ملف خاص لمجلة “صدى لجنة القدس” يشيد بدور جلالة الملك في حماية القدس الشريف ودعم صمود المقدسيين
تضمن العدد الثاني عشر من مجلة (صدى لجنة القدس)، التي تصدرها وكالة بيت مال القدس الشريف، ملفا خاصا حول دور لجنة القدس في حماية القدس الشريف والحفاظ على المسجد الأقصى ودعم صمود المقدسيين.
واستعرض الملف المهام التي تضطلع بها برئاسة لجنة القدس الشريف برئاسة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأعزه، المتمثلة أساسا في وضع البرامج والخطط الكفيلة بتحرير المدينة المقدسة واستعادة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، إضافة إلى بذل الجهود والمساعي للحصول على المزيد من الدعم للحق العربي والإسلامي على الساحة الدولية.
وأبرزت المجلة أن حماية القدس الشريف والتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير معالم المدينة المقدسة وهويتها الحضارية والثقافية يشكل "عنوانا بارزا في العمل السياسي والدبلوماسي والإنساني الميداني الذي يقوم به المغرب بقيادة صاحب الجلالة رئيس لجنة القدس ، للدفاع عن القضية الفلسطينية".
وأوضحت أن جهود المغرب لحماية المدينة المقدسة ودعم أهلها الصامدين، تنبع من يقينه بأن قضية القدس الشريف قضية الأمة الإسلامية الأولى وجوهر مشكلة الشرق الأوسط ومراكز الصراع العربي-الإسرائيلي ، وهو ما يفسر الجهود الدؤوبة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وعادلة ودائمة وشاملة للصراع العربي-الإسرائيلي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشريف.
وأكدت أنه باعتبارها الأداة الميدانية للجنة القدس، تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف ، بالتنزيل على أرض الواقع ، لكل البرامج والمشاريع بما فيها الثقافية والرياضية والإسكان وترميم المآثر والبنيات التاريخية، وأيضا في قطاع الشباب، وذلك للتعبير عن التضامن المطلق من المغرب ومن باقي البلدان الإسلامية، مع الشعب الفلسطيني في القدس الشريف الذي يواجه بصمود كافة المحاولات التي تحيكها سلطات إسرائيل لتغيير المعالم الدينية والحضارية للقدس الشريف.
وحسب المجلة فإن الدور الذي يقوم به المغرب وعلى رأسه جلالة الملك، رئيس لجنة القدس محط إشادة وتنويه في كافة اللقاءات والمؤتمرات العربية والإسلامية.
واستعرضت المجلة في مادتين منفصلتين تقدم العمل في مشروع المركز الثقافي-المغربي- محمد السادس في القدس ، وكلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية في غزة، معتبرة أن المركز الثقافي المغربي الذي ينتصب في قلب المدينة القديمة للقدس على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، يستحق أن يكون منارة ثقافية تكرس قيم التعددية والانفتاح والتسامح تستوقف الناس وتستهويهم بعماراتها الأصيلة التي عاد إليها توهجها بعد انتهاء أشغال التهيئة والترميم.
وتشرف الوكالة على هذا المشروع وتحرص على متابعة تفاصيله، لتهب للمدينة ولسكانها فضاءا جديدا قادرا على احتضان الأنشطة الثقافية والتربوية وإبداعات الشباب الفنية، حتى يصير جسرا للتلاقي والتآنس والحوار بين الأفكار والثقافات التي تزخر بها المدينة المقدسة من دون إقصاء أو تمييز.
وبخصوص كلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية في غزة، فقد نوه رئيس جامعة الأزهر في غزة الدكتور عبد الخالق الفرا بمكرمة صاحب الجلالة بتمويل إعادة بناء هذه الكلية بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي للمبنى القديم ببيت حانون.
وخصص غلاف العدد الجديد لموضوع الإسكان في القدس والتحديات التي يتعين رفعها لمعالجة الاختلالات التي يشهدها هذا القطاع والمتمثلة على الخصوص في ندرة الأرض حيث لم يبقى سوى أقل من 12 في المائة من أراضي القدس أكثر من نصفها مشغول بالبناء ، غير أن أحد التحديات الأكثر إيلاما هي عدم إبلاء القدس خصوصية وأولوية حقيقية فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ومسيحيا تترجم على الأرض.
وتضمن ملف العدد حوارات مع شخصيات مقدسية دينية وثقافية وأكدت كلها على أن "وكالة بيت مال القدس الشريف تعتبر من أكثر المؤسسات العربية فعالية في مدينة القدس ، حيث تقوم بتقديم الدعم للعديد من المشاريع ، معظمها ينجز لأول مرة في فلسطين". وأكد المدير العام لوكالة بيت مال القدس الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري في افتتاحية العدد أن "ما يحدث في العالم العربي في هذه الفترة من تاريخه الحديث يدعو إلى التخوف على مصير القدس الشريف ومستقبلها، أمام استئساد العدو الإسرائيلي المحتل عليهم وخلو الجو له ليفعل ما يشاء".
واعتبر أن هذه الأحداث التي يشهده العالم العربي "ربما تمهد الطريق لاستعادة الأمة لوعيها واستيقاظها من غفلتها ونهوضها من كبوتها وجمودها، واسترجاع الشعوب لدورها في السلم والحرب وبناء المستقبل، وكسر قيود الاستعمار بكل أنواعها".
وتضمن العدد كذلك ضمن فصل "صدى لجنة القدس" الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يوم 26 مارس الماضي، إلى القمة العربية الرابعة والعشرين المنعقدة في الدوحة، وقال فيها جلالته إنه لن يدخر أي جهد من منطلق مسؤولياته على رأس هذه اللجنة، لمواصلة المساعي الحميدة لدى جميع الأطراف الوازنة على الساحة الدولية لوضع حد لسياسات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس الشرقية وإلى طمس هويتها" .