ندوة وطنية بأزيلال تبرز الدور الذي يضطلع به العلماء في خدمة والدفاع عن قضية الوحدة الترابية
أكد المشاركون في ندوة وطنية، يوم الثلاثاء الماضي، بجماعة بني عياط (إقليم أزيلال)، على الدور الذي يضطلع به العلماء في خدمة قضية الوحدة الترابية، من خلال العمل على التعريف بهذه القضية الوطنية عبر تنظيم محاضرات وندوات لتنوير الشباب داخل وخارج الوطن، والانخراط في الدفاع عنها بالدعاء، وتقديم كافة أشكال الدعم المعرفي والمعنوي وتشجيع وحدة الصف.
وشدد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها الطريقة البصيرية، على مدى يومين، بتنسيق مع المجالس العلمية المحلية لجهات كلميم - السمارة، العيون - بوجدور، وادي الذهب - لكويرة، تادلة - أزيلال، الشاوية - ورديغة، مراكش - تانسيفت - الحوز، والدار البيضاء الكبرى، بتعاون مع جمعية علماء سوس، على أهمية تفعيل الدبلوماسية الرسمية والموازية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وحماية حقوق ومصالح الوطن والمواطنين.
واستحضرت بعض المداخلات في هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، والي جهة تادلة - أزيلال عامل إقليم بني ملال محمد فنيد، وعامل إقليم أزيلال علي بيوكناش، وأساتذة وعدد من الباحثين، مضامين الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة، والذي دعا فيه جلالته كافة الفعاليات الوطنية إلى تعبئة مختلف الجهود لدحض مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وفي هذا الصدد، قال مولاي إسماعيل بصير، خادم الطريقة البصيرية، في كلمة افتتاحية، إن دعوة جلالة الملك لجميع مكونات الشعب المغربي لتضافر الجهود والدفاع عن الصحراء يقتضي من جميع مكونات المجتمع المغربي التعبئة القوية الشاملة واليقظة المستمرة للتصدي لأعداء الوحدة الوطنية.
ودعا السيد بصير، بالمناسبة، العلماء إلى المساهمة في تفعيل خطاب أمير المؤمنين، بالنظر لدور العلماء الرائد في تحسيس وتوعية المواطنين بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية، ووعيا لما للعلماء من تأثير في نفوس المغاربة الغيورين على وطنهم، وما يكنه المغاربة للعلماء من حب وكرم واقتداء، والعمل على فتح مراكز للتعبئة الشاملة الهادفة إلى تحسيس المواطنين بقضية الصحراء باعتبارها القضية الأولى للوطن.
من جهته، دعا محمد حافظ، رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال، إلى تكوين جبهة التعبئة الشاملة من أجل مصلحة الوطن العليا لإقناع المواطن داخل البلاد أو خارجه بضرورة الإقناع بعدالة قضية الوحدة الترابية دينيا وتاريخيا، مبرزا أن العلماء والمثقفين بصفة عامة لن تعوزهم الوسائل التي تهدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة باستخدام المنابر ودروس المساجد وعقد ندوات ومحاضرات في الأماكن العامة والمؤسسات التابعة للدولة وجمعيات المجتمع المدني.
وأكد على ضرورة أن تبادر بعض الزوايا بعقد ندوات للتعريف بعدالة القضية الوطنية بالحجج والبراهين العقلية والمنطقية بمساهمة الإعلام الرقمي والالكتروني، الذي له دور في اختراق الحدود لإقناع العالم وتعريفه بالتضليل والأكاذيب المصطنعة التي يتذرع بها الخصوم في الجوار.
من جانبه، قال اليزيد الراضي، رئيس المجلس العلمي لتارودانت، عن "جمعية علماء سوس"، إن علماء المغرب تبوأوا مكانة الصدارة في الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء، مؤكدين أن الصحراء أمانة في أعناق المغاربة أجمعين يجب الدفاع عنها بكل ما يملكون من جهد وخبرة ووسائل وعدم التفريط فيها والتخاذل بشأنها أو الاستسلام لمؤامرات أعداء وحدة المغرب الترابية.
وتمحورت، أمس الثلاثاء، أشغال هذه الندوة حول "الزاوية البصيرية الركيبية ومغربية الصحراء" و"المجالس العلمية في خدمة القضية الوطنية" و"الصحراء المغربية جدلية الحق والباطل" و"مشاركة العلماء في مسيرة الفتح ودورهم في التعبئة في قضيتنا الأولى" و"جهود العلماء في تعميق ثوابت الأمة المغربية ونصرة أولى قضاياها الوطنية" و"المسيرة وعبقرية الحسن الثاني وأمانة الأجيال".
وتمحورت مواضيع، يوم أمس الأربعاء، حول "دور الزاوية الركيبية والزاوية البصيرية في الجهاد ضد الاستعمار وخدمة القضية الوطنية"، و"المسيرة الخضراء .. مسيرة الفتح والوحدة"، و"الدبلوماسية الموازية في قضية الصحراء .. الأدوار والرهانات الكبرى"، و"الأخوة الدينية والوحدة الوطنية ودور العلماء في تحقيق ذلك"، و"دور علماء المغرب في الحفاظ على ثوابت الأمة عبر التاريخ".