الرابطة المحمدية للعلماء

مراكش تحتضن “الإرث العربي الأندلسي في الثقافة الأوروبية”

يشكل موضوع “الإرث العربي الأندلسي في الثقافة الأوروبية” شعار الدورة الثانية للقاء الأورو متوسطي المزمع تنظيمها بمدينة مراكش في الفترة الممتدة ما بين 15 و22 فبراير الجاري٬ وذلك بمشاركة تلاميذ من منطقة بويي سانت بول (فرنسا) ونظرائهم بمعهد العمراني بالمدينة الحمراء.

وتهدف هذه التظاهرة المنظمة٬ على الخصوص٬ من قبل مركز الثقافة الأوروبية بسانت جون أنجيلي بفرنسا٬ إلى تثمين جميع ثقافات العالم وتشجيع الحوار الأورومتوسطي.

وحسب مدير المركز ألان أونونوالد٬ فإن الحوار الأورمتوسطي وعلى غرار الحوار بين الديانات يعتبران أساسيين لمستقبل مجتمعات بلدان المنطقة وازدهارها وتطورها٬ مشيرا إلى أنه على امتداد 25 سنة ومركز الثقافة الأوروبية يؤكد على أن التبادل وتقاسم الرؤى وتعزيز التفاهم لن يتم إلا من خلال اللقاءات المتبادلة بين الشباب من مختلف الثقافات، وأضاف أن الروابط التي تنسج بين الأشخاص تعد وحدها الكفيلة بإرساء الآليات الضرورية لدحض الأحكام الجاهزة والمسبقة والهدامة المبنية على أسس غير سليمة وكذا التنافر والتصادم الناجمين بالأساس عن عدم معرفة الآخر.

وأشار إلى أن مركز الثقافة الأوروبية طور منذ سنة 1989 أسلوب عمل غير مسبوق في أوروبا وبلدان حوض المتوسط يتوخى تشجيع والنهوض بمفهوم المواطنة المسؤولة والتعرف على الثقافات السائدة بدول المنطقة.

من جهتها٬ أوضحت المديرة المساعدة المكلفة بالتواصل بمركز الثقافة الأوروبية غيشلي ديدون٬ أن هذه المبادرة موجهة إلى الشباب بالسلك الثانوي التأهيلي الذين لم تتوفر لهم إمكانية متابعة دراسات عليا٬ مبرزة أن التربية على الوعي بالرهانات المتعلقة بمستقبل الحوار بين الثقافات وبلدان المنطقة تبقى ذات أولوية كبرى.

وذكرت أن المركز أسهم منذ 20 سنة في إحداث شبكة مراكز للثقافة الأوربية والأور متوسطية بألمانيا وايطاليا ورومانيا وتونس عملت على تنظيم لقاءات تتمحور حول الثقافة والمواطنة٬ مؤكدة أنه “من المهم بالنسبة لنا مواصلة هذا العمل الذي يتيح إمكانية النهوض ببناء مواطنة متعددة الجنسيات”.

وخلال مقامهم بالمدينة الحمراء٬ سيقوم التلاميذ الفرنسيون بزيارة عدد من المرافق بالمدينة من بينها المدينة القديمة ومنطقة النخيل وحدائق المنارة وساحة جامع الفنا والأسواق٬ كما سيزورون وحدة لصنع الشاي وكذا منطقة أوريكة.

ويتضمن برنامج هذه الدورة٬ أيضا٬ تنظيم ورشات موضوعاتية حول تعدد الثقافات ولقاءات مع عائلات مراكشية ومع عميدة كلية الآداب بمراكش٬ فضلا عن إحياء حفل فني عربي أندلسي، وتسليم شواهد للمتدربين.

يشار إلى أن مركز الثقافة الأوروبية بمنطقة سانت جون أنجيلي بفرنسا يعتبر منظمة غير حكومية معتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية الفرنسية كجمعية مساندة للتعليم العمومي في أداء مهامه، وتسعى من خلال اللقاءات الثقافية التي تنظمها، وتنشطها شخصيات مرموقة تواكب التحولات التي يشهدها المجتمع٬ إلى تقديم تكوين جيد وموضوعاتي للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و20 سنة يرتكز على ترسيخ مبادئ “العمل المشترك” وتعزيز الروابط الاجتماعية القائمة على”العيش المشرك”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق