الرابطة المحمدية للعلماء

هجرة الكفاءات العلمية العربية ومعضلة التنمية؟

الإعلان عن التقرير الإقليمي للهجرة الصادر عن جامعة الدول العربية

تم الإعلان عن نتائج التقرير الإقليمي لهجرة العمل العربية الصادر عن جامعة الدول العربية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. والذي جاء تحت عنوان “هجرة الكفاءات نزيف أم فرص” ويعالج التقرير ظاهرة هجرة الكفاءات العربية من حيث حجمها وخصائصها ومحدداتها وتداعياتها سعيا إلى إطلاق حوار واسع حول هذه الظاهرة في علاقتها مع مختلف أبعاد التنمية والتكامل والاندماج الإقليمي العربي وبغرض إثارة القضايا حول مختلف أبعاد الظاهرة. 

وأورد التقرير عدداً من البيانات حول الكفاءات العربية المقيمة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تمثل مثالاً صارخاً للنقل المعاكس للمعرفة حيث فاقت أعدادهم المليون كفاءة من أصحاب الشهادات الجامعية العليا وهذا العدد يشمل فقط المولودين في دول عربية ولا يشمل الكفاءات المهاجرة إلى الدول الأخرى.

وأشار التقرير إلى أن هذه الظاهرة في استفحال مستمر طوال الفترات الأخيرة ويتوقع تناميها كذلك في الفترات المقبلة.

وقال التقرير إنه مع الاعتراف بكون هذه الكفاءات تمثل خسارة مركبة بدول المنشأ من حيث تكاليف أعدادها ومن حيث أدوارها الممكنة المطلوبة في جهود التنمية ولغياب دورها في بناء الأجيال الجديدة من الكفاءات وتطوير المراكز والخدمات العلمية فإن أغلب المساهمات تذهب إلى اعتبار الكفاءات العربية بالمهجر فرصاً جديدة لنقل وتوطين المعرفة والمساهمة في تفعيل السياسات التنموية في بلدان الأصل العربية.

وقال التقرير إن تعرض البلدان العربية والبلدان النامية عامة لهجرة كثيفة للكفاءات المتخصصة أو العاملة في قطاعات تنموية حيوية مثل قطاعي الصحة والتعليم يمثل في رأى مختلف التنمويين خسارة مهمة ونزيفا للعقول يعوق بشدة أي جهود تنموية قائمة أو مستقبلية.

وأضاف أن ما تشهده المنطقة العربية عامة وبعض بلداننا بصفة خاصة من نزيف للأطباء والعاملين بالقطاع الصحي عامة على سبيل المثال يثير قلقاً حاداً بهذا الخصوص يدعو إلى بلورة سياسات بديلة عاجلة.

وخلص التقرير إلى عدد من التساؤلات الهامة بشأن مدى قدرة الدول العربية على توفير الظروف اللازمة لتوظيف جيد لما تمثله جاليات الكفاءات العربية بالمهجر من إمكان تنموي وهل هناك مقاربة عربية إقليمية تمكن من تفعيل مساهمات الكفاءات المهاجرة والتي من شأنها أن تيسر هذا التوجه وتوفر فرصا أكثر وهل يمكن استثمار الأزمة المالية العالمية الحالية لإحداث تشبيك تنموي بين أصحاب الكفاءات ورجال الأعمال العرب أو بين رأس المال المعرفي ورأس المال العربي بما ينقل تحدى الأزمة المالية إلى فرصة.

ونبه التقرير إلى أن ظاهرة التنافس على جلب وتوظيف العقول والكفاءات في كافة أنحاء المعمورة تمثل أبرز تبعات أو تداعيات العولمة وأسواق العمل المعاصرة حيث ارتفعت نسبة المهاجرين من أصحاب التعليم العالي من مجموع المهاجرين في العالم بما يزيد عن 50 في المائة فقط خلال الخمس سنوات الفاصلة بين1995 و2000 وارتفع عددهم بذلك من 4ر9 ملايين إلى 7ر19 مليوناً خلال الفترة ذاتها. كما ذكر التقرير أن دول المغرب العربي تبرز باعتبارها الدول الأكثر إرسالا لهذه النوعية من العمالة، حيث بلغت الكفاءات العربية المهاجرة من هذه البلدان حوالي نصف الكفاءات المولودة بالبلدان العربية والمقيمة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتصل نسبتهم إلى 74% إذا أضيف إليهم اللبنانيون والمصريون..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق