الرابطة المحمدية للعلماء

كيف نعيد قراءة العقيدة الأشعرية؟

د. إدريس خليفة: الخروج عن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية هو خروج عن إجماع الأمة!

دعا الدكتور إدريس خليفة، عميد كلية أصول الدين بتطوان (المغرب) إلى إعادة قراءة العقيدة الأشعرية من مصادرها وخاصة مثل كتاب الرسالة لأبي زيد القيرواني وغيره من الكتب، وإلى إعادة كتابة هذه العقيدة بعيدا عن الأساليب المعقدة التي انتشرت في القرون الوسطى.

وقال خليفة الذي كان يتحدث أمس في حوار حي مع موقع الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: "المغاربة والعقيدة الشعرية": إن تشبث المغاربة بالعقيدة الأشعرية أمر واضح من منهج الدراسة في جامعة القرويين وفي جامع القرويين، وفي كون المغاربة مجمعين على مبادئ هذه العقيدة حيث لا تجد مغربيا يقول بخلق القرآن... وأن المغاربة جميعا يثبتون لله جميع الصفات من الوجود والقدم والبقاء والغنى المطلق والمخالفة للحوادث السمع والبصر والكلام وهم جميعا ينزهون الله تعالى عن مشابهة خلقه، وهم جميعا لا يكفرون مرتكب الكبيرة، وهم جميعا يترضون عن الصحابة، وهم جميعا يقولون إن تمام الإيمان بالعمل الصالح.

وأكد خليفة أن تبني المغربي مذهبا غير المذهب المالكي وعقيدة غير عقيدة الأشعرية أمر مشكل بالفعل، وذلك إذا كان هذا المغربي من أهل العلم والتمييز؛ فأهل العلم يعرفون تاريخ المذاهب الفقهية ولديهم اطلاع على مذهب الإمام مالك وفضائله، وعلى عقيدة الأشعرية ومزاياها.

وفي هذا الإطار أشار خليفة إلى أن الخروج عن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية هو خروج عن إجماع الأمة؛ وهو ما يؤدي إذا انتشر إلى خصام المذاهب واضطراب أمر الفقه والفتوى.

إلى ذلك قال عضو المجلس العلمي الأعلى في هذا الحوار الذي يجريه الموقع أسبوعيا، إن المغرب يمر بمنعطف تاريخي هام، فهو بصدد تأكيد هويته وبيانها والعناية بها.

وانتقد خليفة بُعد العلماء المغاربة عن الناس، وعن المجتمع وهمومه، وأشار إلى أن هناك عددا من العلماء لا يتقن أدوات العصر ولا يستعملها، وأن عددا منهم يؤدي الدروس بطريقة تقليدية، وهو ما يؤدي -يضيف خليفة- إلى غياب العالِم عن الساحة رغم حاجة الناس إليه، ورغم المستجدات والمخالفات العقدية والحسية التي تسيء إلى الشريعة. وفي هذا السياق دعا خليفة إلى تجديد الخطاب الديني وإشعار العلماء بواجبهم ووضع الوسائل بين أيديهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق