النفحة الأحمدية.

وجاء فيها مايلي:” هو الشيخ أحمد بم محمذن انفال الملقب الشمس بن عبد الله بن المختار من قبيلة إدولحاج ولد في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. كان رحمه الله من كبار مريدي الشيخ ماءالعينين قدم على الشيخ ماء العينين ولازمه طويلا وأخذ عنه علوم الفقه والأصول والمصطلح والتفسير واللغة…، عينه الشيخ ماء العينين مقدما على زاويته في فاس فكان واسطته ومبعوثه لدى سلاطين المغرب كما لعب دورا في رصد الصورة السياسية ” المشحونة بتحركات الفرنسيين ونوياهم في احتلال المغرب” في فاس ونقلها للشيخ ماء العينين.كان مبعوثًا للشيخ ماء العينين إلى فاس ومقدم زاويته بها، ونسّاخًا للكتب في مجلسه. بعد وفاة الشيخ ماء العينين هاجر إلى الحجاز واستقر بالمدينة المنورة حتى توفي  سنة 1924. كانت له مكانة طيبة لدى العثمانيين وأهل الحجاز. له قصائد نشرت في كتاب: «الأبحر المعينية في بعض الأمداح المعينية». وقد ألف النفحة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية – مطبعة الجمالية – القاهرة 1911م (ختم الكتاب بعرض مسهب عن الحركة الأدبية التي دارت حول الشيخ ماء العينين)”.

–  كما جمع أحمد تكرور اليعقوبي نبذة من فوائده وجمع ابنه الشيخ النعمة ما قيل فيه من الشعر في كتاب الأبحر المعينية فبلغت زهاء خمسمائة وعشرين شاعرا، وقد حقق جزأها الأول الأستاذ أحمد مفدي، كما حقق الجزء الثاني محمد المداح المختار ضمن أطروحات جامعية بالمملكة المغربية.

–  المختار بن حامد: ترجمة الشيخ ماء العينين، جزء القلاقمة.

–  موسوعة حياة موريتانيا (نسخة المعهد الموريتاني للبحث العلمي)، كما أن له ترجمة في دائرة المعارف الإسلامية.

–  وانظر المواقع التالية:

=https://www.arrabita.ma/contenu.aspx?C=2314&S

6=https://www.arrabita.ma/contenu.aspx?C=2314&S

http://www.maghress.com/almassae/2846

وبالنسبة لمقدم زاويته بفاس المذكور فقد ولد في منتصف القرن 13هـ/19م، و نجد من مؤلفاته: – النفحة الأحمدية في بيان الأوقاف المحمدية، طبع بمطبعة الجمالية، القاهرة، سنة 1911- نظم قصائد نشرت في كتاب الأبحر المعينية في بعض الأمداح المعينية، لمحمد العيش النعمة. ونجد مما يقوله في مدح شيخه ماء العينين الذي أخذ عنه عدة علوم منها الفقه والأصول:

                          تــرى الوفــود إذا أزمة أزمـــت        محلقيــن عليـــه طالبيـــن يدا

وانظر:

*عبد السلام ابن سودة، (إتحاف المطالع)، ج2، ص435.

* محمد العيش النعمة،(ديوان الأبحر المعينية)، تحقيق أحمد مفدي، كلية لآداب، ظهر المهراز، رسالة جامعية مرقونة.

*موقع معجم البابطين لشعراء العربية مع مصادر ترجمته

* موقع مجلة الدارة (السعودية)، رقم 2، السنة 1431هـ مقال:”دور العلماء الشناقطة“، لمحمد فال ولد سالم.

[5] انظر: عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي، معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2003، ص. 203.

[6] انظر: المختار السوسي، المعسول، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، 1960،ج4، ص 18

[7] أبي عبد الله محمد بن جعفر  بن إدريس الكتاني، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، دار الثقافة،البيضاء، 2004، ج3، ص.( 489-490).

[8]  معجم الشيوخ، م.س، ص 217-218. وانظر ترجمته في إتحاف المطالع، م .س ، ج1، ص. 385.

[9] انظر: فهرسة محمد بن قاسم القادري، إتحاف أهل الدراية بما لي من الأسانيد والرواية، لمحمد بن قاسم القادري، دار ابن حزم، بيروت، 2004، ص69-71

[10]  معجم الشيوخ، م.س، ص46-48. وانظر ترجمته عند كل من:

*عبد السلام ابن عبد القادر  بن سودة المري:-(إتحاف المُطالع)، م.س، ج2، ص. 404.- (الدليل )، دار الكتاب، البيضاء، ج1،1960، ص.77.-

*عبد الرحمان بن محمد الباقر الكتاني، أعلام المغرب في القرن الرابع عشر، جمع نور الهدى الكتاني وتحقيق محمد حمزة بن علي الشريف، دار البيارق، الأردن، الطبعة الأولى،1421/2001، ص 85.

*خير الدين الزركلي، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة14، 1999، ج7، ص.9.

*  محمد بن الحسن الحجوي، مختصر العروة الوثقى، مخطوط بالخزانة العامة، الرباط، تحت رقم 144، ص 37.

[11] وانظر ترجمته عند كل من:

*(إتحاف المطالع)، م.س، ج2، ص435.

*(سل النصال)، م.س، ص29-31.

*فهرس الفهارس والأثبات، لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1982، ج2، ص 1112-1114، رقم الترجمة 626.

*شجرة النور الزكية، لمحمد بن محمد مخلوف، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى،1931، ص435.

* معجم المطبوعات المغربية، للقيطوني، مطاع سلا تبريكت، 1988، ص363-365.

*معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف سركيس، مكتبة الثقافة الدينية، لبنان، بدون سنة، ص1917.

*(أعلام المغرب)، م.س، ص156.

*دليل مؤرخ المغرب الأقصى، م.س، ج1، ص143.

*الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلام، لمحمد الحجوي الثعالبي الفاسي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1995، ج2، ص379، رقم الترجمة: 824.

*الأعلام، للزركلي، م.س، ج7، ص. 114.

[12] نشرت مع فهرسة الوزاني في دار ابن حزم في بيروت وانظر: الفهرسة الصغرى، لأحمد ابن الخياط، دار ابن حزم، بيروت، 2005، ص147.

[13] انظر: الفهرسة الصغرى، لأحمد ابن الخياط، دار ابن حزم، بيروت، 2005، ص147.

[14] (معجم الشيوخ)، م.س، ص99-103. وانظر ترجمته عند كل من:

*(إتحاف المُطالع)، م.س، ج2، ص437.

* (سل النصال)، م.س، ص32-33.

*(أعلام المغرب)، م.س، ص48.

*دليل مؤرخ المغرب الأقصى، م.س،ج1، ص142، ج2، ص302-327، رقم الترجمة 1392.

*(فهرس الفهارس)،لعبد الحي الكتاني، م.س، ج1، ص387 -389، رقم الترجمة 191.

* فهرسة محمد بن الحسن الحجوي، دار ابن جزم، بيروت، 2003، ص83.

*شجرة النور الزكية، م.س، ص436، رقم الترجمة: 1716.

*الأعلام، للزركلي، م.س، ج1، ص250.

* معجم المطبوعات، للقيطوني،م.س، ص 105-106، رقم الترجمة: 258.

*الأعلام الشرقية، لزكي محمد مجاهد، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1994، ج1، ص 274.

*(الفكر السامي)، لمحمد الحجوي ،م.س، ج2، ص381.

*(الدرر البهية)، للفضيلي، ج2، ص60، طبعة حجرية، بدون تاريخ.

*مختصر العروة الوثقى، لمحمد بن الحسن الحجوي، مخطوط بالخزانة  العامة في الرباط، تحت رقم:144.ص35.

[15] السفر الصوفي،لمحمد بن جعفر الكتاني،تحقيق أسامة الكتاني والزمزمي الكتاني،دار الكتب العلمية،بيروت،2005ص. 4.

[16] السفر الصوفي،م.س،ص.38*

[17] نفسه،ص.( 32-33).

[18] نفسه، ص.5.

[19] انظر:(سل النصال)، م.س، ص (43-46).

[20] انظر:محمد حمزة الكتاني، منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004، ص152-156، مع قائمة لمصادر ترجمته.

[21] (سل النصال)، م.س، ص(61-63).

[22] (سل النصال)، م.س، ص (145-147).

[23] (اتحاف المطالع)، م.س، ج2، ص(527-528).

[24] (سل النصال)، م.س، ص152.

[25] (السفر)، م.س، ص9. وانظر:* مقدمات تحقيق مؤلفاته المنشورة:*الفهرسة الكبرى، لأحمد ابن الخياط، دار ابن حزم، بيروت، 2005، ص26-27.

[26] انظر: الفهرسة الكبرى، لابن الخياط، م.س، ص34-35.

[27] معجم المطبوعات، للقيطوني، ص262.

[28] (سل النصال)، م.س، ص190.

[29] محمد بن الفاطمي ابن الحاج  السلمي، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء ،1992 ،ص.411.

[30] مقدمة (معجم الشيوخ)، م.س، ص(3-5). وانظر ترجمته عند كل من: *عبد السلام ابن سودة: (اتحاف المطالع)، ج2، ص581. و دليل مؤرخ المغرب الأقصى، ج1، ص (75-79-92). *الأعلام، لخير الدين الزركلي، ج3، ص279-280. *أعلام المغرب العربي، لعبد الرحمان الكتاني، ص66-181.*شجرة النور الزكية، لمحمد بن محمد مخلوف، ص.434.

[31] محمد امحمد الطوير، تاريخ حركات التحرر من الاستعمار في العالم خلال العصر الحديث،منشورات تانيت، الرباط، 1998، ص126.

[32] نص الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة بمناسبة الذكرى الثلاثين للمسيرة الخضراء، الرباط، 2005-11-6. وانظر: موقع حكومة المملكة المغربية:  http://www.maroc.ma/NR/rdonlyres

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق