الرابطة المحمدية للعلماء

ندوة الفقيه المحدث العلامة عبد الرحمن التغرغرتي

الإسهام العلمي للعلامة التغرغرتي في مجالات الحديث والفقه والسيرة النبوية والتصوف

نظم المجلس العلمي المحلي لتارودانت بالتعاون مع مدرسة إيمي نوادي العتيقة بدائرة تاليوبن إقليم تارودانت يوما دراسيا حول العلامة عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي(نحو 1192 – 1278هـ) يوم السبت 2 شعبان 1430 الموافق 25 يوليوز 2009 بمدرسة الرحمن بتغرغرت، وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة أعمال المجلس العلمي المحلي لتارودانت التي تهدف إلى التعريف بأعلام منطقة سوس، وفي هذا السياق سبق الاحتفاء بالقاضي رشيد المصلوت، والأستاذ أحمد الزيتوني، والأستاذ البشير توفيق، والوزير أحمد أكنسوس، والقاضي عبد الحميد الصوفي…

وقد تناول الباحثون المشاركون  في هذا الندوة  بالدراسة والتحليل البيئة التي نشأ فيها العلامة المحتفى به وأسرته ونشأته ودراسته وأعماله ومؤلفاته المتعددة، وقد افتتحت أعمال اليوم الدراسي بتلاوة آيات بينات من كتاب الله تعالى تلتها كلمة المجلس العلمي المحلي لتارودانت ألقاها الأستاذ مبارك متقي عضو المجلس، ثم كلمة المحتفى به ألقاها حفيده عبد الرحمن بن الطيب المنذر، وختمت هذه الجلسة بقصائد لكل من الشعراء البشير بن الطاهر الإفراني عميد مدرسة تيمولاي بإفران الأطلس الصغير، وإبراهيم أيت بونصر عميد مدرسة تامسولت بتارودانت، وأحمد يحيا التجاجتي عميد مدرسة أيت وافقا بإقليم تزنيت، وأحمد نجيب عميد مدرسة اوزون بإقليم تارودانت، إضافة إلى قصيدة باسم طلبة المدرسة العتيقة إيمي نواداي.

وكانت محاور اليوم الدراسي على هذا النحو:

* المحور الأول بيئة العلامة عبد الرحمن التغرغرتي وحياته، وضمن العروض التالية:

  – منطقة تيغرغرت جغرافيا وتاريخيا وبشريا، للأستاذ الحسين أيت بو الحسن، الذي تحدث عن المنطقة التي نشأ بها العلامة التغرغرتي وما تتميز به من الناحية الجغرافية وما مر بها من أحداث اعتمادا على المتداول من الوثائق والروايات الشفوية.

– مدرسة تيغرغرت ماضيا وحاضرا، للأستاذ محمد حيان عضو المجلس العلمي المحلي للدار البيضاء الذي تناول تاريخ المدرسة منذ تأسيسها على يد العلامة التغرغرتي واعتكافه فيها على التدريس إلى وقتها الحاضر في عهد حفيده الأستاذ الطيب المنذر.

– حياة العلامة عبد الرحمان التغرغرتي العلمية والعملية، للأستاذ عبد الرحمن بن الطيب المنذر، مساعد الفقيه بالمدرسة، الذي استعرض سيرة جده الأعلى وتحدث عن نشأته ودراسته وشيوخه ثم تأسيسه المدرسة واعتكافه فيها على التدريس والتأليف وانفتاحه على مجتمعه بالتثقيف والتوجيه والعمل والتكسب وممارسة أسباب المعاش.

* المحور الثاني، الإنتاج العلمي للعلامة عبد الرحمان التغرغرتي: تناول فيه الأساتذة المشاركون مختلف جوانب الإسهام العلمي للعلامة التغرغرتي في مجالات الحديث والفقه والسيرة النبوية والتصوف، وكانت العروض على النحو التالي:

– كتاب ” ذيل طبقات الشعراني” للأستاذ الدكتور اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي لتارودانت وعضو المجلس العلمي الأعلى، الذي تناول في هذا العرض مؤلفا تاريخيا مهما للعلامة المحتفى به خصه للترجمة لشيوخه وبعض من عاشوا في عصره، ومن أهم ما تميز به انفراده ب 15 ترجمة لا توجد في غيره من كتب التراجم.

    – المختصرات الحديثية للعلامة التغرغرتي، للأستاذ الدكتور أحمد فكير عضو المجلس العلمي المحلي لتارودانت والأستاذ بكلية الآداب بأكادير، تحدث عن المختصرات الحديثية للعلامة المذكور وعددها 6 مؤلفات وقف منها على 4 مؤلفات حلل منهج التغرغرتي في اختصارها ومقاصده من ذلك.

    – كتاب مختصر نسيم الرياض، تحدث عنه الأستاذ عبد الرحمان الجشتيمي عضو المجلس العلمي المحلي لتارودانت مبرزا أهميته في تلخيص مؤلف القاضي عياض، ومبرزا المنهج المتبع.

    – كتاب مفتاح البركة، درسه الأستاذ حسن بواركان الطالب الباحث بكلية الشريعة بأكادير، الذي أشار إلى هذا الجانب العلمي من حياة العلامة التغرغرتي، فقد عرف عنه اهتمامه بممارسة أسباب المعاش خاصة الفلاحة، وقد دفعه ذلك إلى تأليف هذا الكتاب ليبرز أهمية الاشتغال بالأعمال في تحقيق عمارة الأرض كما أراد الله تعالى وأوصى رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك.

    – مختصر شرح زروق للحكم العطائية، للأستاذ الدكتور مصطفى المسلوتي من كلية الآداب بأكادير، تتبع فيه تعامل التغرغرتي مع شرح زروق للحكم وأسلوبه في الاختصار وسبب إقدامه على ذلك، مركزا على أهمية الجمع بين التربية السلوكية والتفقه في الدين مما يحفظ السالك والفقيه معا من الزيغ والضلال.

    وقد نظم على هامش الندوة ـ التي قام بتسيير جلستيها كل من الأستاذ الدكتور محمد الحاتمي، والأستاذ الدكتور المهدي السعيدي من كلية الآداب بأكادير ـ معرض لمخطوطات العلامة التغرغرتي خاصة مؤلفاته الخطية التي مازالت محفوظة لدى أسرته، ومتاحة للباحثين الراغبين في الاطلاع عليه والاستفادة منها.

يذكر أن العلامة التغرغي ولد نحو سنة 1190هـ بقرية إيمي واداي بقبيلة إنداوزال ودرس بعدة مدارس قبل أن يبني مدرسته الخاصة ويعتكف فيها على التدريس والتوجيه والدعوة فأخذ عنه طلبة كثيرون واستفاد منه جم غفير من الناس، كما ترك عدة مؤلفات ذكرناها، وكان مهتما بالحديث على غير عادة أهل زمانه وشغوفا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى وفاته رحمه الله عام 1278هـ، واستمر أبناؤه وأحفادهم في العناية بمدرسته حتى عهد عميدها الحالي الأستاذ الفقيه الطيب المنذر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق