مستشرقة إيطالية تدعو إلى استصدار قانون يحظر الإساءة إلى الأديان
ريتا ديميليو: الغرب افتقد الرغبة في التعرف على حقيقة الدين الإسلامي!
أكدت د. ريتا
ديميليو (Rita Damliu) المستشرقة الإيطالية
وأستاذة تاريخ العرب وحضارات الشرق في جامعة روما، أن الغرب افتقد الرغبة في
التعرف على حقيقة الدين الإسلامي، واستسلم للصورة التقليدية عنه والتي قامت وسائل الإعلام
بتكريسها، ولم يسع لمعرفة الصورة الصحيحة عن الإسلام من مصادره الأصلية، مكتفيا
بكتب مغرضة ومحرفة وتفتقد الموضوعية تقف وراءها جهات معادية للدين الإسلامي.
وقالت في حوار مع شبكة الأخبار العربية (محيط)
إن من أسباب ما نشهده من عداء تجاه المسلمين هو حالة الجهل الشديد بالإسلام التي
تسود البلدان الأوروبية، حيث يكتب العديد من الإعلاميين عن الإسلام وهم لا يملكون
أي فكرة عنه، وبالتالي نرى ما نرى من التجني على ذلك الدين وأهله من وقت لآخر.
ولم تُعف ريتا المسلمين من تحمل المسؤولية،
فقد قاموا، تقول المستشرقة الإيطالية، بتكريس هذه الصورة بضعفهم وعدم اتحادهم،
وكذلك عدم امتلاكهم لوسائل إعلام قوية تستطيع تسويق تعاليم الدين الإسلامي السمحة،
وقد اكتفت وسائل الإعلام العربية -تضيف ريتا- في التحدث عن الإسلام للمسلمين فقط،
وفشلت في الوصول للغرب وفي إيجاد آليات للتعريف بحقيقة الإسلام وتعاليمه هناك، ولم
تتبن أية خطط جادة لتوضيح مبادئ وتعاليم الإسلام التي تحترم الآخر ولا تقر
الاعتداء عليه.
وشددت ريتا على ضرورة أن يضع المسلمون إستراتيجية موحَّدة لمواجهة الحملات المسيئة
للدين الإسلامي، وإقناع الرأي العام العالمي بأن ذلك لا يدخل في إطار حرية الرأي
والتعبير، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى احترام الآخرين والتسامح معهم،
وعدم الاعتداء على الأبرياء وأنه عندما يرتكب البعض أعمال عنف ضد الأبرياء فإن ذلك
ليس له علاقة بتعاليم الدين الإسلامي، وأن هناك من يرتكبون أعمالا مماثلة وينتمون
إلى ديانات أخرى.
كما دعت ريتا بلدان العالمين العربي والإسلامي
إلى ممارسة أقصى الضغوط على المنظمات والهيئات الدولية لاستصدار قانون يحظر
الإساءة إلى الأديان بصفة عامة، مثلما فعل اليهود فاستصدروا قانون معاداة السامية...
من ناحية أخرى، قالت ريتا إن سماحة الدين الإسلامي الذي
يدعو إلى الإخاء واحترام الآخرين وعقائدهم، هو السبب الرئيسي لدخول الغربيين
للإسلام، كما أنه دين يحتوى على مجموعة من القيم والمبادئ السامية والروحية التي
يفتقدها الإنسان الغربي حاليا، والتي أيضا لا توجد في الأديان والعقائد السماوية
الأخرى.