الرابطة المحمدية للعلماء

ندوة علمية بالرباط حول كتاب “ونحن نبني حضارتنا” للمفكر التركي فتح الله كولن

شكل كتاب “ونحن نبني حضارتنا” للمفكر التركي فتح الله كولن محور ندوة علمية تنظمها, اليوم الخميس بالرباط, كلية الآداب والعلوم الإنسانية, بمشاركة مفكرين من المغرب والجزائر وتركيا ومصر.

وأبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيد لحسن الداودي, في كلمة القيت بالنيابة عنه خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء العلمي, الذي ينظم بتعاون مع مجلة “حراء “التركية, أهمية العلاقات التي تربط المغرب بتركيا والتي عرفت خلال السنوات الاخيرة انتعاشا شمل المجالات الاقتصادية والسياسية.

وأضاف السيد الداودي أن هذه التظاهرة , التي تندرج في اطار انفتاح الجامعة على محيطها الاقليمي , تشكل مناسبة لاحتكاك الادباء المغاربة بنظرائهم الاتراك وتعميق النقاش بشأن ما يواجهه العالمان العربي والاسلامي من تحديات .

وأبرز أن امتلاك عنصر التكنولوجيا الرقمية والاستغلال الجيد لوسائل الاعلام والاتصال يدخل ضمن الاولويات الكفيلة بمواجهة التحديات المطروحة, داعيا إلى الاستفادة من التجربة التركية على مستوى التربية والتعليم.

ومن جهته, أبرز عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط السيد عبد الرحيم بنحادة, أهمية التعاون بين الكلية ومجلة “حراء” التركية, مضيفا أن هذا اللقاء سيحتفي بالداعية والمصلح الاجتماعي التركي محمد فتح الله كولن, الذي يعتبر واحدا من أكبر المفكرين الذين تركوا بصماتهم في التاريخ الاسلامي المعاصر.

وأكد أن كولن استطاع بفضل تمكنه من ثلاث لغات ( العربية والتركية والفارسية ) أن يمتلك المداخل الاساسية لدراسة الحضارة الاسلامية من كل جوانبها, مبرزا الأهمية الكبرى التي أولاها هذا المفكر التركي للتعليم والتربية اقتناعا منه بدورهما في تحقيق التنمية والتقدم.

وفي كلمة تليت بالنيابة عنه توقف السيد أحمد بوكوس, عميد المعهد الملكي لثقافة الامازيغية, عند أهم إنجازات كولن العلمية, ورؤيته في كيفية النهوض من جديد بالمجتمع الإسلامي ومقومات هذه النهضة.

وبعد أن أشار إلى أن المفكر التركي أسس مدارس في مختلف بقاع العالم وأنشأت له كراسي علمية ببعض الجامعات العالمية, أبرز السيد بوكوس أن كولن كان مفكرا موسوعيا نهل من علوم مختلفة واطلع على مختلف التيارات الفكرية والفلسفية الغربية منها والشرقية.

أما مستشار مجلة “حراء” , مصطفى أوزجار أكد أن المفكر التركي كولن يمتلك مشروعا ثقافيا يحاول ايجاد الحلول للمعضلات المجتمعية يرتكز على نشر التعليم الراقي على أوسع نطاق, وبأعلى مستويات التطوير والتحديث ومسايرة متغيرات العصر, من خلال رؤية شمولية تتحرر من قيود الواقع وتتطلع إلى المستقبل, من دون التفريط في الخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية.

وأشار أوزجار إلى أن كولن استطاع أن ينشئ شبكة واسعة من المدارس والجامعات الراقية, ليس فقط في تركيا, وإنما في الدول الناطقة باللغة التركية في آسيا الوسطى, مبرزا مدى نجاح مشروع التربية والتعليم الذي بدأه فتح الله كولن ووضع على عاتقه مهمة إنجازه.

ويتضمن برنامج هذه الندوة العلمية, التي تنظم في إطار مسلك ماستر يحمل عنوان ” خصائص الخطاب الشرعي وأهميته في الحوار”, مناقشة عدة محاور في أربع جلسات, تتمحور الأولى منها حول” بناء العقل الحضاري وتشكيل السلوك المتمدن في النفوس”, والثانية حول “فلسفة البناء الحضاري ومقوماته عند الأستاذ محمد فتح الله كولن”, أما الجلسة الثالثة فتتعلق ب”الانبعاث الحضاري ومرتكزات الإصلاح عند المفكر الأستاذ فتح الله كولن”, فيما يتناول محور الجلسة الرابعة “عوامل النهوض الحضاري عند المفكر فتح الله كولن”.

ويعتبر فتح الله كولن, الذي ازداد سنة 1941, مفكرا إسلاميا وداعية تركيا , ألف نحو 60 كتابا, كما حصلت أعماله الفكرية على العديد من الجوائز, أغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين, والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم.

و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق