الرابطة المحمدية للعلماء

مسلمو فرنسا يرفضون الأعمال الإجرامية الأخيرة ويشعرون بـ”إهانة” لتناقضها مع الدين

عبر ممثلو الجاليات المسلمة بفرنسا عن قلقهم إزاء الأحداث الإجرامية التي عرفتها فرنسا مؤخرا، والتي ذهب ضحيتها أبرياء مسلمون ويهود، واصفين الأحداث الاخيرة بأنها جعلتهم يحسون بـ”إهانة”.

وكسبت أجهزة الأمن الفرنسية سباقها مع الوقت، إذ كشفت بسرعة فائقة هوية المتهم باغتيال 7 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال يهود في تولوز (جنوب غرب فرنسا)، وجنود مسلمون في مونتوبان المجاورة، وهو مواطن جزائري الأصل يدعى محمد مراح ويبلغ 24 من العمر.

وواكبت كشف هوية المتهم حال عامة من التأسف، خصوصاً في أوساط الجالية العربية والمسلمة التي سارع مسؤولوها، وفي مقدمتهم رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، محمد موسوي، إلى تأكيد شعورهم بـ”إهانة” لأن هجمات مراح تناقض أسس الإسلام بالكامل.

كما جعلت الأحداث الإجرامية الأخيرة رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، يخرج عن صمت المسؤولين الفلسطينيين ويصف ذلك بـ”المتاجرة باسم فلسطين لتبرير أعمال إرهابية تستهدف حياة أبرياء، والتي لا يقبلها أي طفل فلسطيني”.

وحُدِدت هوية مراح بعد تحقيقات كثيفة شارك فيها أكثر من 200 ضابط من الشرطة القضائية والاستخبارات الداخلية، بإشراف وزير الداخلية غيان الذي لازم تولوز منذ استهداف المدرسة اليهودية الاثنين الماضي.

وأتاح الوصول إلى مراح، المعروف لدى أجهزة الأمن بسبب ارتكابه 18 جنحة ومكوثه سابقاً في باكستان وأفغانستان، اتصاله عبر الإنترنت بأحد الجنود القتلى المنتمين إلى وحدة المظليين في مونتوبان، وهو عماد بن زياتن، للاستفسار عن إعلان لبيع دراجة نارية على الشبكة.

وقتل مراح الجندي بن زياتن خلال اجتماعه معه في تولوز في 11 الشهر الجاري، ثم اغتال بعد أربعة أيام مظليين آخرين في مونتوبان يدعوان عبد الشنوف ومحمد لقواد بإطلاق النار عليهما في أحد الشوارع.

ولدى استقباله أمس، ممثلين عن الجاليتين المسلمة واليهودية في قصر الإيليزيه، وذلك بعد مشاركته مع مسؤولين ومرشحين للانتخابات الرئاسية مراسم تكريم الجنود المسلمين الثلاثة القتلى في مونتوبان، صرح الرئيس نيكولا ساركوزي بأن “الإرهاب لن يقسم عائلتنا الوطنية”.

ودعا إلى عدم “الاستسلام أو الخلط أو الإنتقام”، مؤكداً حرصه على جمع ممثلي الجاليتين لتأكيد وحدة الصف في مواجهة الاعتداءات، وأضاف “لن تكون فرنسا كبيرة إلا بوحدتها”.

وفي خضم ذلك يخشى ممثلو الجاليات المسلمة استغلال الأحداث الإجرامية الأخيرة من طرف اليمين المتطرف من أجل كسب المزيد من أصوات الناخبين الفرنسيين، خاصة عشية الانتخابات الفرنسية، وذلك بشن المزيد من الحرب الكلامية وإثارة ما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا” الداعية إلى الرهاب من الإسلام والمسلمين.

عبد الله توفيق- وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق