مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

معارضة خبر الآحاد لعمل أهل المدينة وأثر ذلك في اختلاف الفقهاء 11

الدكتور عبد الحق يدير 

أستاذ التعليم العالي كلية الآداب و العلوم الانسانية فاس سايس

 

 ومن تأمل اعتراضاتهم على هذا الأصل يجد أن سبب ردهم له يرجع إلى أمرين أساسيين:

1- البدع والمحدثات التي شهدتها المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تغيرت الأحوال عما كانت عليه زمن النبوة والخلافة الراشدة في معظم الأشياء، بل حدث فيها الفساد حتى في عصرهم ودخلها كثير من التبديل والتغيير، والدليل على ذلك فيما يذكرون أن الصحابي الجليل أبا الدرداء رضي الله عنه قال: “لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة”. قال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم؟ قال عيسى بن يونس: فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان؟[1].

وعن أنس بن مالك رضي الله عليه قال: “ما أعرف منكم ما كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم لا إله إلا الله…”[2]

وعن ميمون بن مهران قال:” لو أن رجلا أنشر فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة”[3]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بهن تركهن الناس: كان يرفع يديه في الصلاة مدا، ويسكت هنيهة، ويكبر إذا سجد وإذا رفع”[4].

2- الأحاديث التي رواها مالك وأصحابه ولم يعملوا بها ورأوا العمل على خلافها، مع أنها ثبتت من آخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يظن أنها نسخت بشيء. فكيف يدعون غيرهم للاحتجاج بعمل أهل المدينة وقد تركوا العمل بما رووه من السنن؟[5]

ومن الأحاديث التي أنكر العلماء على مالك وأصحابه ترك العمل بها لأجل عمل أهل المدينة:

1 – حديث خيار المجلس في  البيع[6].

2- حديث دعاء الاستفتاح في الصلاة.[7]

3- حديث التعوذ عند قراءة الفاتحة في الصلاة.

4- حديث رفع اليدين في الصلاة[8].

5- حديث الجهر بآمين في الصلاة الجهرية.

6- حديث الصلاة على الجنازة في المسجد.[9]

7- حديث صحة صيام المفطر الناسي في رمضان ولا قضاء عليه ولا كفارة[10].

أثر رواية الحديث في اختلاف الفقهاء، للدكتور عبد الحق يدير، سلسلة أطروحات وأعمال رقم 17، طبعة 2011م، المملكة المغربية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس. ص336 وما يليها.

 

 


[1] – انظر الاعتصام للشاطبي: 1/26 تحقيق محمد رشيد رضا.

[2] – نفسه.

[3]–  نفسه.

[4]– انظر العرف والعمل في المذهب المالكي للجيدي ص318.

[5] – نفسه.

[6]– أخرجه البخاري في كتاب البيوع باب لم يجوز الخيار، وأخرجه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

[7]– أخرجه الترمذي في كتاب الصلاة باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وغيره.

[8]– تقدم تخريجه.

[9]– أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب الصلاة على الجنازة في المسجد، والترمذي في كتاب الجنائز ما جاء في الصلاة على الميت في المسجد.

[10]– سبق تخريجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق