الرابطة المحمدية للعلماء

مشاركون بمنتدى فاس :عولمة قيم التسامح والإخاء والسلم أضحت ضرورة ملحة

دعا منتدى فاس ” روح للعولمة ” الذي يشكل ملتقى للأكاديميين والمثقفين والمفكرين والدبلوماسيين ورجال المال والاقتصاد، أمس الأحد، إلى العمل من أجل عولمة قيم التسامح والإخاء والسلم وفن العيش المشترك باعتبارها أضحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن.

وطالب المشاركون في هذا المنتدى الذي ينظم في إطار الدورة 20 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، إلى تكثيف الحوار بين الثقافات واحترام التنوع والاختلاف وذلك من أجل المساهمة في تكريس السلم والاستقرار في العالم.

وحذر المتدخلون، خلال جلسة تمحورت حول موضوع ” مجتمعات متعددة الثقافات وتحديات التعايش “، من التأثيرات السلبية للعولمة باعتبارها ظاهرة تساهم في إقصاء وتغييب كل مظاهر الاختلاف والتنوع الثقافي للثقافات الوطنية وكذا لقيم ومعتقدات الشعوب، منوهين بالإعلان الدولي لمنظمة ( اليونسكو ) حول التنوع الثقافي باعتباره يشكل ” إرثا مشتركا للإنسانية “.

وأكد بعض المتدخلين على أهمية هذا الإعلان العالمي الذي يدعو إلى حماية وصيانة الخصوصيات الوطنية باعتباره يروم تعميق التفكير والنقاش حول قيم التنوع الثقافي التي تساهم بشكل كبير في فهم فن العيش المشترك وقبول الآخر والدفاع عنه.

ومن جهة أخرى، شدد بعض المتدخلين على أن قيم التسامح والتعايش والإخاء التي تدافع عنها العديد من المبادرات عبر مختلف دول العالم ومنها مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة من شأنها أن تساهم في التقريب بين الشعوب والثقافات وتذويب الاختلافات خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد على أن أفق حضارة القرن 21 سيرتكز على مثل هذه القيم الروحية.

وامتدادا لهذا الطرح، قالت سعيدة بناني الباحثة بجامعة الحسن الثاني ( الدار البيضاء ) أن منتدى فاس ” روح للعولمة ” استطاع أن يكرس خطابا واضحا يعترف بالجانب الروحي ويفسح له حيزا مهما في الفضاء العمومي، مشيرة إلى الجهود التي يبذلها المشاركون في هذا المنتدى من أجل إعادة بناء العديد من المفاهيم خاصة منها تلك المتعلقة بالتعدد الثقافي والتنوع وتحديات العيش المشترك بين الثقافات والشعوب .

واقترحت الباحثة سعيدة بناني أن يوجه المنتدى نقاشاته في الدورات المقبلة لبحث ودراسة العديد من القضايا والإشكالات التي تعرفها مختلف المجتمعات مع إنشاء مجموعات عمل توكل إليها مهمة دراسة قضايا ومواضيع محددة كالمواطنة والتربية الدينية والتنوع الثقافي والشراكة مع مكونات المجتمع المدني والمؤسسات السياسية والتربوية وغيرها.

ويبحث منتدى فاس الذي أضحى موعدا أساسيا في المهرجان مجموعة من القضايا الراهنة ذات الصلة بالتأمل الفلسفي والروحي الشامل.

وسيواصل المنتدى جلساته بتنظيم لقاءات ستتناول عدة مواضيع أخرى من بينها على الخصوص ” المغرب وتحديات التنوع ” و ” المقاومة والقيم الروحية ” و ” هل يمكن إنتاج نموذج مانديلي للسياسة بالشرق الأوسط ” .

يذكر أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة استطاع منذ انطلاقته قبل 20 سنة أن يحتل مكانة هامة على الصعيد الدولي باعتباره أحد أهم التظاهرات العالمية في مجال الموسيقى العريقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق