الرابطة المحمدية للعلماء

هل الإسلام يتوافق مع الديمقراطية؟!

فيلدمان: الإسلام يسمح بالتوفيق بين
أحكامه الثابتة وبين الظروف المتغيِّرة في كل عصر!

قال الأكاديمي الأمريكي نوح فيلدمان (Noah  Feldman)، أستاذ القانون بجامعة هارفارد والمتخصِّص في القانون والفِقه
الإسلامي، إن الشعوب العربية والإسلامية تتطلّع إلى مثل ذلك النموذج الحديث من
الدولة الإسلامية القادِرة على التَّعامل مع عالم اليوم، وفي نفس الوقت الحِفاظ
على تقاليدها وقِيَمها المستمدّة من الشريعة الإسلامية.
 
وأشار فيلدمان في حوار مع موقع سويس إنفو (12 ماي 2008)
بمناسبة صدور كِتابه الجديد: “سقوط وصُعود
الدولة الإسلامية” (The fall and
ris of the Islamic state)، إلى أن الدولة في العصر الإسلامي تحلّت بسِمة أساسية من
سِمات الحُكم الدستوري، وهي التوازُن بين السلطات، وهذا هو السّبب الرئيسي -يقول
فيلدمان- في نجاح الدولة الإسلامية التقليدية على مدى قرون من الزمن…
 
وأضاف بأن رسالته من خلال هذا الكتاب للقرّاء في
الغرب هي: لا تتخوّفوا من تطلُّعات الشعوب العربية والإسلامية إلى مثل تلك الدولة
التي تجمع بين الديمقراطية والشريعة، بل تفهَّموا الشريعة في ضوء سِياقها التاريخي،
وتوصَّلوا إلى قناعاتكم الخاصة حول الكيفية التي يمكن بها التَّعامل مع الواقع
الجديد في العالم الإسلامي بطريقة تتَّسم بالمسؤولية، بدلا من الهروب من كلِمة
الشريعة دُون أن نفهم معناها ومدى تماشيها مع قِيم الديمقراطية وسيادة القانون….
 
وأكد البروفيسور فيلدمان في هذا الحوار إلى أن الشريعة
الإسلامية تتماشى مع حُكم القانون، لأن نظام الشريعة، في رأيه، يستنِد إلى سيادة
القانون وإلى فِكرة أن الجميع مسؤول عن احترام شرع الله والتمسُّك به… وبأنها
-أي الشريعة الإسلامية- على مدى تاريخ الحُكم الإسلامي، كانت دائما تتَّسم بقَدر
من المُرونة يسمح للمسلمين، بعد الالتزام بمبادئها الرئيسية، بالتوفيق بين أحكامها
الثابتة وبين الظروف المتغيِّرة في كل عصر.
 
وبيَّن البروفسور فيلدمان أن هناك جانبين لقلق الغرب
من الإسلام، يتعلق الجانب الأول بما يراه الغرب من تفضيل للرِّجال على
النساء، بينما لا يُدرك الغرب -يقول فيلدمان- أن الشريعة الإسلامية أتاحت للمرأة
منذ أربعة عشر قرنا حقوقا لم تكفلها القوانين الوضعية في بريطانيا وفرنسا حتى
القرن الماضي.
 
أما الجانب الثاني فيعود إلى نظرة الغرب إلى
الإسلام على أنه يشكِّل “الآخر” المختلف تماما عمَّا يمثله الغرب، ويُسقط
على الإسلام والشريعة كل الصِّفات التي تُجسِّد قلق وخَوف الغرب من ذلك
“الآخر المختلف”، وتتبارى وسائل الإعلام والشخصيات الغربية -يضيف
فيلدمان- في التركيز على أكثر التفسيرات تصلُّبا وجُمودا للشريعة لوصف الإسلام
والشريعة ككل، بشكل ينزع عنهما كلّ الجوانب الطيِّبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق