مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

نحو قراءة نصّيّة في بلاغة القُرآن والحديث

  صـدر حديثا: لفضيلة أ.د. عـبد الرحمن بـودرع حفظه الله، كتـاب «نحو قراءة نصّيّة في بلاغة القُرآن والحديث» عن إدارة البُحوث والدّراسات الإسلاميّة بقَطَر، ضمن سلسلة كتاب الأمّة، ط.1 / ربيع الأول 1434 هـ / يناير 2013 م، العدد 154، السنة 33، الذي يقع في نحو 190 صفحة من الحجم المتوسط.

يَعرضُ هذا الكتاب لِتَطْبيقِ قَواعِدَ وَنَظراتٍ مِن لسانياتِ النّصّ وتَحْليل الخِطابِ، عَلى نُصوصٍ القُرآنِ الكَريم من خلالِ رؤيَة عُلماءِ القُرآنِ وبلاغيّيه القُدَماء، وذلِكَ لإِخراجِ المَعرِفَةِ اللُّغَوِيَّةِ مِنْ إِطارِها النَّظَرِيِّ المَسْطورِ في مُصَنَّفاتِ النَّحْوِ واللّغَةِ والبَلاغَةِ إلى مَيْدانِ التّطبيقِ عَلى نُصوصٍ بَليغَةٍ لَها قيمَةٌ عَمَلِيّةٌ وقُوّةٌ إِنْجازِيّةٌ واقِعِيّةٌ.

ومن أجلِ ذلِكَ فقَد عمدَ الباحث إلى استنطاقِ أحدَثِ مَناهجِ اللسانياتِ وهي ”لسانياتُ النّصّ وتَحليلُ الخطابِ”، بخصوص ما يُمكنُ أن تُقدّمَه من جَديدٍ في تحليلِ النصّ واستكشافِ بنياتِه الدّاخليّةِ والوُقوفِ على بَلاغَةِ تَماسُكِه وجَمالياتِ انسجامِ عناصرِه، والوُقوفِ على مَعانيه الكلّيّةِ التي لا يَقْوى نحوُ الجُملِ وحدَه على استكشافِها وبيانِها، وذلِكَ لما وُصِفَت به هذه المَناهجُ اللّسانيّةُ النّصّيّةُ من اكتشافِ بعضِ خُصوصياتِ النُّصوصِ، فلَم يعُد الاهتمامُ في تحليلِ النّصّ مَحصوراً في البَحثِ في الأصواتِ والمُفْرَداتِ المُعجميّةِ والتّراكيبِ والجُمَلِ، ولكنّه جاوزَ ذلِكَ إلى اقْتحامِ مُستوىً أكبرَ هو البنيةُ العامّةُ للنّصّ.

وتكمُنُ أهمّيةُ مَنْهجِ تَحليلِ هذا المُستوى الأكبَرِ، في أنّه يُقدّمُ مَعاييرَ “العلميّةِ” و”المَوضوعيّةِ” في الدّراسةِ؛ لأنّه ينبثقُ من الموضوعِ المَدْروسِ؛ وهذا لا يتوفّرُ إلاّ إذا كانَ المنهَجُ نفسُه نصّياً، أي إذا كانَ المنهجُ من جنسِ الموضوعِ ومن مادّتِه، وفي ذلِكَ نوعٌ من التّفاعُلِ المعرفيّ بين المنهجِ والنّصّ.

فالنّصّ يحكُمُ على المنهجِ بالانفتاحِ  والحَركيّةِ والاستجابَةِ الموضوعيّةِ لَه، وفي ذلِكَ أيضاً إثْباتٌ لسيادةِ النّصّ وهيمَنَتِه على المَنْهَجِ القارئِ وأداةِ القِراءَةِ ومُصطَلحِ الوَصْفِ والتّفسيرِ.

وقد تناول فضيلته في القسم الأول من الكتاب بلاغة النص في القرآن من خلال: مقاربة من زاوية علم لغة النص، ويشرح فيه منهج لسانيات النص القرآني وتحليل الخطاب، ثم بلاغة النص القرآني من خلال: النظم القرآني والسمت النظمي، كما يعرض لنماذج من القراءات النصية وهي القراءة التناسبية والقراءة البنائية والقراءة التساندية، بالإضافة إلى مظاهر بناء النص في القرآن الكريم.

أما القسم الثاني من الكتاب فتناول فيه بلاغة النص في الحديث النبوي من خلال: مقاربة من زاوية علم لغة النص ويشرح فيه: من مظاهر بلاغة النص الحديثي، من مقومات بلاغة النص في البيان النبوي، قيم لفظية وصوتية وأسلوبية في بلاغة النص النبوي، ويعرض لنموذج تطبيقي لتحليل بلاغة النص الحديثي.

والكتاب بحق يشكل مائدة فكرية،  فيها الفقه والنحو والصرف والحديث والتفسير والبلاغة .. تمكن القارئ من محاولة استيعاب نصوص الوحي، وتذوق إعجازها، كما أن المطلع على الكتاب، يجد فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع حفظه الله، قد ضبط النص بالشكل، وهذه ميزته في جل البحوث.

وللإشارة  فإن د. عبد الرحمن بودرع أستاذ التعليم العالي في كلية آداب تطوان، في اللغة واللسانيات، ورئيس وحدة اللسانيات وتقنيات تحليل النّص/ السلك الثالث ـ بآداب تطوان ـ ومنسّق فرقة البحث الأدبي والسّيميائي بآداب تطوان.

وقد شارك مؤخرا في المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية بالرياض ـ السعودية، ببحث “في لسانيات النص وتحليل الخطاب نحو قراءة لسانية في البناء النصي للقرآن الكريم” مطبوع ضمن بحوث المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية 6/04/1434هـ/16/2/2013م.

إعداد: ذ.محمد لحمادي
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق