هذا الكتاب شرح مفصل على مختصر خليل لكنه غير تام، ألفه العلامة المشارك أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، حفيد النوازلي الشهير أبي إسحاق إبراهيم بن هلال (ت 903هـ)، ولد ونشأ بسجلماسة عام 1113هـ، وأخذ عن جلة علماء عصره من أهل المغرب والمشرق، مما أهله إلى تصدر الريادة في علمي المنقول والمعقول إلى أن وافته المنية ببلده في 12 ربيع الأول سنة 1175هـ.
وقد قصد الهلالي من تأليفه هذا، والذي عدَّه تقييداً في شرح مختصر خليل، إلى «تنزيل المتن على نوازل وقتية حسان، وتذييله بمسائل لا يتجاوزها الاستحسان» واستهله بمقدمتين اشتملتا على مسألتين مهمتين؛ أولاهما في الحض على إخلاص النية، وثانيهما في ذكر فوائد التصنيف، ثم شرح ألفاظه لفظة لفظة على وجه التفصيل والبيان، بدءاً من البسملة، وانتهاءً بشرح قول المختصر في باب الطهارة: وفي التطهير بماء جعل في الفم قولان.
وبالرغم من عدم تتمة هذا الكتاب الفريد، إلا أن ما وُجد منه يثبت مشاركة مؤلفه في العلوم، وضلوعه فيها؛ فتوسعه في بيان اللفظة الواحدة ليس توسعا مملا، بقدر ما هو تحقيق للخلاف الناشئ في المسألة وعرض أدلة كل فريق حولها، خاصة إذا تعلق الأمر بما هو رواية؛ حيث تصبح معرفة أمانة الراوي من ضدها آكد وأولى، ولذلك نجد في ثنايا هذا الشرح شيئا من تراجم بعض الأعلام.
إلا أن ما يميز هذا الكتاب أيضا؛ هو عناية مؤلفه بالفتوى وما يتعلق بها من أحكام وشروط، وتحقيقه بعض المصطلحات الأصولية والفقهية، وتحريره بعض القواعد الفقهية الخلافية مثل قاعدة ما جرى به العمل، وهل هو مقدم على المشهور؟.
وقد سلك أبو العباس الهلالي في تقريراته واختياراته أسلوب الفنقلة، لكن في تواضع وأدب جم، وكان يعزو الأقوال إلى قائليها غالبا، ولم يغفل، رحمه الله، قوله: والله أعلم.
واستخلص مادة مُؤَلَّفه من أمَّات الفقه المالكي ومصادره، كالمدونة للإمام مالك (ت 179هـ)، التفريع لأبي القاسم عبيد الله بن الحسين بن الجلاب (ت 378هـ) والتلقين للقاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي ت 422هـ)، والمقدمات الممهدات لأبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الجد (ت 544هـ)، ومن كتب شروح الحديث، كالمسالك في شرح موطأ مالك لأبي بكر بن العربي المعافري (ت 543هـ)، ومن بعض شروح مختصر خليل، كمواهب الجليل للحطاب (ت 954هـ)، ومن كتب اللغة الصحاح للجوهري (ت 393هـ)، وأساس البلاغة للزمخشري (ت 538هـ)، ومنكتب التراجم، والعقائد، والرقائق.
ومما تجدر الإشارة إليه أن كتاب نور البصر في شرح المختصر تلقاه العلماء بالقبول الحسن حتى قال عنهمحمد بن الحسن الحجوي (ت 1376هـ): «لو كمل لأغنى عن غيره» ولذلك نجده في الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، وهو من الكتب الإصلاحية المجددة، ينقل من هذا الشرح ما يتعلق بحكم الإفتاء من الكتب مباشرة ، ومثله عند خاتمة نوازليي المغرب المهدي الوزاني (ت 1342 هـ) في المعيار الجديد، ونظمه قبلهما محمد النابغة بن عمر الغلاوي (تـ 1245هـ) في 314 بيتا، وسماه: بوطليحية.
الكتاب: نور البصر في شرح المختصر.
المؤلف: أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي (ت 1175هـ).
دراسة وتحقيق: أحمد فاضل؛ الحسين أبو الوقار؛ عبد العزيز أيت المكي.
التصحيح والتقديم: الدكتور إبراهيم الوافي.
الناشر: المجلس العلمي المحلي بعمالة إنزكان ـ أيت ملول.
الطبعة الأولى: 1435هـ/ 2014م.
الطبع: دار الأمان ـ الرباط.
• من مصادر الترجمة والكتاب: طبقات الحضيكي (1/ 116/ ت 127)، المعيار الجديد: (12/ 260، 323 ـ 329)،الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (2/ 344 ـ 345/ ت 766)، فهرس الفهارس: (2/ 1099 ـ 1102/ ت 617).
إعداد: د. بوشعيب شبون.
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ممكن ترشحون لنا بعض المكتبات في المغرب تعتني بالكتب المالكية
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على مجهودكم
هل الكتاب مطبوع