الرابطة المحمدية للعلماء

“نداء إلى أمنا” آخر صرخات الاستغاثة من هذا الكُويكِب

كاتب مغربي “يُترجم” شكوى الأرض لبناتها القارات الخمس من جور الإنسان

صدر حديثا للكاتب المغربي الحسين غلابي عن دار النشر بباريس كتاب باللغة الفرنسية بعنوان “نداء إلى أمنا”، وذلك عن دار النشر “لاسوسيتي دي زيكراف”، حيث يتناول الكتاب، الذي يقع في 86 صفحة من الحجم المتوسط، العلاقة القائمة بين الأرض والإنسان وشكوى الأرض إلى بناتها القارات الخمس (أفريقيا، أمريكا، أوروبا، آسيا، أستراليا) من جور الإنسان.

ويتطرق الكاتب، وهو من مواليد سنة 1955 بقرية نائية بالجماعة القروية لابزو بالأطلس الكبير، لهذه العلاقة خاصة في العقود الأخيرة، في إطار حوار صريح، جمع الأرض التي مثلها الكاتب بالأم مع بناتها الخمس، كما يتناول ما تتعرض له الأرض على أكثر من مستوى من تدهور متزايد بفعل تصرفات سكانها “الذين أصيبوا بالجنون وأصبحوا مضطربين وتسرب إليهم فيروس غريب إلى درجة أنهم أضحوا يعتدون على الأطفال والأبرياء” على حد تعبير الكاتب.

وجاء في الكتاب، الذي انفردت وكالة المغرب العربي للأنباء، بعرض أهم حيثياته، أن الأرض ضاقت ذرعا بالوضع المتردي الذي آلت إليه بفعل الإنسان الذي ما فتىء يلحق بها أضرارا بيئية بليغة من شأنها أن تهدد ما تقوم به من مهام متعددة من أجل حياة هذا الإنسان وغيره من الكائنات” وقررت الأرض، ولأول مرة، أن تجمع بناتها الخمس لإبلاغن بالأمر.

وقد كان الاجتماع الذي دعت إليه الأرض في أواخر القرن الماضي، مناسبة كشفت فيه الكرة الأرضية عن معاناتها مع الإنسان الذي قالت إنه تجاوز المسموح به وأضحي أكبر مصدر يقلقها لأنه “لم يعد يتوقف عن إلقاء النفايات السامة، وبدل أن يعمل على إشاعة التفاهم والحب، بقوم بزرع بذور الكراهية والعنف على كافة المستويات سواء في الطرقات أو في الملاعب أو المدارس وغيرها”.

وأضافت الأرض مخاطبة بناتها الخمس أن سكانها الذين “عملت كل ما في وسعي لكي أوفر لهم ضوء وحرارة النهار وكذا هدوء وراحة الليل وأقطع آلاف الكيلومترات من أجل أن يتمتعوا بجمال فصل الربيع ويستفيدوا من الاستحمام في فصل الصيف، علاوة على كوني آويت وأطعمت ملايير المخلوقات، لم يتوقفوا عن التدمير والنحيب والتشكي.. إنهم يطمحون إلى السلم غير أنهم لا يعبدون الطريق لذلك، ويريدون العيش الكريم لكنهم يدمرون ويهدرون الخيرات، يريدون الأمن غير أنهم يكسرون سقفي ويزرعون الرعب والكراهية، يريدون الجو الجميل لكنهم يلوثون رئتي ويشوهون وجهي”.

ودعت القارات الخمس إلى مضاعفة الجهود للحد من توجه الإنسان هذا “لأنه لم يعد له الحق في السير على هذا المنوال، فالإنسان المعاصر يسير في اتجاه أن يصبح القاتل الأكثر وحشية في التاريخ، ذلك أنه يختفي بعد مقام قصير ويخلف خسائر لا تعوض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق