مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

فرقة المردارية المعتزلية

أصحاب عيسى بن صبيح المكنى بابي موسى الملقب بالمرداد‏.‏
وقد تلمذ لبشر بن المعتمر وأخذ العلم منه وتزهد ويسمى راهب المعتزلة‏.‏
وإنما انفرد عن أصحابه بمسائل‏:‏
الأولى منها‏:‏ قوله في القدر‏:‏ إن الله تعالى يقدر على أن يكذب ويظلم ولو كذب وظلم كان إلهاً كاذباً وظالماً تعالى الله عن قوله‏.‏
والثانية قوله في التولد‏:‏ مثل قول أستاذه وزاد عليه‏:‏ بأن جوز وقوع فعل واحد من فاعلين على سبيل التولد‏.‏
والثالثة قوله في القرآن‏:‏ إن الناس قادرون على فعل القرآن‏:‏ فصاحة ونظما وبلاغة وهو الذي بالغ في القول بخلق القرآن وكفر من قال بقدمه بأنه قد أثبت قديمين‏.‏
وكفر أيضاً من لابس السلطان وزعم أنه لا يرث ولا يورث وكفر أيضاً من قال‏:‏ إن أعمال العباد مخلوقة لله تعالى ومن قال‏:‏ إنه يرى بالأبصار وغلا في التكفير حتى قال‏:‏ هم كافرون في قولهم‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏
وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعاً فكفرهم فأقبل عليه إبراهيم وقال‏:‏ الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك‏!‏ فخزي ولم يحر جواباً‏.‏
وقد تلمذ له أيضاً‏:‏ الجعفران وأبو زفر ومحمد بن سويد‏.‏
وصحب‏:‏ أبو جعفر محمد ابن عبد الله الإسكافي وعيسى ابن الهيثم‏:‏ جعفر بن حرب الأشج‏.‏
وحكى الكعبي عن الجعفرين أنهما قالا‏:‏ إن الله تعالى خلق القرآن في اللوح المحفوظ ولا يجوز أن ينقل إذ يستحيل أن يكون الشيء الواحد في مكانين في حالة واحدة وما نقرأه فهو حكاية عن المكتوب الأول في اللوح المحفوظ وذلك فعلنا وخلقنا‏.‏
قال‏:‏ وهو الذي اختاره من الأقوال المختلفة في القرآن‏.‏
وقالا في تحسين العقل وتقبيحه‏:‏ إن العقل يوجب معرفة الله تعالى بجميع أحكامه وصفاته قبل ورود الشرع وعليه أن يعلم أنه قصر ولم يعرفه ولم يشكره‏:‏ عاقبه عقوبة دائمة فأثبت التخليد واجباً بالعقل‏.‏

المصدر: الملل والنحل للشهرستاني. ص:46-47.

الطبعة الأولى: 1426 هـ- 2005م . دار  ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع لبنان .

 

                                                                         إعداد الأستاذ: عبدالمالك المؤذن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق