مركز الدراسات القرآنيةشذور

(وإنك لعلى خلق عظيم(2

أثنى الله عز وجل على سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ثناء فريدا، ونوّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى:  (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم 4]، ( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)[النساء من الآية 79]

وقد سئلت أم المومنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خُلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: “كان خلقه القرآن” أخرجه الإمام أحمد في مسنده، حديث رقم: (20302)، (42/183). وهو ما يؤكده قوله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” أخرجه البزار في مسنده عن أبي هريرة (15/364) والبيهقي في سننه، كتاب الشهادات، باب: بيان مكارم الأخلاق ومعاليها التي من كان متخلقا بها كان من أهل المروءة التي هي شرط في قبول الشهادة على طريق الاختصار، رقم: (20782).

والمراد بالخلق العظيم الوارد في آية سورة القلم، ما عند الله مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين. وهذا ينسجم مع خصائص رسالة الختم، فرسالة في حجم كمالها وجمالها، وعظمتها وشمولها، وتصديقها وهيمنتها، وحاكميتها وعالميتها، لا يمكن أن يحملها ويتحمل تبليغها إلى العالمين إلا الرجل الذي يرتقي إلى أفق العظمة الذي رسمته آية سور القلم، وهو فعل لن يقوم به إلا النبي الرسول الذي أثنى الله عز وجل عليه ووصفه بالخلق العظيم.

د.محمد المنتار

• مدير البوابة الإلكترونية للرابطة المحمدية للعلماء.
• رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق