الرابطة المحمدية للعلماء

كونية العِلم بين الإبستيمولوجيا و السوسيولوجيا.. !

د. باعكريم يرصد الأسس التي ينبني عليها العلم في مبادئه ومنطقه وقيمه

يفترض القول بكونية العلم، عدم ارتباطه بالزمان والمكان ولا بالثقافة والمجتمع. لكن هل هذا يعني انفكاكه بالضرورة عن التاريخ؟ وما المقصود هنا بالتاريخ؟ وما معنى تاريخ العلوم؟ ثم ما علاقة العلم بالمجتمع؟ أما من جهة الاختصاص، هل يدخل موضوعنا في دائرة الإبستومولوجيا أم أنه من شأن سوسيولوجية العلم؟ ومن ثمة، هل من إمكانية قيام علم خارج ما يدعى ب”العلم الغربي”؟ وفي النهاية سنتفحص مفهوم الكونية ذاته ونتساءل هل هو مفهوم موضوعي بإطلاق أم أنه نسبي ومقصور على الإنسان وحده؟       

تلك زمرة من الأسئلة التي حاولت الحلقة العلمية التي عقدها مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، في موضوع: “كـونية العـلـم”، وعرفت إلقاء محاضرة للدكتور عبد المجيد باعكريم؛ أستاذ تاريخ الأنساق النظرية (تاريخ الفلسفة وتاريخ العلوم و الإبستيمولوجيا)، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة مولاي إسماعيل وبالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس، في الموضوع ذاته.

حاول الدكتور باعكريم النظر في الأسئلة السابقة وغيرها بنظرة تفحصية ونقدية، واستقصاء بعض جوانبها من خلال الحجج المقدمة من هنا وهناك، وذلك بالعودة إلى الأسس التي ينبني عليها العلم في مبادئه ومنطقه وقيمه، ومدى ارتباطه بسمات ذهنية معلومة وبمتطلبات منهجية مخصوصة.   
                                                                                                                  وخلص في النهاية، بعد هذه الإطلالة، إلى أن العلم إذا لم تظهر بعد معالم كونيته فهو سائر نحوها لا محالة، غير أنها تظل مع ذلك كونية إنسانية نسبية لا موضوعية مطلقة، فتاريخ العلم تاريخ واحد لكن بجغرافية متعددة، وغير ذلك يقوم في تقدير المحاضر على الخلط بين العلم والمعارف العلمية، وعلى عدم التمييز بين منطق النظر ومنطق العمل، وبين منطق الحقيقة ومنطق المنفعة، وبالجملة يستند إلى النظر إلى العلم وفق منطق التقنية.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق