مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةمفاهيم

مفهوم الغائية عند الأشاعرة

             عرض لكتاب: قراءة في علم الكلام (الغائية عند الأشاعرة)

                                    تأليف: نوران الجزيري

قراءة في علم الكلام (الغائية عند الأشاعرة)  هو موضوع كتاب من تأليف: نوران الجزيري والذي طبع  عن مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب لسنة 1992م، اشتمل الكتاب بعد ا لإهداء وكلمة الشكر على تمهيد وخمسة فصول، تناولت في التمهيد الحديث عن طبيعة هذا العلم الإسلامي (علم الكلام) من حيث إنه يشكل ثلاثة أضلاع تمثل الفلسفة الإسلامية، وكذا عن تسميته بعلم الكلام، والتمهيد كان تأريخا لعلم الكلام خلصت فيه الباحثة إلى أن علم الكلام ضرورة حضارية وثقافية، وأنه أكثر فروع الفلسفة الإسلامية أصالة وأهمية.
ثم عقبته بمقدمة تناولت فيها أسباب اختيار الموضوع وأهميته، وكذا التحديد للمجال البحثي في إطار الفكر الأشعري، حيث اعتبرت ما حظي به الفكر الأشعري من مكانة متميزة في التاريخ الفكري للمسلمين، وما كان للمدرسة الأشعرية من مكان خاص بين التيارات الكلامية سببا في بحث الغائية لديهم، ومن ثم كان تناول الفكر الأشعري بالبحث له أهميته البالغة في مجال البحوث التراثية، نظرا لأنهم اعتبروا في كثير من الأحيان أصحاب الرأي المعبر عن التصور الإسلامي في شكله الأصيل.
وتناول مشكلة الغائية عند الأشاعرة له أهميته الخاصة، فالتفسير الغائي هو ذلك التفسير الميتافيزيقي للعالم المرتبط بتقرير وجود عقل كلي ينظم العالم، ويحكمه، ومن ثم فارتباط موضوع الغائية بفكرة الألولهية هو ارتباط ضروري، والبحث في الغائية هو البحث عن المعنى، معنى الوجود والخلق والمصير الإنساني، ومن هنا يصبح الكشف عن أبعاد التفسير الغائي لدى الأشاعرة موضوعا جديرا بالبحث.
بعد هذه المقدمة انتقلت الباحثة إلى الفصل الأول والذي جعلته بعنوان: (الغائية عند الأشاعرة من خلال آرائهم في خلق العالم)، وبحث هذه العلاقة بين الغائية وخلق العالم عللتها الباحثة بأن مشكلة الغائية عند الأشاعرة يستلزم بالضرورة تناول نظريتهم في خلق العالم، من حيث إن التفسير الغائي لديهم لا تنكشف أبعاده إلا من خلال تحديد مفهومهم لعلاقة الله بالعالم، وذلك لا يتحقق إلا بالتعرف على فكرتهم في كيفية إيجاد الله للعالم، وصرحت الباحثة أن آراء الأشاعرة في خلق العالم تكاد تكون الدعامة الأساسية للتفسير الغائي لديهم. وقد تناولت هذا الفصل عبر محاور كان منها:
أولا: خلاف الأشاعرة مع المعتزلة حول شيئية المعدوم وصلته بفكرة الغائية عندهم تناولت فيه آراء المعتزلة في شيئية المعدوم وأنه عندهم ثابت وهم يقصدون به المعدوم الممكن، إذ إنهم ذهبوا إلى تقرير ثبوته تمييزا له عن المستحيل الممتنع، كما عرضت لاختلاف المدرسة المعتزلية حول المعدوم عبر رجالاتها المشهورين، أما المعدوم عند الأشاعرة فقد ذهبوا إلى أن المعدوم منتف ليس بشيء وهم يقابلون بين المعدوم والشيء، إذ إن الأشعرية لا يفرقون بين الوجود والثبوت والشيئية والذات والعين فمعنى الشيء هو الموجود، بعد ذلك يأتي رد الأشاعرة على المعتزلة في القول بشيئية المعدوم هذا الرد الذي كان مبنيا على أن ما ذهب إليه المعتزلة يمثل خطرا على القول بالخلق المحدث، وأن ما ذهبوا إليه يعد إرهاصا للقول بقدم العالم، ومن ثم بحثثت حقيقة الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة حول المعدوم وارتباطه بالغائية إلى أن كلا من الفريقين عندما قال بوجهة نظره كان مدافعا عن فكرة القصد الإلهي للإيجاد، وكان كل منهما يرى أن الطرف الآخر هو الذي يتنافى مع تقرير القصد الإلهي للتكوين، فقد رأى الأشاعرة أن آراء المعتزلة في المعدوم تؤدي إلى التقليل من دور الفاعلية الإلهية في عملية الخلق، كما أنهم رأوا أن ما ذهب إليه المعتزلة من إثبات المعدوم شيئا ليس إلا إرهاصا للقول بقدم العالم، ذلك القول الذي رفضه الأشاعرة بعنف نظرا لما رأوا فيه من تعارض مع مفهوم الخلق الإلهي الحر والقصد المختار للإيجاد، وهم الحريصون كل الحرص على تقرير نفاذ المشيئة الإلهية المطلقة دون أي ضرورة.
ثانيا: الجوهر الفرد وارتباطه بالخلق والغائية عند الأشاعرة: وفيه أن فكرة الجوهر الفرد تلعب دورا شديد الأهمية في النسق الأشعري، خاصة بعد أن تطورت تلك الفكرة عند المعتزلة، وقد كان اعتمادهم على هذه الفكرة أساسيا فيما يتعلق بخلق العالم ووجود الله، وفكرة الجوهر نظرا لارتباطها بتقرير تناهي أجزاء العالم فهي تعود عامة للقول بالحدوث، وذلك في مقابل فكرة الهيولي والصورة عند الفلاسفة، لذلك دافع عنها الأشاعرة واستخدموا أفضل استخدام من خلال دليهم الذي عرف بدليل الدعاوى الأربعة، تقول الباحثة: وهكذا يتضح أن الأشاعرة قد استخدموا تلك الفكرة ذات البعد الطبيعي من أجل تقديم تصور للعالم يسري في كل جزء من جزئياته التفسير الميتافيزقي، مؤكدين في ذلك القصد الإلهي للإيجاد والإحداث، وكذلك يؤكدون على الفاعلية المتفردة لله في هذا العالم والاقتدار الإلهي المطلق، وبالتالي فإن السيادة الإلهية مطلقة على هذا الوجود وهو يحيط علما بكل جزئياته إحاطة العالم المقتدر بصنعه، وكل هذه المعاني تمثل ملامح رئيسية في تفسيرهم الغائي.
وفي المحور الثالث من هذا الفصل وهو عن أدلة وجود الله عند الشاعرة وصلتها بالغائية أشارت الباحثة إلى أن الأدلة على وجود الله عند الأشاعرة ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم الغائية عندهم، من حيث إنها تعكس جانبا هاما من تصورهم لعلاقة الله بالعالم، وقد سلك الأشاعرة عدة طرق للتدليل على وجود الله، وكل هذه الطرق تعتمد في أساسها على استخدام فكرتي الحدوث والإمكان، وأول هذه الأدلة دليل حدوث الأجسام.
والمحور الرابع في نقد الأشاعرة لنظرية الخلق بالفيض عند الفلاسفة وارتباطه بالغائية، وفيه تتحدث بداية عن التأثير الأفلاطوني في القول بالفيض لدى فلاسفة المسلمين، وهي تفسير كيفية صدور الموجودات عن الله، هذا التأثير الذي كان له رد خاص عند الأشاعرة الذين رأوا نظرية الفيض تتعارض مع فكرة الخلق الإسلامية التي تقوم أساسا على مفهوم الخلق الحر، ويمثل خلاف الأشاعرة مع الفلاسفة حول الخلق نقطة هامة للغاية في الكشف عن أبعاد التفسير الغائي لديهم، وبعد أن عرضت لنظرية أو مشكلة الفيض لدى الفلاسفة تناولت رفض الأشاعرة لقولهم وردهم عليهم قولهم بقدم الزمان ومفهومهم للحدوث والإمكان.
وفي الفصل الثاني: عن الغائية عند الأشاعرة وتأثرها بآرائهم في السببية مهدت لهذا الفصل بالحديث عن سبب البحث في الوجه التأثيري بين الغائية والسببية عند الأشاعرة، ذلك أن بحث مشكلة الغائية عند الأشاعرة، يتطلب الكشف عن آرائهم فيما يتعلق بمبحث السببية إذ إن تناول هذا الموضوع يكشف عن بعد هام من أبعاد تفسيرهم الغائي، فإذا كان تناول موضوع السببية يتضمن البحث في العلاقة بين متغيرات العالم، وتحديد القوى الفاعلة  والمؤثرة في العالم، فإن مثل هذا التحديد له أهميته من حيث ارتباطه بموضوع الحكمة والعناية الإلهييتين من ناحية، وتفسيره لنظام العالم من ناحية أخرى، وقد كان لموضوع السببية مكانه البارز في اهتمام المسلمين سواء كانوا فلاسفة أو متكلمين، نظرا لارتباطه لديهم بمشكلة ميتافيزيقية وهي علاقة الله بالعالم وفعاليته فيه.
وقد تناول كل هذا في محاور كان أولاها في رفض الأشاعرة للقول بطبائع مؤثرة، فقد رفضوا رفضا قاطعا أي قول بطبيعة موضوعية للموجودات، أو أي قوى طبيعية مؤثرة في العالم، وقد ساعد الأشاعرة على تنبني مثل هذه الآراء، فكرة الجوهر الفرد التي مهدوا بها لآرائهم تلك حتى إن ابن ميمون قد ذهب غلى القول بأن مقدماتهم الطبيعية إنما انتخبت انتخابا لكي تخدم معتقداتهم الدينية.
والحق أن الأشاعرة محقون في نقدهم لأقوال الفلاسفة حول القوى المؤثرة في العالم الطبيعي إذ إن آراءهم بها الكثير من اللبس والتداخل مما يجعل من الصعوبة تحديد أرائهم في العوامل المؤثرة في العالم الطبيعي.
وثاني المحاور من هذا الفصل كان في نقد الأشاعرة للاقتران الضروري بين الأسباب والمسببات؛ وخلاصته كما تقول الباحثة: إذًا فالأشاعرة رفضوا القول بالشرطية الضرورية في العلاقة بين الأسباب والمسببات، فكيف إذًا فسروا حدوث العلاقات المطردة بشكل متكرر؟ لقد ذهبوا إلى القول بفكرتهم في “العادة”، فهم يقولون: إن الوجود عند الشيء لا يعني الوجود به.
والمحور الثالث في القدرة الإلهية وارتباطها بالسببية والغائية عند الأشاعرة، أبانت الباحثة أن أهم العوامل التي دفعت الأشاعرة  لتبني آرائهم في نفي الأسباب الذاتية للموجودات ورفض الاقتران الضروري السببي هو تصورهم لمفهوم الاقتدار الإلهي، وقد رأى الأشاعرة أن القول بالضرورة السببية يؤدي إلى انتقاص من مفهوم القدرة الإلهية المطلقة، مما دفعهم إلى نفي الأسباب للموجودات، والقول بأن الفاعلية الإلهية المختارة هي السبب الحقيقي والوحيد لكل حوادث العالم مباشرة.
والمحور الرابع جعلته الباحثة نظرة شاملة لمشكلة السببية والغائية عند الأشاعرة ساقت فيه آراء الباحثين المعاصرين حول السببية والاقتران لتخلص إلى أنه إذا كانت آراء الأشاعرة في السببية يبدو تأثيرها واضحا في صياغة تفسيرهم الغائي، من حيث إن آراءهم في السببية جاءت مؤكدة على مبدأهم الهام في رفض أي فاعلية لغير الله تعالى.
ونأتي على الفصل الثالث والذي هو بعنوان الغائية وارتباطها بمشكلة الحرية الإنسانية لنجد في تمهيده الإشارة إلى أهمية موضوع الحرية عند تناول فكرة الغائية، من حيث إن مشكلة الحرية هي تلك الحلقة المتوسطة  التي تربط بين موضوع السببية والعناية الإلهية، فإقرار الحرية الإنسانية هو أحد الوسائل التي يمكن من خلالها تبرير وجود الشر في العالم برده لفاعلية الإنسان واختياره، ومن ثم إقرار الحكمة الإلهية المترفعة عن فعل كل ماهو شر، كما أنه مع وجود التكليف وما يلحقه من ثواب وعقاب تصبح حرية الإنسان موضع بحث دقيق لارتباطها بحكمة الله وعدله، وكان بحث هذا الفصل في محاور أولاها: في رفض الأشاعرة لآراء كل من الجبرية حول الحرية الإنسانية، وتناولت فيه كون الموقف الأشعري حول موضوع القدر جاء ليحاول تقديم حل وسط، وتصور مقبول يتلافى ما في آراء كل من الجبرية والمعتزلة من مبالغةـ في نظر عامة المسلمين ـ سواء بنفي الاختيار الإنساني تماما، أو تقريره بلا بتحفظ.
وهذا الموقف الوسط الذي حاول الأشاعرة أن يصوغوه فيما يتعلق بمشكلة الحرية الإنسانية له دلالته المرتبطة بالتفسير الغائي عندهم، إذ  إن موقف الأشاعرة الرافض لآراء الجبرية الخالصة يشير إلى أنهم لم يستسيغوا القول بالجبر الخالص على الإنسان مما ينذر بأنهم سوف يذهبون إلى رأي خاص يبرر حكمة التكليف وعدالته دون الذهاب إلى القول بفاعلية إنسانية.
والمحور الثاني: في عناصر التأثير في الفعل الإنساني عند الأشاعرة وصلتها بفكرتهم في الغائية، وتتضح هذه الصلة بين آراء الأشاعرة في الحرية الإنسانية وفكرة الغائية عندهم من خلال محورين أساسين:
1- القدرة الإلهية والاستطاعة وعلاقة كل منهما بالفعل الإنساني،
2- إردة الله وإرادة الإنسان وعلاقتهما بالفعل الإنساني.
ففي الأول قرر الأشاعرة أنه لا خالق سوى الله، وأن أفعال الإنسان مقدورة لله تعالى، وأثبتوا قدرة حادثة للإنسان، وأن هذه القدرة الحادثة غير صالحة للإيجاد؛ بمعنى أنها لا تستقل بإيجاد الأفعال، وأن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل، وأن القدرة الحادثة لا تصلح للضدين، كما أنها لا تكون قدرة على الفعل والترك، وقالوا بفكرة الكسب، ورفضوا قول المعتزلة بكون فعل الإنسان متولدا.
أما في الثاني: فيرى الأشاعرة أن الإرادة الإنسانية، إرادة محدثة ووقع الفعل يتوقف على مرجح يختصه بالوجود دون العدم، فلا يرجح أحد الطرفين إلا بإرادة جازمة، والإرادة المحدثة للإنسان لا تصلح للترجيح لأنها تفتقر إلى الانتهاء إلى إرادة الله القديمة التي بها وحدها يكون القرار النهائي بوقوع الفعل وتخصصه بالوجود دون العدم.
وبالمقابل فإن إرادة الله شاملة، وهي صفة قديمة بذات الله تعالى ومتعلقة بجميع الكائنات، وأنهم -أي الأشاعرة- فندوا رأي المعتزلة حول نفي إرادة الله للمعاصي الإنسانية.
وثالث المحاور من هذا الفصل، وهو في مشكلة الحرية وحكمة التكليف وعلاقتهما بالغائية عند الأشاعرة، فيه تناولت الباحثة محاولة الأشاعرة التوفيق بين آرائهم في الحرية والقول بمعقولية التكليف، وعدالة الله عز وجل (الهدى والضلال والختم والطبع)، كما تطرقت لمفهوم عدالة التكليف.
وفي المحور الرابع عن الحتمية الإلهية الشاملة عند الأشاعرة، رأت الباحثة أن الأشاعرة إذا كانوا قد رفضوا القول بحتمية سببية سواء في الطبيعة أو في العلاقة بين الإرادة والقدرة الإنسانية وما يصدر عن الإنسان من أفعال، فقد استبدلوا تلك الحتمية بحتمية أخرى أرجعوها إلى الله تعالى، وهي حتمية نفاذ القضاء والقدر، وأن قضاء الله يشمل كل شيء عندهم.
وفي المحور الخامس الذي قدمت فيه نظرة شاملة عن مشكلة الحرية وارتباطها بالغائية عند الأشاعرة رأت الباحثة أن آراء الأشاعرة في الحرية الإنسانية تأتي متابعة لآرائهم في خلق العالم والسببية، من حيث إنها تؤكد على الفاعلية الإلهية المستمرة والمتفردة في العالم، وأن الله يخلق بالقصد والإرادة المختارة كل ما يكون في العالم دون أي ضرورة تقيد فعله تجاه الطبيعة أو الإنسان، مما يؤكد على أن إثبات القصد الإلهي للإيجاد هو البعد الأساسي لتفسيرهم الغائي.
في الفصل الرابع عن الغائية وارتباطها بمفهوم العدل الإلهي عند الأشاعرة، مهدت له الباحثة بأن تناول موضوع العدل الإلهي عند الأشاعرة يتضمن توضيح آرائهم في مفهوم الخير والشر، كذلك تبريرهم لوجود الشر، وما يستتبعه هذا من إلقاء الضوء على آرائهم في علاقة الله بالإنسان والتي لها أكبر أهمية في تحديد أبعاد التفسير الغائي عندهم.
     ثم بينت أن معالم التصور الأشعري للعدل الإلهي تظهر في الخلاف المعتزلي الأشعري حول الحسن والقبح وارتباطهما بالغائية، وفي تقرير الأشاعرة أنه لا واجب على الله تعالى وتأثير ذلك على فكرتهم في الغائية، وكذا العفو الإلهي عندهم وارتباطه بفكرتهم في الغائية.
وفي الفصل الخامس  والأخير والذي جعلته بعنوان الغائية وارتباطها بمفهوم الحكمة والعناية الإلهية، مهدت له الباحثة بأن الكلام فيه هو الوصول إلى النقطة التي تحدد الإطار النهائي للتفسير الغائي للعالم عند الأشاعرة، وتناولت فيه رفض الأشاعرة لتعليل الفعل الإلهي، وخلافهم مع المعتزلة حول الصلاح والأصلح، وتكلمت عن مفهوم العناية الإلهية بين الفلاسفة والأشاعرة، والدليل الغائي وإشكاليته عند الأشاعرة.
وفي الخاتمة ونتائج البحث خلصت الباحثة إلى نتائج وضعتها عبر نقاط وهي:
1-  تقرير الأشاعرة للقصد الإلهي للإيجاد واضح وحاسم برفضهم القول بقدم المادة وضروة الخلق وإثباته للخلق بالحدوث من عدم محض، ثم استمرار الخلق الإلهي المتجدد للعالم كل لحظة.
2- أن أحد أهم معالم التفسير الغائي عند الأشاعرة حرصهم الشديد على تأكيد الحرية المطلقة لفاعلية الله في العالم.
3- قدم الأشاعرة تصورا خاصا لموضوع الخير والشر، يعكس جانبا مهما من تفسيرهم الغائي.
4- إن للآراء الأشعرية في رفض وجود معنى موضوعي للخير والشر مجال يمكن للعقل أن يدركه وله تأثير كبير على تفسيرهم الغائي.
5- يبدو موقع الإنسان بالنسبة للتفسير الغائي عند الأشاعرة متواريا وبلا أهمية فهم لم يهتموا كثيرا بالجانب الإنساني.
6- إذا كان الأشاعرة قد نفوا عن الوجود التفسير العبثي من خلال تأكيدهم على أن العالم فعل الله والله تعالى قاصد مريد ومن ثم لا يقال عن فعله أنه عبث، فإن هذا  التفسير لم يخلص الإنسان من كابوس العبثية لديهم.
7- بالرغم من المبدأ الأشعري في رفض تعليل الفعل الإلهي وتأكيدهم على أن الله لا يفعل لغرض…فإن هذا لا يعني أنهم لم يقولوا بالنظام والإتقان في العالم.
8- وفي النهاية يمكن القول إن الغاية النهائية للعالم بكليته وجزئيتاه عند الأشاعرة هي نفاذ المشيئة الإلهية وفقا للعلم الأزل.ي

 

                                                                           إعداد الباحث: يوسف الحزيمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق