الرابطة المحمدية للعلماء

وزراء البيئة في‮ ‬الدول‮ ‬57‮ ‬الأعضاء في‮ ‬منظمة المؤتمر الإسلامي

ينـاقشـون الوثـائـق التأسيسيـة للعـمـل البـيـئي‮ ‬والتـنـمــوي

يعقد المؤتمر الإسلامي‮ ‬لوزراء البيئة،‮ ‬غداً‮ ‬الثلاثاء وبعد‮ ‬غد،‮ ‬في‮ ‬مدينة الحمامات التونسية،‮ ‬دورته الرابعة،‮ ‬برعاية الرئيس التونسي‮ ‬السيد زين العابدين بن عليّ‮. ‬ويعقد المؤتمرَ‮ ‬المنظمةُ‮ ‬الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ والرئاسةُ‮ ‬العامة للأرصاد وحماية البيئة في‮ ‬المملكة العربية السعودية،‮ ‬بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي،‮ ‬وبالتعاون مع وزارة البيئة والتنمية المستديمة في‮ ‬الحكومة التونسية‮.‬

وسيناقش وزراء البيئة في‮ ‬الدول السبع والخمسين الأعضاء في‮ ‬منظمة المؤتمر الإسلامي،‮ (‬مشروع الاستراتيجية الإسلامية حول إدارة مخاطر الكوارث وانعكاسات التغيّرات المناخية‮)‬،‮ ‬و‮(‬مشروع الاستراتيجية الإسلامية حول تعزيز النجاعة الطاقية وتشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجدّدة‮). ‬وهما مشروعان بالغا الأهمية،‮ ‬سيكونان بمثابة القاعدة الصلبة للعمل الإسلامي‮ ‬المشترك في‮ ‬مجال البيئة،‮ ‬الذي‮ ‬يتكامل،‮ ‬من وجوه عديدة،‮ ‬مع العمل الإسلامي‮ ‬المشترك في‮   ‬مجالات أخرى،‮ ‬مثل التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي،‮ ‬والثقافة،‮ ‬والطفولة،‮ ‬وهي‮ ‬المجالات التي‮ ‬تشرف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة،‮ ‬على عقد المؤتمرات القطاعية الخاصة بها،‮ ‬بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي‮.‬

ويأتي‮ ‬انعقاد المؤتمر الإسلامي‮ ‬الرابع لوزراء البيئة،‮ ‬بعد ثماني‮ ‬سنوات من انعقاد الدورة الأولى في‮ ‬جدة بالمملكة العربية السعودية،‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬يونيو سنة‮ ‬2002‮. ‬وهو المؤتمر الذي‮ ‬وضع الأسس الأولى للعمل الإسلامي‮ ‬المشترك في‮ ‬مجال البيئة،‮ ‬باعتماده وثيقة تأسيسية مهمة تحمل عنوان‮: ‬‮”‬الإعلان الإسلامي‮ ‬حول التنمية المستدامة‮ ‬‮”‬‮. ‬وعلى أساس هذا الإعلان،‮ ‬تمَّ‮ ‬اعتماد وثيقة تأسيسية ثانية تحمل عنوان‮: ‬‮”‬تعهدات جدة للتنمية المستدامة‮”‬،‮ ‬في‮ ‬الدورة الثانية للمؤتمر المنعقدة في‮ ‬جدة في‮ ‬شهر ديسمبر سنة‮ ‬2006‮. ‬وفي‮ ‬ضوء الوثيقتين التأسيسيتين،‮ ‬تمَّ‮ ‬ضع‮ (‬الإطار العام للتنمية المستدامة في‮ ‬العالم الإسلامي‮) ‬الذي‮ ‬اعتمد في‮ ‬الدورة الثالثة للمؤتمر المنعقدة في‮ ‬الرباط بالمملكة المغربية،‮ ‬في‮ ‬شهر أكتوبر سنة‮ ‬2008‮. ‬وتطويراً‮ ‬لهذه الوثيقة،‮ ‬سيتم في‮ ‬الدورة الرابعة للمؤتمر التي‮ ‬تحتضنها الجمهورية التونسية‮ ‬يومَيْ‮ ‬5‮ ‬و6‮ ‬أكتوبر الجاري،‮ ‬مناقشة وثيقتين تأسيسيتين أخريين رابعة وخامسة،‮ ‬تحمل الأولى عنوان‮ ‬‮:‬‮ ‬‮”‬الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامي‮ ‬حول التنمية المستدامة‮ ‬‮”‬،‮ ‬وتحمل الثانية عنوان‮: ‬‮”‬برنامج العمل الإسلامي‮ ‬للاستفادة من صناديق التكيّف وآليات التنمية‮ ‬‮”‬‮.‬

وينطلق العمل الإسلامي‮ ‬المشترك في‮ ‬مجالَيْ‮ ‬البيئة والتنمية،‮ ‬من نتائج الدراسات الميدانية العلمية المعمّقة،‮ ‬سواء التي‮ ‬قامت بها المنظمات الدولية المختصّة،‮ ‬أو تلك التي‮ ‬أنجزتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافة،‮ ‬والتي‮ ‬تؤكد على العلاقة التبادلية المتينة بين حماية البيئة وسلامتها،‮ ‬وبين استيفاء شروط النموّ‮ ‬المتكامل المتوازن في‮ ‬المجالات كافة،‮ ‬الذي‮ ‬تَتَسَاوَى في‮ ‬الاستفادة منه،‮ ‬الأجيال الحالية والأجيال القادمة،‮ ‬ممّا‮ ‬يضمن الاستدامة والاستمرارية والشمول لحركة التنمية في‮ ‬جميع القطاعات،‮ ‬التي‮ ‬لا تكتمل العوامل الموضوعية المساعدة والدافعة لها،‮ ‬إلاَّ‮ ‬في‮ ‬بيئة نظيفة سليمة ومناخ صحي‮ ‬ملائم‮.‬

إن ذلك هو التحدّي‮ ‬الذي‮ ‬يواجه دول العالم عموماً،‮ ‬ويواجه دول العالم الإسلامي‮ ‬على وجه الخصوص،‮ ‬لاعتبارات كثيرة،‮ ‬منها ضعف الوسائل والآليات المستخدمة في‮ ‬حماية البيئة،‮ ‬وقصور الخطط والبرامج المعتمدة عن النهوض بالجهود التي‮ ‬تبذل في‮ ‬هذا المجال الحيوي‮ ‬وتطويرها‮.‬

ومن هنا تأتي‮ ‬الأهمية البالغة التي‮ ‬يكتسيها المؤتمر الإسلامي‮ ‬الرابع لوزراء البيئة،‮ ‬الذي‮ ‬سيفتتح أعماله‮ ‬غداً‮ ‬الثلاثاء،‮ ‬من أجل تعزيز العمل الإسلامي‮ ‬المشترك في‮ ‬مجال البيئة والتنمية،‮ ‬واستكمال آليات التنفيذ،‮ ‬من خلال التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء،‮ ‬في‮ ‬إطار المكتب التنفيذي‮ ‬الإسلامي‮ ‬للبيئة التابع للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة‮.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق