الرابطة المحمدية للعلماء

من أجل مجتمع حضاري مبني على القيم والأخلاق

الملتقى العالمي للتصوف يؤكد في دورته الخامسة على مرامي التربية الصوفية ويدعو إلى إشاعة ثقافة التعاون والتعايش المشترك

أكد المشاركون في الملتقى العالمي الخامس للتصوف، أول أمس الأربعاء، خلال الجلسة الختامية بمداغ (20 كلم عن بركان)، المنظم تحت شعار “الأبعاد الأخلاقية للتصوف: نحو حضارة للقيم” على مرامي التربية الصوفية من أجل مجتمع حضاري مبني على القيم والأخلاق وتقارب المجتمعات، ويعصم الإنسان من الهجوم على كثير من المخالفات التي تجلب الضرر للفرد والمجتمع.

 وأوضح الباحثون في التصوف، خلال هذا الملتقى المنظم من طرف الطريقة القادرية البودشيشية (14-16فبراير)، على أن التصوف له دور محوري في تقريب الإنسان من حقائقه الاستخلافية، و”انتشاله من براثن الاسترقاق المادي والشهواني الجارف”.

وأعرب الباحثون المغاربة والأجانب، خلال هذا الملتقى، المنعقد بمناسبة الاحتفاء بعيد المولد النبوي، على أن التصوف مستمد من مشكاة الوحي الخاتم الذي أراده المتفضل به، تأطيرا شموليا تكامليا يراعي مقتضيات الجسد والجثمان، كما يجيب على متطلبات الروح وهو بالتالي وقاية حضارية بامتياز من شأنها أن توجه الاختيارات وتسدد المبادرات والمشاريع وتؤيد الأعمال والمنجزات.

وأبرزوا، أن التصوف اجتهاد مستنير، انكب على النظر في القيم الأخلاقية ومضامينها وكيفيات السهر على تحقيقها انطلاقا من جدلية العلم والعمل في الإسلام التي هي عبارة عن بوثقة يتبلور فيها من العلوم ما لم يعلم، كما تثور فيها إرادات وهمم تترقى بها الأعمال مما يعود ويمتد أسبابا نورانية لبلورة العلوم، يصبح معه العبد العامل بما علم متخلقا متحققا.

وأضافوا، أنه ومن خلال هذا المنظور يضحى تمثل مضامين المقصدية الأخلاقية للتصوف، على أكمل وجه ضرورة حضارية يمكن أن تسهم في حل النزاعات وفك التوترات وتقليص الفوارق وإشاعة ثقافة التعاون والتعايش المشترك،”فالتصوف روح معنوية تسري في القلوب لتمد العقول بأسباب الإبداع والأمل والنهوض، وتجتث جذور اليأس والهدم والعدمية” .

كما أكد الباحثون، على أن الحاجة للتصوف، تجعل منه اجتهادا مقاصديا أخلاقيا يمكن بلورة منظوراته، وتنزيل مبتدئه في مشاريع تربوية وتأهيلية وعلمية وإعلامية تمد المجتمعات بالقيم المعنوية المطلوبة لبناء الإنسان، وتخفف من وطأة الضغط المادي عليه، لكي يستطيع أن يحيى لنفسه وللآخرين.
وخلص الباحثون، إلى أن التربية الصوفية تكون كفيلة بضمان تربية واقية من هذه الأزمة الحضارية التي تعاني منها الإنسانية وقادرة على تحقيق الأمن الروحي الذي يمكن من تبديد وتلاشي الصراع الحضاري المفتعل بتصحيح الاختلالات وتحقيق التوازن النفسي والتكامل العقلي والقلبي والتوافق المادي والروحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق