مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةمفاهيم

مَعاني الأدوات في سورة المطففين، استقراءٌ ودراسة الحلقة : 5

 

الأنموذج الثاني عشر من الأدوات في السورة ” مِنْ ” وهذا بيانها:
1 – قال تعالى: ” مِن رَّحِيقٍ..” من هنا حرف جر,  ومعناها هنا: تبعيضية ، والمعنى يسقون من خمر في الجنة، بيضاء طيبة صافية ، لم تكدرها الأيدي، قد ختم على تلك الأواني فلا يفك ختمها إلا الأبرار.
2 – قال تعالى: ” مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ..” من هنا حرف جر مبني على السكون الذي حُرِّك إلى الفتح ؛ حتى لا يلتقي ساكنان، ومعنى من في الآية: سببية، قال ابن كثيرفي معنى الآية: يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين،  أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم. 
3- قال تعالى: ” مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ..”من معناها في الآية كالتي قبلها سببية، وإعرابها كمثيلتها السابقة ، ومعنى الآية: أي ففي هذا اليوم- يوم القيامة- يضحك المؤمنون من الكفار، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا جزاء وفاقا.
 4 – قال تعالى: ” مِنْ تَسْنِيمٍ” من في الآية حرف جر، مبني على السكون، ومعناها للتبعيض، قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية : أي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه.
الأنموذج الثالث عشر من الأدوات ” هَلْ ” وهذا بيانها:
1 – قال تعالى : ” هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ…” هل حرف استفهام، يدل على التقرير؛ أي قد جوزي الكفار، وقال ابن كثير في معنى الآية: أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقيص أم لا؟ يعني قد جوزوا أوْفَر الجزاء وأتمه وأكمله.
الأنموذج الرابع عشر من الأدوات ”  بَلْ ” وهذا بيانها:
1- قال تعالى ” بَل رَّانَ عَلَى قُلُوبِهِم…” بل حرف عطف، ويفيد الإضراب، والمعنى: أي: غطاها كسبهم أي غلب على قلوبهم حتى غمرها ما كانوا يكسبون من المعاصي.قال ابن كثير: أي ليس الأمر كما زعموا ولا كما قالوا : إن هذا القرآن أساطير الأولين، بل هو كلام الله ووحيه، وتنزيله على رسول الله (ص).وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا.
الأنموذج الخامس عشر من الأدوات ” عَنْ ” وهذا بيانها:
1 – قال تعالى : “عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمـَحْجُوبُونَ ” عن هنا في الآية حرف جر، ومعناها: المجاوزة المجازية، ومعنى الآية: (إنهم) أي هؤلاء المكذبين (عن ربهم يومئذ لمحجوبون) لا يرونه سبحانه ، وهو عز وجل حاضر ناظرلهم،  بخلاف المؤمنين، فالحجاب مجاز عن عدم الرؤية؛ لأن المحجوب لا يرى ما حجب، أو الحجب المنع والكلام على حذف مضاف، أي عن رؤية ربهم لممنوعون، فلا يرونه سبحانه؛ واحتج الإمام مالك على رؤية المؤمنين له تعالى من جهة دليل الخطاب، والا فلوحجب الكل لما أغنى هذا التخصيص، وقال الإمام الشافعي: لما حجب سبحانه قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضا.
الأنموذج السادس عشر من الأدوات ” ثُمَّ ” وهذا بيانها:
1 – قال تعالى: ” ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الْجَحِيمِ ” ثم في الآية حرف عطف مبني على الفتح، ومعنى العطف هنا : للاستبعاد، والمعنى : أي ثم إنهم مع الحرمان عن رؤية الرحمن لداخلو الجحيم وذائقو عذابها الأليم.
2 – قال تعالى: ” ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ” ثم في الآية حرف عطف ، مبني على الفتح، ومعنى العطف هنا: للتراخي ، والمعنى:  ( ثم يقال) أي لهم بعد مدة تبكيتا وتقريعا وتنديما وتبشيعا: (هذا) أي العذاب الذي هو حال بكم ( الذي كنتم) أي بما لكم من الجبلات الخبيثة (به) أي خاصة لأن تكذيبكم بغيره بالنسبة إليه لما له من القباحة، ولكم من الرسوخ فيه والملازمة له،  (تكذبون) أي توقعون التكذيب به وتجددونه مستمرين عليه.
الأنموذج السابع عشر من الأدوات في السورة ” أَلْ التَّعْريفية” وهذا بيانها:
1- قال تعالى:” وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ… ” أل التعريف هنا في “المطففين” مفيدة للجنس، ومعنى الآية:  (ويل) أي خسارة وهلاك ( للمطففين) قال أهل اللغة : المطفف مأخوذ من الطفيف، وهو القليل، والمطفف هو المقل حق صاحبه بنقصانه عن الحق، في كيل وزن، وقال الزجاح: إنما قيل للفاعل من هذا مطفف، لأنه لا يكاد يسرق من المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف الخفيف.وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه..وقال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: والمطفف الآخذ في وزن أوكيل طفيفا أي شيئا حقيرا خفيفا، ولهذا فسر الله تعالى المطففين الذين وعدهم بالخسار والهلاك، وهو الويل بقوله تعالى:  ( الذين إذا اكتالوا على الناس).
2- قال تعالى: ” الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا …” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ل ( المطففين)؛ والألف واللام في اسم الموصول زائدة لازمة،  والمعنى : الذين إذا استوفوا أخذوا الزيادة، وإذا أوفوا أو وزنوا لغيرهم، نقصوا فلا يرضون للناس ما يرضون لأنفسهم.
3- قال تعالى: ” عَلَى النَّاسِ…” أل التعريف هنا في الآية مفيدة للجنس، ومعنى: ( على الناس)- كما ذكر الإمام برهان الدين البقاعي في تفسيره نظم الدرر- أي خاصة بمشاهدتهم كائنين من كانوا لا يخافون شيئا ولا يراعون أحدا، بل صارت الخيانة والوقاحة لهم ديدنا.
4- قال تعالى: ” يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ…” أل التعريف هنا أيضا مفيدة للجنس، ومعنى الآية ( يوم يقوم) أي يوم يقفون على الأرجل ( الناس) أي كل من فيه قابلية الحركة يقفون في المحشر حفاة عراة خاشعين خاضعين لرب العالمين.
5- قال تعالى: ” لِرَبِّ الْعَالمَـِينَ..” أل التعريف في الآية هنا مفيدة للجنس، ومعنى الآية : ( لرب العالمين)؛ أي لأجل موجد  حكم الخلائق ومربيهم كلهم، فلا ينسى أحدا من رزقه، ولا يهمله من حكمه،ولا يرضى بظلم أحد ممن يربيه، فهو يفيض لكل من كل بحكم التربية، هكذا قال الإمام البقاعي.
6- قال تعالى: ” إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ” أل التعريف في : ” الفجار” مفيدة كذلك للجنس ومعنى الآية : ليس الأمر كما يذهب إليه الكافرون والمطففون من أنهم لا يبعثون ولا يعذبون؛ فإن صحائف أعمال الأشقياء الفجار، لفي كتاب جامع ، هو ديوان الشر دون الله فيه أعمال الشياطين والكفرة من الجن والإنس.
1- قال تعالى: ” يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ” أل التعريف في المكذبين تفيد الجنس، والمراد : أي شدة وعذاب يوم القيامة لجنس المكذبين، الذين يكذبون بالحق ، وبيوم الحساب والجزاء.
2- قال تعالى: ” الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ” : الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل، أو عطف بيان، أو صفة ل ” المكذبين” والمعنى: أي يكذبون بيوم الحساب والجزاء، ولا يصدقون بوقوعه، ولا يعتقدون كونه ويستبعدون أمره.
3- قال تعالى: ” بِيَوْمِ الدِّينِ” : أل التعريف،  في ” الدين” تفيد العهد،  والمراد كما سبق آنفا- يكذبون بيوم الجزاء والحساب، والفصل بين العباد.
4- قال تعالى: ” أَسَاطِيرُ الاَوَّلِينَ ” أل التعريف في الأولين مفيدة للجنس، ومعنى الآية: إذا تليت عليه آيات القرآن الناطقة بحصول البعث والجزاء، قال عنها : هذه حكايات وخرافات الأوائل سطروها وزخرفوها في كتبهم.
5- قال تعالى : ” لَصَالُوا الْجَحِيمِ” أل التعريف في الجحيم، تفيد العهد ومعنى الآية: قال النسفي: ( أي ثم إنهم بعد كونهم محجوبين عن ربهم، لداخلون النار) ويقال: الجحيم الباب الرابع في النار.
6- قال تعالى: ” ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ” الذي اسم موصول في محل رفع خبر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع نائب الفاعل،  والجملة من الفعل ونائب الفاعل معطوفة على ( إنهم لمحجوبون) لا محل لها من الإعراب، ومعنى الآية: ثم تقول لهم خزنة جهنم على وجه التقريع والتوبيخ: هذا العذاب الذي كنتم تكذبون به في الدنيا .
7- قال تعالى : ” إِنَّ كِتَابَ الاَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ” أل التعريف في الأبرار مفيدة للجنس، ومعنى الآية كما ذكر الإمام النسفي : ( أي ما كتب من أعمالهم) والأبرار: هم المطيعون لربهم لا يطففون ويؤمنون بالبعث، لأنه ذكر في مقابلة الفجار.
8- قال تعالى: ” يَشْهَدُهُ الْـمـُـقَرَّ بُونَ “، أل التعريفية في: ” المقربون”  تفيد أيضا الجنس ومعنى الآية – كما قال الإمام القرطبي- أي يشهد عمل الأبرار مقربو كل سماء من الملائكة.
9- قال تعالى: ” إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ” أل التعريف في الأبرار هنا أيضا مفيدة للجنس، والمعنى إن أهل الصدق والطاعة في الجنات يتنعمون.
10- قال تعالى: ” عَلَى الاَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ” أل التعريف في الأرائك تفيد الجنس، والمعنى المراد : أي على الأسرة المزينة بفاخر الثياب والستور، ينظرون إلى ما أعد الله لهم من أنواع الكرامة والنعيم في الجنة.
11- قال تعالى: ” نَضْرَةَ النَّعِيمِ” أل التعريف في النعيم مفيدة للجنس، قال القرطبي في معنى قوله: ( نضرة النعيم ) أي:  بهجته وغضارته ونوره يقال : نضر النبات : إذا أزهر ونور؛ أي إذا رأيتهم تعرف أنهم أهل نعمة، لما ترى في وجوههم من النور والبياض والحسن، ومن بهجة السرور ورونقه .
12- قال تعالى: ” فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ” أل التعريف في “المتنافسون” تفيد كذلك الجنس، والمعنى : أي وفي هذا النعيم والشراب الهنيء، فليرغب بالمبادرة الى طاعة الله، وليتسابق المتسابقون، قال الإمام الطبري: التنافس مأخوذ من الشيء النفيس الذي يحرص عليه الناس.
13- قال تعالى: ” عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمـُقَرَّبُونَ” أل التعريف في ” المقربون” مفيدة للجنس، ومعنى الآية : أي هي عين في الجنة يشرب منها المقربون صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة، وقال فخر الدين الرازي في التفسير: هي كقوله تعالى: ( يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ).
14- قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ…” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب، اسم (إن)؛ وأداة التعريف في اسم الموصول زائدة لازمة، والمعنى:  أي إن المجرمين الذين من طبيعتهم الإجرام وارتكاب الآثام..
15- قال تعالى : ” كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ب ( من) والجار والمجرور متعلق بالفعل في ( يضحكون) الآتي؛ وأداة التعريف في اسم الموصول أيضا زائدة لازمة ، ومعنى الآية: أنهم كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، مثل: عمار، وخباب وصهيب وبلال ( يضحكون): على وجه السخرية والاستخفاف.
16- قال تعالى: ” فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ” أل التعريف في (اليوم) مفيدة للعهد، والمعنى : ففي هذا اليوم- يوم القيامة- يضحك المؤمنون من الكفار كما ضحك الكفار منهم في الدنيا ، جزاءً وِفاقاً..
17- قال تعالى: ” مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ” أل التعريف هنا للجنس والمعنى – كما سبق آنفا- أي كما ضحك الكفار منهم في الدنيا مجازاة.
18- قال تعالى: ” عَلَى الاَرَائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ …” أل التعريف أيضا تفيد الجنس، والمعنى : والمؤمنون على أسرة الدر والياقوت، ينظرون إلى الكفار ، ويضحكون عليهم، من سوء الحال ، وإلى ماهم فيه من العذاب.
19- قال تعالى: ” هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ…” أل التعريف هنا مفيدة للجنس، والمعنى : أي هل جوزي الكفار في الآخرة بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين من السخرية والاستهزاء؟ نعم، فقد جوزوا أَوْفَر الجزاء.
الأنموذج الثامن عشر من الأدوات في السورة ” إِذَا ”  وهذا بيانها بالتفصيل:
خَصَّ صاحِبُ ” مغني اللبيب عن كتب الأعاريب” جمال الدين ابن هشام الأنصاري ” إذا ” بمبحث فريد في مسرد الأدوات ” التي سماها بالمفردات ، ويعني بها الحروف، وما تضمن معناها من الأسماء والظروف …” فذكر رحمه الله أن ” إذا” على وجهين:
أحدهما : أن تكون للمفاجأة ؛ فتختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في الابتداء، ومعناها الحال والاستقبال، نحو : ” خرجتُ فإذا الأسدُ بالباب” ومنه: ( فإذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) طه:20.( إذا لهُم مكْرٌ..) يونس:10-21، وبعدما فصل ابن هشام في هذا الوجه، انتقل إلى ذكر الثاني من وجهي ” إذا ” أن تكون لغير مفاجأة ؛ فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية، عكس الفجائية،  وقد اجتمعا في قوله تعالى: ( ثُمَّ إذا دَعاكُم دعوةً من الأرض إذا أنْتُم تخرُجُونَ ) الروم: 25.وقوله تعالى : ( فإذا أصابَ بِهِ مَن يشاءُ مِن عِبادِه إذَا هُم يَسْتَبْشِرونَ). الروم:  48  .
ويكون الفعل بعدها ماضيا كثيرا ومضارعا دون ذلك..”. المغني: ص: 126.
وقد وردت” إذا ” بهذا الوجه الثاني كثيراً في سورة المطففين،  نحو: 
1-قال تعالى: ” إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ ” وإعرابها: ” إذا ” ظرف لما يستقبل من الزمن، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بجوابه: ( يستوفون )، ومعناها هنا في الآية: ظرفية شرطية، والمراد في معنى الآية: أي إذا أخذوا من الناس ما أخذوا، بحكم الشراء ونحوه كيلا، يأخذونه وافيا وافرا.
2-قال تعالى : ” وَإِذَا كَالُوهُمُ ..” وإعرابها : “إذا” ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط، وهو متعلق بجوابه: ( يخسرون) أما معناها هنا: فإنها ظرفية صرفة.
ومعنى الآية: وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم للبيع ، ينقصون الكيل والوزن.
3- قال تعالى: ” إِذاَ تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا..” وإعرابها: إذا ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط،  مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه: ( قال)،  ومعناها هنا : ظرفية صرفة،  والمراد من معنى الآية: ( إذا تتلى عليه آياتنا ) أي: القرآن، قال ابن كثير: أي: إذا سمع كلام الله تعالى من الرسول يكذب به، ويظن به ظن السوء، فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل.
4- قال تعالى: ” وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ” وإعرابها: “إذا” ظرف لما يستقبل من الزمن ، تضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه: ( يتغامزون) ومعناها هنا : ظرفية صرفة، قال ابن كثير في معنى الآية: ( يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين، أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي : محتقرين لهم) .
5- قال تعالى: ” وَإِذَا انْقَلَبُواْ ..”  إعرابها : إذا:  ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط،  متعلق بجوابه : ( انقلبوا) ومعناها أيضا : ظرفية صرفة، ومعنى الآية:  أي وإذا انصرف المشركون ورجعوا إلى منازلهم وأهليهم، رجعوا متلذذين، يتفكهون بذكر المؤمنين، والاستخفاف بهم، وبالضحك منهم.
6- قال تعالى: ” وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ” وإعرابها : إذا ظرف لما يستقبل من الزمن ، تضمن معنى الشرط متعلق بجوابه(قالوا) ومعناها كذلك : ظرفية صرفة، أما معنى الآية : قال الإمام الألوسي في تفسيره ” روح المعاني” :(وإذا رأوهم ): وإذا رأوا المؤمنين أينما كانوا ( قالوا إن هؤلاء لضالون):  يعنون جنس المؤمنين مطلقا لا خصوص المرئيين منهم، والتأكيد لمزيد الاعتناء بِسَبِّهِمْ ./.  

الأنموذج الثاني عشر من الأدوات في السورة ” مِنْ ” وهذا بيانها:

1 – قال تعالى: ” مِن رَّحِيقٍ..” من هنا حرف جر,  ومعناها هنا: تبعيضية ، والمعنى يسقون من خمر في الجنة، بيضاء طيبة صافية ، لم تكدرها الأيدي، قد ختم على تلك الأواني فلا يفك ختمها إلا الأبرار.

2 – قال تعالى: ” مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ..” من هنا حرف جر مبني على السكون الذي حُرِّك إلى الفتح ؛ حتى لا يلتقي ساكنان، ومعنى من في الآية: سببية، قال ابن كثيرفي معنى الآية: يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين،  أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم. 

3- قال تعالى: ” مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ..”من معناها في الآية كالتي قبلها سببية، وإعرابها كمثيلتها السابقة ، ومعنى الآية: أي ففي هذا اليوم- يوم القيامة- يضحك المؤمنون من الكفار، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا جزاء وفاقا. 

4 – قال تعالى: ” مِنْ تَسْنِيمٍ” من في الآية حرف جر، مبني على السكون، ومعناها للتبعيض، قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية : أي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه.

الأنموذج الثالث عشر من الأدوات ” هَلْ ” وهذا بيانها:

1 – قال تعالى : ” هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ…” هل حرف استفهام، يدل على التقرير؛ أي قد جوزي الكفار، وقال ابن كثير في معنى الآية: أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقيص أم لا؟ يعني قد جوزوا أوْفَر الجزاء وأتمه وأكمله.

الأنموذج الرابع عشر من الأدوات ”  بَلْ ” وهذا بيانها:

1- قال تعالى ” بَل رَّانَ عَلَى قُلُوبِهِم…” بل حرف عطف، ويفيد الإضراب، والمعنى: أي: غطاها كسبهم أي غلب على قلوبهم حتى غمرها ما كانوا يكسبون من المعاصي.قال ابن كثير: أي ليس الأمر كما زعموا ولا كما قالوا : إن هذا القرآن أساطير الأولين، بل هو كلام الله ووحيه، وتنزيله على رسول الله (ص).وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا.

الأنموذج الخامس عشر من الأدوات ” عَنْ ” وهذا بيانها:

1 – قال تعالى : “عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمـَحْجُوبُونَ ” عن هنا في الآية حرف جر، ومعناها: المجاوزة المجازية، ومعنى الآية: (إنهم) أي هؤلاء المكذبين (عن ربهم يومئذ لمحجوبون) لا يرونه سبحانه ، وهو عز وجل حاضر ناظرلهم،  بخلاف المؤمنين، فالحجاب مجاز عن عدم الرؤية؛ لأن المحجوب لا يرى ما حجب، أو الحجب المنع والكلام على حذف مضاف، أي عن رؤية ربهم لممنوعون، فلا يرونه سبحانه؛ واحتج الإمام مالك على رؤية المؤمنين له تعالى من جهة دليل الخطاب، والا فلوحجب الكل لما أغنى هذا التخصيص، وقال الإمام الشافعي: لما حجب سبحانه قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضا.

الأنموذج السادس عشر من الأدوات ” ثُمَّ ” وهذا بيانها:

1 – قال تعالى: ” ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الْجَحِيمِ ” ثم في الآية حرف عطف مبني على الفتح، ومعنى العطف هنا : للاستبعاد، والمعنى : أي ثم إنهم مع الحرمان عن رؤية الرحمن لداخلو الجحيم وذائقو عذابها الأليم.

2 – قال تعالى: ” ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ” ثم في الآية حرف عطف ، مبني على الفتح، ومعنى العطف هنا: للتراخي ، والمعنى:  ( ثم يقال) أي لهم بعد مدة تبكيتا وتقريعا وتنديما وتبشيعا: (هذا) أي العذاب الذي هو حال بكم ( الذي كنتم) أي بما لكم من الجبلات الخبيثة (به) أي خاصة لأن تكذيبكم بغيره بالنسبة إليه لما له من القباحة، ولكم من الرسوخ فيه والملازمة له،  (تكذبون) أي توقعون التكذيب به وتجددونه مستمرين عليه.

الأنموذج السابع عشر من الأدوات في السورة ” أَلْ التَّعْريفية” وهذا بيانها:

1- قال تعالى:” وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ… ” أل التعريف هنا في “المطففين” مفيدة للجنس، ومعنى الآية:  (ويل) أي خسارة وهلاك ( للمطففين) قال أهل اللغة : المطفف مأخوذ من الطفيف، وهو القليل، والمطفف هو المقل حق صاحبه بنقصانه عن الحق، في كيل وزن، وقال الزجاح: إنما قيل للفاعل من هذا مطفف، لأنه لا يكاد يسرق من المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف الخفيف.وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه..وقال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: والمطفف الآخذ في وزن أوكيل طفيفا أي شيئا حقيرا خفيفا، ولهذا فسر الله تعالى المطففين الذين وعدهم بالخسار والهلاك، وهو الويل بقوله تعالى:  ( الذين إذا اكتالوا على الناس).

2- قال تعالى: ” الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا …” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ل ( المطففين)؛ والألف واللام في اسم الموصول زائدة لازمة،  والمعنى : الذين إذا استوفوا أخذوا الزيادة، وإذا أوفوا أو وزنوا لغيرهم، نقصوا فلا يرضون للناس ما يرضون لأنفسهم.

3- قال تعالى: ” عَلَى النَّاسِ…” أل التعريف هنا في الآية مفيدة للجنس، ومعنى: ( على الناس)- كما ذكر الإمام برهان الدين البقاعي في تفسيره نظم الدرر- أي خاصة بمشاهدتهم كائنين من كانوا لا يخافون شيئا ولا يراعون أحدا، بل صارت الخيانة والوقاحة لهم ديدنا.

4- قال تعالى: ” يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ…” أل التعريف هنا أيضا مفيدة للجنس، ومعنى الآية ( يوم يقوم) أي يوم يقفون على الأرجل ( الناس) أي كل من فيه قابلية الحركة يقفون في المحشر حفاة عراة خاشعين خاضعين لرب العالمين.

5- قال تعالى: ” لِرَبِّ الْعَالمَـِينَ..” أل التعريف في الآية هنا مفيدة للجنس، ومعنى الآية : ( لرب العالمين)؛ أي لأجل موجد  حكم الخلائق ومربيهم كلهم، فلا ينسى أحدا من رزقه، ولا يهمله من حكمه،ولا يرضى بظلم أحد ممن يربيه، فهو يفيض لكل من كل بحكم التربية، هكذا قال الإمام البقاعي.

6- قال تعالى: ” إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ” أل التعريف في : ” الفجار” مفيدة كذلك للجنس ومعنى الآية : ليس الأمر كما يذهب إليه الكافرون والمطففون من أنهم لا يبعثون ولا يعذبون؛ فإن صحائف أعمال الأشقياء الفجار، لفي كتاب جامع ، هو ديوان الشر دون الله فيه أعمال الشياطين والكفرة من الجن والإنس.

1- قال تعالى: ” يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ” أل التعريف في المكذبين تفيد الجنس، والمراد : أي شدة وعذاب يوم القيامة لجنس المكذبين، الذين يكذبون بالحق ، وبيوم الحساب والجزاء.

2- قال تعالى: ” الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ” : الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل، أو عطف بيان، أو صفة ل ” المكذبين” والمعنى: أي يكذبون بيوم الحساب والجزاء، ولا يصدقون بوقوعه، ولا يعتقدون كونه ويستبعدون أمره.

3- قال تعالى: ” بِيَوْمِ الدِّينِ” : أل التعريف،  في ” الدين” تفيد العهد،  والمراد كما سبق آنفا- يكذبون بيوم الجزاء والحساب، والفصل بين العباد.

4- قال تعالى: ” أَسَاطِيرُ الاَوَّلِينَ ” أل التعريف في الأولين مفيدة للجنس، ومعنى الآية: إذا تليت عليه آيات القرآن الناطقة بحصول البعث والجزاء، قال عنها : هذه حكايات وخرافات الأوائل سطروها وزخرفوها في كتبهم.

5- قال تعالى : ” لَصَالُوا الْجَحِيمِ” أل التعريف في الجحيم، تفيد العهد ومعنى الآية: قال النسفي: ( أي ثم إنهم بعد كونهم محجوبين عن ربهم، لداخلون النار) ويقال: الجحيم الباب الرابع في النار.

6- قال تعالى: ” ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ” الذي اسم موصول في محل رفع خبر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع نائب الفاعل،  والجملة من الفعل ونائب الفاعل معطوفة على ( إنهم لمحجوبون) لا محل لها من الإعراب، ومعنى الآية: ثم تقول لهم خزنة جهنم على وجه التقريع والتوبيخ: هذا العذاب الذي كنتم تكذبون به في الدنيا .

7- قال تعالى : ” إِنَّ كِتَابَ الاَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ” أل التعريف في الأبرار مفيدة للجنس، ومعنى الآية كما ذكر الإمام النسفي : ( أي ما كتب من أعمالهم) والأبرار: هم المطيعون لربهم لا يطففون ويؤمنون بالبعث، لأنه ذكر في مقابلة الفجار.

8- قال تعالى: ” يَشْهَدُهُ الْـمـُـقَرَّ بُونَ “، أل التعريفية في: ” المقربون”  تفيد أيضا الجنس ومعنى الآية – كما قال الإمام القرطبي- أي يشهد عمل الأبرار مقربو كل سماء من الملائكة.

9- قال تعالى: ” إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ” أل التعريف في الأبرار هنا أيضا مفيدة للجنس، والمعنى إن أهل الصدق والطاعة في الجنات يتنعمون.

10- قال تعالى: ” عَلَى الاَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ” أل التعريف في الأرائك تفيد الجنس، والمعنى المراد : أي على الأسرة المزينة بفاخر الثياب والستور، ينظرون إلى ما أعد الله لهم من أنواع الكرامة والنعيم في الجنة.

11- قال تعالى: ” نَضْرَةَ النَّعِيمِ” أل التعريف في النعيم مفيدة للجنس، قال القرطبي في معنى قوله: ( نضرة النعيم ) أي:  بهجته وغضارته ونوره يقال : نضر النبات : إذا أزهر ونور؛ أي إذا رأيتهم تعرف أنهم أهل نعمة، لما ترى في وجوههم من النور والبياض والحسن، ومن بهجة السرور ورونقه .

12- قال تعالى: ” فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ” أل التعريف في “المتنافسون” تفيد كذلك الجنس، والمعنى : أي وفي هذا النعيم والشراب الهنيء، فليرغب بالمبادرة الى طاعة الله، وليتسابق المتسابقون، قال الإمام الطبري: التنافس مأخوذ من الشيء النفيس الذي يحرص عليه الناس.

13- قال تعالى: ” عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمـُقَرَّبُونَ” أل التعريف في ” المقربون” مفيدة للجنس، ومعنى الآية : أي هي عين في الجنة يشرب منها المقربون صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة، وقال فخر الدين الرازي في التفسير: هي كقوله تعالى: ( يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ).

14- قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ…” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب، اسم (إن)؛ وأداة التعريف في اسم الموصول زائدة لازمة، والمعنى:  أي إن المجرمين الذين من طبيعتهم الإجرام وارتكاب الآثام..

15- قال تعالى : ” كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ” الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ب ( من) والجار والمجرور متعلق بالفعل في ( يضحكون) الآتي؛ وأداة التعريف في اسم الموصول أيضا زائدة لازمة ، ومعنى الآية: أنهم كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، مثل: عمار، وخباب وصهيب وبلال ( يضحكون): على وجه السخرية والاستخفاف.

16- قال تعالى: ” فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ” أل التعريف في (اليوم) مفيدة للعهد، والمعنى : ففي هذا اليوم- يوم القيامة- يضحك المؤمنون من الكفار كما ضحك الكفار منهم في الدنيا ، جزاءً وِفاقاً..

17- قال تعالى: ” مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ” أل التعريف هنا للجنس والمعنى – كما سبق آنفا- أي كما ضحك الكفار منهم في الدنيا مجازاة.
18- قال تعالى: ” عَلَى الاَرَائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ …” أل التعريف أيضا تفيد الجنس، والمعنى : والمؤمنون على أسرة الدر والياقوت، ينظرون إلى الكفار ، ويضحكون عليهم، من سوء الحال ، وإلى ماهم فيه من العذاب.

19- قال تعالى: ” هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ…” أل التعريف هنا مفيدة للجنس، والمعنى : أي هل جوزي الكفار في الآخرة بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين من السخرية والاستهزاء؟ نعم، فقد جوزوا أَوْفَر الجزاء.

الأنموذج الثامن عشر من الأدوات في السورة ” إِذَا ”  وهذا بيانها بالتفصيل:

خَصَّ صاحِبُ ” مغني اللبيب عن كتب الأعاريب” جمال الدين ابن هشام الأنصاري ” إذا ” بمبحث فريد في مسرد الأدوات ” التي سماها بالمفردات ، ويعني بها الحروف، وما تضمن معناها من الأسماء والظروف …” فذكر رحمه الله أن ” إذا” على وجهين:أحدهما : أن تكون للمفاجأة ؛ فتختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في الابتداء، ومعناها الحال والاستقبال، نحو : ” خرجتُ فإذا الأسدُ بالباب” ومنه: ( فإذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) طه:

( إذا لهُم مكْرٌ..) يونس:10-21، وبعدما فصل ابن هشام في هذا الوجه، انتقل إلى ذكر الثاني من وجهي ” إذا ” أن تكون لغير مفاجأة ؛ فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية، عكس الفجائية،  وقد اجتمعا في قوله تعالى: ( ثُمَّ إذا دَعاكُم دعوةً من الأرض إذا أنْتُم تخرُجُونَ ) الروم: 25.وقوله تعالى : ( فإذا أصابَ بِهِ مَن يشاءُ مِن عِبادِه إذَا هُم يَسْتَبْشِرونَ). الروم:  48  .ويكون الفعل بعدها ماضيا كثيرا ومضارعا دون ذلك..”. المغني: ص: 126.وقد وردت” إذا ” بهذا الوجه الثاني كثيراً في سورة المطففين،  نحو: 

1-قال تعالى: ” إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ ” وإعرابها: ” إذا ” ظرف لما يستقبل من الزمن، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بجوابه: ( يستوفون )، ومعناها هنا في الآية: ظرفية شرطية، والمراد في معنى الآية: أي إذا أخذوا من الناس ما أخذوا، بحكم الشراء ونحوه كيلا، يأخذونه وافيا وافرا.

2-قال تعالى : ” وَإِذَا كَالُوهُمُ ..” وإعرابها : “إذا” ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط، وهو متعلق بجوابه: ( يخسرون) أما معناها هنا: فإنها ظرفية صرفة.ومعنى الآية: وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم للبيع ، ينقصون الكيل والوزن.

3- قال تعالى: ” إِذاَ تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا..” وإعرابها: إذا ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط،  مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه: ( قال)،  ومعناها هنا : ظرفية صرفة،  والمراد من معنى الآية: ( إذا تتلى عليه آياتنا ) أي: القرآن، قال ابن كثير: أي: إذا سمع كلام الله تعالى من الرسول يكذب به، ويظن به ظن السوء، فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل.

4- قال تعالى: ” وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ” وإعرابها: “إذا” ظرف لما يستقبل من الزمن ، تضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه: ( يتغامزون) ومعناها هنا : ظرفية صرفة، قال ابن كثير في معنى الآية: ( يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين، أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي : محتقرين لهم) .

5- قال تعالى: ” وَإِذَا انْقَلَبُواْ ..”  إعرابها : إذا:  ظرف لما يستقبل من الزمن، تضمن معنى الشرط،  متعلق بجوابه : ( انقلبوا) ومعناها أيضا : ظرفية صرفة، ومعنى الآية:  أي وإذا انصرف المشركون ورجعوا إلى منازلهم وأهليهم، رجعوا متلذذين، يتفكهون بذكر المؤمنين، والاستخفاف بهم، وبالضحك منهم.

6- قال تعالى: ” وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ” وإعرابها : إذا ظرف لما يستقبل من الزمن ، تضمن معنى الشرط متعلق بجوابه(قالوا) ومعناها كذلك : ظرفية صرفة، أما معنى الآية : قال الإمام الألوسي في تفسيره ” روح المعاني” :(وإذا رأوهم ): وإذا رأوا المؤمنين أينما كانوا ( قالوا إن هؤلاء لضالون):  يعنون جنس المؤمنين مطلقا لا خصوص المرئيين منهم، والتأكيد لمزيد الاعتناء بِسَبِّهِمْ ./.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق