مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثشذور

قراءة كتب الوعظ في المساجد

قال الإمام أبو العباس الونشريسي (ت914هـ ):

«سئل الحفار عن قراءة كتب الوعظ في المساجد.

فأجاب بأن قال: أما قراءة كتب الوعظ وغيره في المساجد فذلك من المستحب الحسن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة، فسواء كان الوعظ بكلام من عند الواعظ، أو بقراءة كتاب يتضمن الوعظ، فذلك كله أمر معمول به، لكن يشترط في ذلك أن يكون الواعظ من الكتاب، أو مما يلقيه الواعظ من حفظه، أن يكون صحيحا لا ترده القواعد العلمية؛ لأن الكتب الموضوعة في الوعظ قد اشتملت على باطل كثير، وعلى أمور شنيعة ومناكر فاحشة، تضاف إلى الرسل والأنبياء، وعلى قصص باطل ترده القواعد العلمية، فمن أخذ في هذه الطريقة فليتخير ما يحفظ إن كان يعظ من كتاب، وهذا يحتاج إلى حظ وافر من الطلب، وجرت عادة بعض فقهاء المواضع يقرئون الناس كتبا في المساجد، ولا يحل لمسلم قراءتها ولا سماعها إلا منكرا، لأنها محض الباطل؛ منها كتاب يسمى إسلام أبي ذر في سفرين كله زور وكذب، وكتب كثيرة تشبهه، فليتحفظ الإنسان من مثل هذا. وكان هذا السائل قد ولي قراءة هذه الكتب في مسجده فأراد أن يعوض من ذلك، إقراء القرآن، وتعليم الجمهور، وأراد أن يصرف ما وقف لقراءة الكتب من أحباس معينة لذلك إلى الإقراء والتكلم.

فأجاب أبو إسحاق بأن قال: ما ذكرتم من تعويضكم عن قراءة الكتب إقراء القرآن، فإقراؤه على وجه التعليم للجماعة وغيرهم من أعظم القربات، لكن الأخذ عليه من ذلك الحبس غير سائغ؛ لأن خلاف غرض المحبس يأخذه على الإقراء بالتأويل ترك للجادة وأخذ في بليات الطرق».

المصدر: المعيار لأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي(7/111-112)، خرجه مجموعة من الفقهاء بإشراف محمد حجي، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية.

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق