الرابطة المحمدية للعلماء

من أجل الرقي بالثقافة المغربية العريقة عبر كل القنوات المتاحة.

د.أحمد عبادي: من أبرز معالم دور العلماء إزاء مجتمعاتهم تحصين هويتهم من مختلف الاختراقات..

يواصل السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ أحمد عبادي حواره المباشر مع جمهور المسلمين داخل المغرب وخارجه، وكالمعتاد فقد جاءت الأسئلة متنوعة بتنوع اهتمامات ومشاغل السائلين؛ ما بين أسئلة فقهية فروعية من قبيل التساؤل عن الكيفية الأنسب لإخراج زكاة الفطر، حيث حذر الأستاذ أحمد عبادي من الوقوع في تنميط كيفية إخراج زكاة الفطر، مؤكدا على ضرورة مراعاة المصلحة في ذلك تبعا لاختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال..

 وأسئلة تتصل بالجانب العقائدي من قبيل التساؤل عن حكم من لم يعتقد بالعقيدة الأشعرية هل يعتبر ضالا؟ وقد جاء رد السيد الأمين العام نابذا لكل تكفير وداعيا لاحترام إجماعات الأمة السليمة، مشددا على أن تقويم المناهج  “رهين بالنظر في دقائقها، وتفاصيلها بالرد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم..” ليخلص إلى أن “الحكم بضلال من خرج عن واحد منها بإطلاق لا يصح، اللهم إلا أن يخرج إلى كفر بواح..”

كما أن من الأسئلة من تصدى للجوانب المنهجية المقاصدية، سيما ما تعلق بالنظر الفقهي بين التعضية والشمول، وفي هذا السياق أوضح الأستاذ أحمد عبادي “أن الرؤية أو التصور الكلي لم يحظ في الفكر الإسلامي بالقدر اللازم من الاهتمام مما أوقع كثيرا من الجهود في هذه المجالات في التعضية والتجزيء، وأبعدها عن الوحدة والتكامل . مما يقتضي نفرة ناجزة لاستدراكها.” مضيفا أن “الاستنطاق المستوعب والمستوفي لنصوص الوحي بخصوص مسألة دور الإنسان في الحياة الدنيا أمر لا يمكن أن يتم إلا إذا تضافرت الجهود لذلك. وما ذاك إلا لأن الموضوع المركزي لهذا الوحي هو جلب الرحمة والهداية والطمأنينة لهذا الإنسان في مختلف أبعاده، وهو ما يبرز من خلال أضرب التصريف للآيات من أجل تفصيل القول والبيان في اتصال بالنسيجين التشريعي والاعتقادي المتواشجين في كل هذه الآيات.”
وقد سجل، فيما يتصل بهذا المنحى المنهجي، أن الاستقراء الأولي لما أنتج حول هذا الموضوع يفيد خمسة أمور: “أولها: الندرة الشديدة، وثانيها: الجزئية وعدم الاستيعاب في المقاربات والاستنتاجات، وثالثها: الفردية في حين أن سعة الموضوع تقتضي التكاملية، ورابعها: قلة مراعاة السياقات وتطلُّباتها، مما يطوّح بكثير من هذه الأبحاث في العمومية، وخامسها: عدم إيلاء العناية الكافية لدراسة المصطلحات وتحديد المفاهيم قبل الانتقال إلى مرحلة توظيفها في البناءات النظرية..”

ومن الأسئلة من انصب عن دور العلماء في تحصين هوية المغاربة الإسلامية من  “المد المسيحي”، وقد جاء جواب الأستاذ عبادي موضحا أن من أبرز معالم دور العلماء إزاء مجتمعاتهم تحصين هويتهم من مختلف الاختراقات والخلخلات الاعتقادية والدينية، بالعمل على ثلاث واجهات متكاملة:

 أولاها: التفكيك العلمي للعناصر المكونة للدعوات التي تحاول اختراق نسيجنا الاعتقادي والديني، وبحثها والوقوف على ما فيها من شبهات، ثم العمل لتحصين العقول من أضرارها عن طريق كشفها بمنهجية واضحة ومتماسكة وقابلة للاستيعاب والتفهم من لدن جميع فئات مجتمعنا.

وثانيها: الوقوف على أساليب التسلل لواذا إلى مراكزنا المجتمعية وراء يافطات ولافتات متنوعة، والحيلولة دون ذلك باعتماد المداخل القانونية والتنظيمية والبدائلية الملائمة.. وثالثها: القيام بحملات تحسيسية سمعية بصرية ومقروءة ومباشرة ممنهجة، ورصينة وفعالة، لتعبئة طاقات النباهة والحذر لدى أهل مجتمعنا.” منبها ،في الوقت نفسه، إلى  أن “هذه الواجهات كلها لا تغني عن الاستدراكات الاجتماعية والاقتصادية لسد كل المنافذ التي تتسلل منها هذه الدعوات.” و أن الطبيعة البنيوية التركيبية لهذا الإشكال تقتضي التزام مقاربات مماثلة تعبأ لها كل الطاقات من علماء وتربويين وقانونيين وفاعلين اجتماعيين واقتصاديين وفنيين..تلافيا للمقاربات الجزئية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق