الرابطة المحمدية للعلماء

ندوة تؤكد أن الترجمة جسر للحوار الحضاري وتذويب المسافات

أجمع المشاركون في ندوة حول “الترجمة والغيرية.. من أجل تواصل في ما بين الثقافات”٬ على أن الترجمة٬ باعتبارها فعلا معرفيا يقوم على نقل المضامين الفكرية والمعرفية للثقافات الأخرى٬ تشكل جسرا للحوار الحضاري ولتذويب المسافات الغيرية.

وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة٬ التي نظمتها الكلية متعددة التخصصات أخيرا٬ أن الترجمة هي الطريق إلى العالمية والتفاعل بين الشعوب والثقافات والتواصل العلمي والمعرفي بينها٬ مضيفين أن الترجمة بهذا المعنى تسهم من خلال منطق الأخذ والعطاء والاقتباس والإبداع والاستيعاب والإنتاج وفهم كافة المظاهر الفكرية والمعرفية والثقافية التي تعكس تصورات مختلفة ورؤيات للعالم.

وفي هذا الإطار٬ أبرز سعيد كريمي٬ أستاذ بالكلية متعددة التخصصات٬ في مداخلة بعنوان “الترجمة جسر لتذويب المسافات الغيرية”٬ أهمية الترجمة باعتبارها ضرورة حضارية وجسرا للعبور من ثقافة إلى أخرى٬ وكقناة قادرة على خلق حوار تفاعلي بين نمطين مختلفين من التفكير أو أكثر٬ وهو ما يتيح “بلورة مثاقفة إيجابية يسهم فيها كل طرف للتأسيس لأرضية مشتركة٬ قوامها الأخذ والعطاء”.

وأكد أنه بفضل هذا الفعل المعرفي تفككت الأنساق الثقافية الجاهزة من التمثلات حول “الغير” المختلف عقديا وإثنيا ولغويا وثقافيا٬ والتي أسهمت في خلقها الصراعات الدينية والسياسية والمذهبية والطائفية٬ مضيفا أن “هذا ما يجعلنا نؤكد على الدور الحيوي الذي لعبته٬ وستلعبه الترجمة على مر العصور٬ حيث تسهم في تكسير الجليد بين الغيريات وتقريب المسافات بينها٬ وتدفع في اتجاه خلق حوار دائم ومستمر بين كل الأنساق الفكرية والثقافية المختلفة”.

بدوره٬ أكد محمد قادة٬ أستاذ بجامعة مستغانم بالجزائر٬ في عرض حول “الترجمة وخصوصية النص .. السياق والنسق”٬ على الحاجة إلى حقول الترجمة بمختلف تنوعاتها المعرفية أكثر من أي وقت مضى باعتبارها العامل الحاسم في فك معضلة النهضة والتقدم وفهم التحولات والتغيرات التي يعرفها عالم اليوم من تطورات في المواقف والأوضاع والنظم سواء تعلق الأمر بالميادين العلمية والثقافية أو الإيديولوجية.

أما عبدالله بريمي٬ أستاذ بالكلية متعددة التخصصات٬ فتطرق من خلال موضوع “الترجمة تفاوض بأمر آفاق إنتاج النص”٬ إلى الترجمة باعتبارها حدثا يحكي تجربة الاصطدام بالحدود الخاصة والأمل في الخروج من بوتقة الانسداد٬ مضيفا أن هذا الفعل يعد “تجربة ما نفعله فعلا أو نفهمه ونقوم بتصريفه عبر اللغة”٬ وهي على ضوء ذلك يمكن النظر إليها بوصفها عبورا وانتقالا فكريا من لغة إلى أخرى عبر الفهم و التأويل.

وتضمن برنامج الندوة٬ التي تندرج في إطار التفكير في العلاقة التي تجمع بين الترجمة والغيرية٬ تنظيم جلسات عملية همت “فقه الترجمة والترجمة والفلسفة” و”الترجمة والمثاقفة” و”الترجمة جسر للجوار والالتقاء بالآخر” و”في شعرية الترجمة وترجمة الشعر والأدب” و”الترجمة والنص الديني”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق