الرابطة المحمدية للعلماء

مسلمو أوكرانيا يلوذون إلى مدارس اللغة العربية للحفاظ على هويتهم

في ظل غياب أية مدارس خاصة بهم، يعتبر مسلمو أوكرانيا مدارس اللغة العربية الأسبوعية ملاذا لهم، لحفظ وحصانة هوية وثقافة أبنائهم الإسلامية. كما تعد هذه المدارس في الوقت نفسه من أبرز وسائل التعريف بالإسلام في أوكرانيا.

وتنتشر مدارس اللغة العربية في شتى أرجاء المدن الأوكرانية، وخاصة في إقليمي شبه جزيرة القرم جنوب البلاد، وإقليم الدونباس شرقها، حيث يعيش قرابة المليون مسلم.

وبحسب موقع إسلام-أونلاين فإن عدد المدارس يبلغ قرابة الأربعين بهذه البلاد، وهي تتبع للمراكز الثقافية الإسلامية والجمعيات التي يشرف عليها اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد”، الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعنى بالإسلام والمسلمين في أوكرانيا.

وعن أهمية تلك المدارس، يقول د. شادي عثمان رئيس القسم الثقافي في اتحاد “الرائد”، “إن المدارس ساهمت على مدار سنوات نشاطها الخمس عشرة الماضية، ولا تزال، في دحض العديد من الشبهات المثارة حول الإسلام، كدين تطرف وإرهاب، يهضم حقوق الإنسان والمرأة، وذلك من خلال الحوار والنقاش الدائمين بين المدرسين والطلاب، وكانت أيضا سببا لاعتناق الإسلام من قبل أعداد كبيرة منهم”.

ويشير عثمان إلى وجود 20 مدرسة في شبه جزيرة القرم، و13 في إقليم الدونباس، و7 في مدن أخرى، مؤكدا على أهمية تلك المدارس للتعريف بالإسلام وإبراز صورته الحقيقية الخالية من أي تشويه، خاصة أن طلابها هم جيل المستقبل ونخبته.

يذكر أن هذه المدارس يلتحق بها أكثر من ألف طالب وطالبة في كل عام، وهم غالبا من طلاب وأساتذة جامعات ومعاهد العلاقات الدولية والفلسفة والأديان والإستشراق وغيرها، وذلك لأهداف عديدة مختلفة، كحب الثقافة وتعلم اللغات والرغبة في ممارسة العمل الدبلوماسي أو التجاري في بعض الدول العربية مستقبلا.

وتدرس اللغة العربية في هذه المدارس وفق مناهج خاصة بتعليم غير الناطقين بها على مدار ثلاثة سنوات متتالية، مصحوبة بمواد تعريفية بالثقافة الشرقية والإسلامية بصورة تدريجية ممنهجة، كخصائص وتاريخ وأصول دين الإسلام، وصولا إلى العقيدة وعلوم القرآن.

وإضافة إلى الدور الذي تقوم به تلك المدارس في تعليم العربية لغير المسلمين وتعريفهم بالإسلام، تعد هذه المدارس ملاذ مسلمي أوكرانيا من محليين أوكرانيين وتتار وأبناء جاليات لحفظ وحصانة هوية وثقافة أبنائهم الإسلامية.

وعلى الرغم من أن هذه المدارس، التي تتألف عادة من عدة غرف خدمية ضيقة تابعة للمراكز والجمعيات أو حتى مستأجرة، تسمح بتسجيل المسلمين الجدد الذي اعتنقوا الإسلام، وتسجيل أبناء المسلمين، إلا أنها برأي الكثيرين من أبناء الجاليات في أوكرانيا لا تلبي الحاجة الملحة في البلاد لوجود مدارس نظامية يومية خاصة بأبناء المسلمين ومعترف بها، تتضمن مناهج شاملة ومتكاملة، كما في بعض دول الغرب الأوروبي وأمريكا.

نور الدين اليزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق