الرابطة المحمدية للعلماء

مساهمات مؤسساتية في التصدي للصور النمطية عن الإسلام

تأطير أجيال جديدة من التربويين المسلمين في الغرب على مشروع “النجاح في عالم متغير”

في هذا العصر من الرؤى الخاطئة المنتشرة بأن الإسلام هو دين عدم التسامح، يُعتبر وجود منهاج تربوي إسلامي للسلام يتعامل مع عملية بناء السلام من منظور إسلامي أصيل أمراً أساسياً، وهكذا حضرت مجموعة مكونة من 35 تربوي مسلم من ثماني دول إلى مندناو، ثاني أكبر جزيرة في الفلبين مؤخرا بهدف حضور ورشة عمل عالمية حول مناهج السلام الإسلامية.

وأكد أعضاء في مركز الفلبين للإسلام والديمقراطية، الذي قام بتنظيم ورشة العمل مع معهد الولايات المتحدة للسلام إلى أن تعليم السلام الإسلامي يتأسس أولا وأخيرا على المبادئ الدينية والعلمية والفلسفية والأخلاقية في مجال صنع السلام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وشخصيات تاريخية دينامية مشهورة من التاريخ الإسلامي، وبالرغم من وجود مجالات تماثُل مع التوجهات الغربية نحو حل النزاعات، إلا أن تعليم السلام الإسلامي وجهود صنع السلام تأخذ بالاعتبار الأبعاد الروحية والدينية للعاملين الذين يقدرون على تحويل أنفسهم والمجتمع بأكمله بعيداً عن النزاع ونحو علاقات متناغمة.

ويجري حالياً استخدام الكتب المنهجية وكتيبات تعليم السلام من منظور إسلامي في الباكستان وأفغانستان والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند ولدى الأقليات المسلمة في الغرب، حيث ترى الدكتورة عائدة مصدق من جامعة ولاية مندناو، مشيرة إلى أن معظم برامج تعليم السلام في الفلبين كانت إما تتمحور حول المسيحية أو ترتكز على التوجهات الغربية، تقول أن هذه التوجهات لم يكن لها صدى عند الطلبة المسلمين، ولكنها تضيف أن مناهج تعليم السلام الإسلامية كانت فاعلة وذات أثر لأنها متأصّلة في التقاليد الإسلامية وتبني على أساليب التعلُّم التعاونية وجلسات التفكير والمراجعة والتطور الجماعي.

ومن جهتها، قامت الدكتورة ليلى منير من معهد المدارس الدينية الداخلية والديمقراطية ومركزه جاكرتا، (منظمة تعمل في مجال إشراك الطلبة في المدارس الدينية الداخلية في عملاء إيجابيين للتحول الاجتماعي) ببحث أهمية استخدام المضمون الثقافي المحلي الذي يفهم الإسلام ويمارس من خلاله لتعليم عملية تدريس السلام لطلاب المدارس الثانوية والدينية، في حين تذكر الدكتورة أسنا حسين، مؤسسة منظمة “تعليم السلام الإسلامي” غير الحكومية كيف تعاونت مع مجلس محلي للعلماء الدينيين في “أتشيه” بإندونيسيا لتأليف كتيب حول السلام للمدارس الثانوية والمدارس الدينية الإسلامية، وقد قامت الدكتورة حسين بتنظيم مجلس استشاري من العلماء الرئيسيين للإشراف على المشروع وتنفيذه.

وفي الفلبين، تم نشر كتاب المركز الفلبيني للإسلام والديمقراطية وعنوانه “النموذج الإسلامي في تعليم السلام” بإلهام وإرشاد من مشروع الدكتورة حسين، حيث تستخدم العديد من المدارس الفلبينية الثانوية والدينية ذات الطلبة المسلمين الآن هذا الكتاب المنمهجي لتدريس أساليب تعليم السلام الإسلامية.

وفي بريطانيا، قامت هاجر القطاني من المنتدى العالمي للحوار الإسلامي في المملكة المتحدة بعرض برنامجها لتعليم السلام الإسلامي وعنوانه “النجاح في عالم متغير”، الذي يعمل على تمكين الشباب البريطاني المسلم لإعادة تأطير توجههم المفاهيمي نحو الإسلامي من خلال استكشاف نواحٍ ثقافية وحضارية ودينية واجتماعية وسياسية مختلفة للإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق