مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

من إبداع القرآن الكريم

صدر عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية، كتاب «من إبداع القرآن الكريم»، لمؤلِّفه الدكتور نور الدين عتر، في طبعته الأولى، 1434هـ/2013م، في إحدى وأربعين وأربعمائة صفحة، وتألّف الكتاب من مقدّمة وأربعة فصول ثم خاتمة.

أمّا المقدّمة؛ فخصّها الباحث لبيان أهمّية موضوع كتابه، حيث اعتبر أن القرآن الكريم كتاب الإنسانية الأكبر، فهو هداية الله العظمى للعالمين أجمعين، وهو آية الآيات، ومعجزة المعجزات، وأن القرآن يدعونا إلى التفكّر فيه، واستخراج كنوزه، مشدّدا على تسلّح الدّارس المعاصر بالأدوات التي تجمع بين الموروث البلاغي القديم، والتطلّعات الأدبية الحديثة؛ لكشف كنوز القرآن الفنية الأدبية، وإعجازه في آياته العلمية في الأنفس والآفاق.

مُشيرا إلى أنّ القرآن حَظِي بنحو ثلاثة ملايين دراسة، في شتّى المجالات، التي لم تكن ولن تكون في تاريخ الإنسان، واعتبر ذلك دليلا على تفوّق مصدرنا الدّيني في أسلوبه الفني على كل نتاج أدبي؛ لأنه خطاب عامُّ عالمي موضوعي علمي، ودعوةٌ إنسانية للوجدان بشكل فني، جاء معجزة خالدة، مهما تقدّمت العلوم والفنون والأدلة والنظريات الأدبية، متحدّيا الإنس والجن في كل زمان ومكان، ثم عرض مضامين بحثه الكبرى، وبعض التوضيحات العلمية التي تتعلّق بها.

وجاء الفصل الأول بعنوان: في القرآن الكريم وعلومه، والوحي وتنزّلاته؛ متتضمِّنا الآتي:

طائفة من أسماء القرآن، وأشهرها، ثم حديثٌ عن خصائص القرآن، والفرق بينه وبين الحديث القدسي والحديث النبوي، وحديثٌ عن علوم القرآن؛ تعريفا، وتأريخا، وأهم المؤلفات فيه.

وتضمّن الوحي ومعناه، وتفصيل صفته، ومراتبه، ومظاهره.

وكيفية نزول القرآن الكريم، وتنجيم نزوله، وأوّل وآخر ما نزل منه، وآيات القرآن وسوره وترتيبها.

ولماذا كان نزول القرآن منجَّماً، وفيه ذكر لأربعة جوانب؛ الأول: تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه، الثاني: مواجهة ما يطرأ من أمورٍ أو حوادثَ تمسّ الدعوة، الثالث: تعهّد هذه الأمّة التي أُنزل عليها القرآن، الرابع: التنبيه على وجهٍ من إعجاز القرآن، ودراسةُ نموذجٍ تفصيلا.

وتضمّن علم أسباب النزول وأهمّيته في تفسير القرآن وكشف إعجازه، وطريق الوصول إليه، وأهمّ المؤلفّات فيه، وأهدافه، وذكر منها ثلاثة؛ الأول: الاستعانة على فهم المعنى المراد، الثاني: معرفة وجه الحكمة التي ينطوي عليها التشريع، الثالث: كشف أسرار البلاغة في القرآن العظيم، ثم تحليلُ نصٍّ يُوضّح أسباب النزول وفوائده، ثم ذِكرٌ للمكّي والمدني موضوعاً وأسلوبا، وضوابط معرفتهما، وفترتهما، وسِماتُهما من حيث الموضوع، ومن حيث الأسلوب، ثم تعقيبٌ على أسلوب المكي والمدني.

ونزول القرآن على سبعة أحرف؛ تعريفا، وتبوثا، وبيانُها في الحديث النبوي وما تدلّ عليه الأحاديث، وتحديدُ الأحرف السبعة ومذاهب العلماء فيه، وهل الأحرف السبعة عزيمة أو رخصة، وفيه حديثٌ عن الأحرف السبعة والإعجاز.

أمّا الفصل الثاني فجاء بعنوان: في قطعيّة النص القرآني وقراءاته؛ وتضمّن الآتي:

جمعُ القرآن الكريم حفظا في الصدور؛ عوامل حفظ الصحابة للقرآن، وحُفّاظه منهم، وجمعُ القرآن الكريم تدوينا في السطور؛ تدوينه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعُه تدويناً على عهد أبي بكر رضي الله عنه، وجمعُه بنسخ المصاحف على عهد عثمان رضي الله عنه، وكيفية نسخ المصاحف العثمانية، ورسم القرآن الكريم.

القراءات وتواترها، وما هي القراءة المقبولة، وفيه القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة، وتحقيق تواتر القراءات العشر، وفيه حديثٌ عن شبهات بعض المستشرقين حول القراءات، وعن القراءات الشاذة، وعن أهمية القراءات وصلتها بالإعجاز.

أما الفصل الثالث فهو بعنوان: في الصورة الأدبية للقرآن الكريم؛ وتضمّن الآتي:

المبحث الأول: في إعجاز القرآن؛ وفيه الإعلام بإعجاز القرآن، ومزايا الإعجاز القرآني، وشهادة العرب، وشهادة غير المسلمين والأجانب بإعجاز القرآن، وفيه حديثٌ عن النظريات العامة في بيان إعجاز القرآن؛ نظرية إعجاز القرآن بالصَّرفة، ونظرية إعجاز نظم القرآن، ونظرية إعجاز النظم الموسيقي في القرآن، ونظرية الإعجاز بالتصوير الفني.

وتحدّث عن تفصيل أوجه إعجاز القرآن؛ عن شمول أوجه إعجاز القرآن، وعن أوجه إعجاز القرآن من حيث البيان، لخّص منها الباحث تسعة أوجه؛ الأول: المنهج البديع المخالف لكل منهج معهود في لسان العرب وفي غيره، الثاني: الجزالة التي لا تصِحّ من مخلوق بحال، الثالث: التفنّن في التصرّف في لسان العرب على وجه لا يستقلّ به عربي، الرابع: الإبداع، الخامس: تأليف القرآن الصوتي في شكله وجوهره، السادس: الإيجاز والتفصيل المتسع، السابع: خطاب العامة وخطاب الخاصة، الثامن: إقناع العقل وإمتاع العاطفة، التاسع: تآلف الألفاظ والمعاني، ثم تحدّث عن أوجه إعجاز القرآن من حيث المضمون، وذكر منها خمسة؛ أولا: العلوم التي اشتمل عليها القرآن، ثانيا: الإخبار عن الغيب، ثالثا: الإعجاز التشريعي، رابعا: اتّساق نظريات القرآن وأحكامه، خامسا: تأثير القرآن وفاعليته في الأفئدة.

المبحث الثاني: في دراسات فنية خاصة؛ فيه حديثٌ عن التصوير في القرآن، وطرقه، وذكر الباحث خمسة طرق؛ الأول: استعمال ظرف الزمان «إذ» في سياق القَصَص والحوادث الماضية والمستقبلية، الثاني: تعريف المسند إليه باسم الموصول، الثالث: وضع الاسم الظاهر موضع الضمير، الرابع: التصوير بالاستعارة، الخامس: التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي وبالعكس.

وتحدّث عن التشبيه في القرآن؛ تعريفاً، وتقسيما باعتبارِ طرفيه، ومن حيث وجه الشَّبه، وفيه دراسة نصٍّ من تشبيهات القرآن الكريم، ثم ذكر خصائص التشبيه في القرآن، واستخلص الباحث أربعة؛ الخصيصة الأولى: استمداد القرآن خصائص التشبيه فيه من الطبيعة والكون، الثانية: التشبيه لا يأتي في الكلام جزءا زائدا عن الفكرة الأساسية لإيضاحها والتأثير في نفس المخاطب، الثالثة: الدِّقة البالغة أقصى غاية والإحاطة في عقد التشبيه، الرابعة: الإحكام في عقد التشبيه بين أطرافه.

ثم تحدّث عن فن القصة في القرآن، لغة وإطلاقات القرآن عليها، وتعريفها الفني وأقسامها، وأهدافها في القرآن، وعن منهج القصص في القرآن وأبرز سماته، وأجملها في أربع؛ أولا: القصة لا ترد في القرآن بتمامها دفعة واحدة، الثانية: استخراج التوجيهات والعِظات، الثالثة: التكرار، ثم ذِكرٌ للخصائص الفنية للقصة القرآنية، وذكر  أربعة؛ الأولى: تنوع طريق العرض، والثانية: تنوع طريق المفاجأة، والثالثة: الاعتناء بفن التصوير، والرابعة: حذف الثغرات بين الوقائع، وفيه دراسة نصٍّ قصصي من سورة غافر، ثم حديثٌ عن مزايا منهج النّص القصصي.

أما الفصل الرابع فاختار له عنواناً: في التفسير والتحليل الأدبي؛ واشتمل على ما يلي:

تحدّث عن  التفسير والدراسة الأدبية، وضمّنه دراسات موجزة لبعض النصوص القرآنية؛ النص الأول: من سورة البقرة (1ـ25)، والنص الثاني في الإلهيات من سورة القصص (68ـ75)، والنص الثالث في الغيبيات من سورة الكهف (99ـ110)، والنص الرابع في الكون من سورة الأنعام (95ـ 105)، والنص الخامس في المجتمع من سورة البقرة (75ـ82)، ثم حديثٌ عن تفسير القرآن بغير العربية «ترجمة القرآن»، في قسميه: الترجمة الحرفية، والترجمة التفسيرية.

ثم ختم الباحث بحثه بعنوان: في آثار القرآن الكريم في اللغة العربية، وأجمل بعض جوانبها في الآتي:

أولا: تهذيب اللسان العربي من الحواشي والغريب ومما لا يناسب الفصاحة، ثانيا: تخليص اللغة العربية من شتات اللغات القَبليّة الكثيرة، ثالثا: تحويل اللغة العربية إلى لغة عالمية تنطق بها الأمم، رابعا: المحافظة على اللغة العربية من الضياع والشتات والانفصام، خامسا: تحويل اللغة العربية إلى لغة مقعدة منضبطة، سادسا: نشوء علوم البلاغة العربية، سابعا: تنمية ملكة النقد الأدبي وضبط المقدرة الأدبية بمقياس مجمع عليه، ثامنا: رفع مستوى اللغة العربية أسلوبا ومضمونا ماديا ومعنويا.

إعداد: ذ. شوقي محسن
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق