الرابطة المحمدية للعلماء

كيف تُجدد المعرفة والإيمان والعمل وَجه العالَم؟

كيف
تُجدد المعرفة والإيمان والعمل وَجه العالَم
؟

الأساس
الأخلاقي والقيمي للعلم

اختتمت
أعمال المنتدى الفكري الثاني الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات بفندق شيراتون/
الدوحة تحت عنوان “العلم والثقافة ومستقبل الإنسان.. كيف تجدد المعرفة
والإيمان والعمل وجه العالم”. وذلك من 30 مايو إلى 1 يونيو2008.

وقد
استهدف المنتدى،
حسب ما جاء في موقع الجزيرة نت، عرض أهم التطورات العلمية المعاصرة
وانعكاساتها على الفكر الإنساني، عرضا يخاطب جمهورا أوسع من النخب المثقفة، ويعمل
على إبراز أهمية تداخل التخصصات الإنسانية، والجمع بين “العلوم الدقيقة
والعلوم الاجتماعية”، وكذا السعي إلى إرساء أشكال جديدة للتفاعل بين الثقافات،
واستكشاف بعض السبل وتحديد بعض المبادئ التي يمكن أن يعتمدها التفاعل بين العلم
والدين والثقافات، فضلا عن العمل على إيجاد قاعدة جديدة يتأسس عليها العلم حتى
يتسنى له الإسهام في البحث عن المعنى في العالم المعاصر المطبوع بالتعقيد والتنميط
في نفس الآن، والغاص بالمفارقات والتناقضات..

ومن
أهم القضايا التي أثارها المنتدى علاقة العلم والدين؛ وهي العلاقة التي نفى أغلب
المشاركين أن تكون علاقة صدام وتنافر وإنما علاقة تكامل وتناغم.. حيث ذكر رئيس
فريق البحث في “العلم والدين في الإسلام” عبد الحق برونو غيدردوني أن
العلم لا بد له من محتوى أخلاقي. أما الكاتب البريطاني ضياء الدين سردار فقد نبه
إلى أنه إذا كان الدين والعلم يتفقان في السؤال عن الحقيقة فإنهما يختلفان في صيغ
الأجوبة عن مغزاها؛ فهنا إيمان وتسليم وهناك شك وتجريب.

 ومن جهته فقد أوضح
البروفيسور اللبناني والمتخصص في الذكاء الاصطناعي، والمهتم بإدارة المعرفة وتقييم
الأنظمة المعرفية، الدكتور حسن غازيري أن المنطق وإن كان يهدف في الأصل إلى عصمة
الفكر من الخطأ، فإنه يضع آلية تسمح للعقل بأن يستعين بالمعلوم لإدراك المجهول.
فالمنطق والرياضيات لا يمكنان العالم من الإحاطة بكل الحقائق. ولا يعني هذا
الانتقاص من العقل، بل يعني فقط محدودية هذا العقل في الوصول إلى الحقيقة.

بينما
ذهب الفيلسوف والفيزيائي النظري الإيراني “مهدي غولشاني” إلى أن العلم
خلال القرن العشرين  بقدر ما خدم الحياة
المادية وطور القدرات العلمية والعسكرية للدول المتقدمة، بقدر ما عمل على تكريس
عوامل الصراع والتوتر، وزيادة معدلات التلوث في العالم، وهي كلها أمور تؤكد
على أن العلم لا يمكنه حل مشاكل الإنسانية لوحده ولا بد من التفكير في ضرورة
إعطائه أسسا أخلاقية.

وفي
نفس السياق، حذر مصطفى المرابط من مخاطر التطورات الناتجة عن التطورات المتلاحقة
للعلم ومنتجاته، مؤكدا أن العلم بقدر ما فتح من آفاق كانت مجهولة خلق إشكالات
ومخاوف وأضرارا. الأمر الذي يفرض بحدة ضرورة البحث عن أساسي أخلاقي وقيمي للعلم.
وفي هذا الإطار، واستجابة لهذه الحاجة جاءت فكرة عقد هذا اللقاء العلمي الذي تنادت
إليه كوكبة من العلماء من مشارب شتى، وثقافات مختلفة، لكي يبرزوا مدى مسؤولية
العالم، التي لا تقف عند حد الإلمام بالمعارف، بل الجمع بين العلم والعمل.

وقد
تميز هذا المنتدى بمشاركة نوعية لعلماء وفلاسفة مرموقين يجمعون في تكوينهم بين الاطلاع
على منهجيات العلوم والفلسفة، والوعي بأهمية العلاقة التي يجب أن تقوم بين العلوم
التجريبية والقيم الأخلاقية والدينية؛ كرونالد هوفمان العالم الأمريكي الحاصل على
جائزة نوبل في الكيمياء، وتشارلز تاونز الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء، والأستاذ
الفخري بجامعة أكسفورد البريطاني كيث وورد، وعالم الفلك الجزائري والأستاذ في
الجامعة الأميركية بالشارقة نضال قسوم..

وللإشارة فقد شارك في هذا المنتدى الدولي، الذي جاء
ثمرة تعاون مشترك بين شبكة الجزيرة وجامعة باريس المتعددة التخصصات، ثلاثون باحثا
وعالما وأكاديميا من جامعات ومؤسسات عربية وأجنبية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق